فى مطلع كل عام هجرى نحتفل بيوم عاشوراء وهو يوم له فى ذاكرة الزمان باع طويل بسبب الأحداث الواردة فيه، وعاشوراء هو يوم من أيام الله ففيه كانت نجاة موسى عليه السلام، و(لَمَّا قَدِمَ النبيُّ المَدِينَةَ وجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ، فَسُئِلُوا عن ذلكَ، فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذى أظْفَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وبَنِى إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، ونَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ: نَحْنُ أوْلَى بمُوسَى مِنكُمْ، ثُمَّ أمَرَ بصَوْمِهِ). وفى فضل صيامه جاء الحديث «أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ». وعاشوراء عند أهل السنة يستحب صيام التاسع والعاشر، وفى هذا اليوم تكون التوسعة على الأهل، وهي سنة ثابتة عن النبى والصحابة والسلف الصالح، وأما الشيعة ففى كل عام يكون يوم لطم وحزن، وجرح البعض لأنفسهم في صورة محزنة باكية لم تحدث فى تاريخ الإسلام. الشيعة دون غيرهم يتخذون هذا اليوم نواة للصراع المذهبى بين الشيعة والسنة، وكأن السنة فى زماننا هم الذين سلموا الحسين بن على رضى الله عنهما للذبح، أو رضوا عن ذلك وأقروه. أمام العالم يظهرون بصورة المحب للحسين أكثر من أهل السنة، ويختصرون الصحابة جميعا فى الحسين. العقل والمنطق يقولان: لقد قُتِل فى زمن النبي حمزة بن عبدالمطلب، وهو أعلى مكانة من الحسين، ولم نجد ما يفعله هؤلاء. أما كفانا فرقة وتشتتاً وصراعاً، واستخدام حدث مر عليه الزمن الطويل كأداة مستمرة لتأجيج الصراع وضمان اشتعاله. كلنا نحب الحسين بن على ونحب الحسن بن على ومن قبلهما السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكل آل البيت ومن هذا المنطلق ينبغى ألا تحول قضية مقتل الحسين كل عام ليوم يساء فيه للإسلام من لطم للجيوب وضرب للوجوه والصدور حتى تنزف الدم لينقل ذلك على كل الشاشات فيسئ إلى الإسلام، أين هذه الصورة المزرية من نداء النبى «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية»؟ وهذا النهى لغرض نفسى مهم بحيث لا يتوارى خلف جدار الحزن والألم كل من مات لها ولد صغير أو زوج كريم، فالمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره خامسا: أسئلة تحتاج لأجوبة ماذا لو كان الحسين بن على رضى الله عنهما حياً هل كان يقبل من خالف سنة جده صلى الله عليه وسلم فى هذا الامر؟ لماذا لا تقام المآتم على مقتل الإمام على أو على مقتل الفاروق او عثمان، وكلهم أفضل قدرا ومقاما من الحسين ما ذنب الأجيال الحالية والسابقة واللاحقة فى فتنة مقتل الحسين بن على؟ كفانا فرقة وتشتتا وصراعا فى زمن لا يعترف سوى بالأحلاف.