أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الجيش المصرى من أقوى جيوش المنطقة، ولكنه جيش رشيد يحمى ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومى داخل وخارج حدود الوطن، مشددًا على أن القوات المسلحة قادرة على تأمين كافة حدود الدولة المصرية ومجالها الجوى. وكان الرئيس قد تقفد أمس، عناصر المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس أركان القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، حيث استمع «السيسى» إلى تفاصيل الاصطفاف الخاص بالقوات المسلحة فى «سيدى برانى» بمحافظة مرسى مطروح. وقال الرئيس موجها حديثه للوحدات المقاتلة للقوات الجوية: « أنا سعيد أنى ألتقى بكم النهاردة وأطمئن من خلالكم على الكفاءة والحالة الفنية والقتالية العالية للقوات المسلحة.. جزء كبير هنا من القوات المسلحة سواء كان من القوات الخاصة أو القوات الجوية موجود وجاهز لتنفيذ أى مهام.. والحقيقة اللى شفته حتى الآن أمر عظيم جدا وبيعكس قدرتنا». وأضاف «السيسى»: «الجيش المصرى قوى ومن أقوى جيوش المنطقة ولكن هو جيش رشيد.. جيش بيحمى مش بيهدد.. جيش بيأمن مش بيعتدى.. دى استراجيتنا ودى عقائدنا ودى ثوابتنا اللى مابتتغيرش.. وأنا متأكد إننا إذا احتجنا منكم عمل وتضحيات زى ما بيتم.. فيه كتير من الأنشطة يمكن محدش كتير يعرف عنها هنا فى المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا.. أكتر من 1200 كيلومتر بيتم تأمينها بقالنا أكتر من 7 سنوات بالقوات الجوية والقوات الخاصة وقوات حرس الحدود وقوات كثيرة جدا». وتوجه الرئيس للوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالشكر، قائلا: «كونوا مستعدين لتنفيذ أى مهمة داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا». وقال الرئيس، إن جاهزية القوات للقتال صارت أمرا ضروريا، مشيرا إلى أن تدخلات غير شرعية فى منطقتنا تسهم فى انتشار الميليشيات الإرهابية. وتابع: «ما شاهدته اليوم فخر واعتزاز لما وصلت قواتنا المسلحة من تأهيل وإعداد وامتلاك لمنظومة متطورة من نظم التسليح والمعدات القتالية، التى تجعلها قادرة على الوفاء بتنفيذ أى من المهام التى تكلف بها لحماية وتأمين البلاد شعبا ومقدرات وأرضا من كافة التهديدات التى تستهدف أمن واستقرار الوطن بجميع حدوده». وتطرق الرئيس إلى الأزمة الليبية باعتبارها خير شاهد على ما يحدث فى المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية سعت للتقليل من مخاطر وتهديدات تصاعدها، وعلى مدار عقد كامل سعت إلى دعم كافة جهود التسوية الشاملة وسرعة استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار فى مصر. وأضاف، أن مصر منذ البداية سعت إلى تسوية شاملة تضمن السيادة وتحقيق الوحدة الوطنية وسلامة وأمن الأراضى الليبية، وسرعة بناء أركان المؤسسات بالدولة الليبية، والقضاء على الإرهاب ومنع الميليشيات المتطرفة والمسلحة، إضافة إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية غير الشرعية التى تسهم فى تفاقم الأوضاع الأمنية وتمتد إلى دول الجوار وتغذية بؤر الإرهاب. وأشار الرئيس السيسى، إلى أنه يجب منع سيطرة أى من الجماعات الإرهابية، وإتاحة جميع فئات الدولة الليبية فى المشاركة، وانطلاقا من هذه الثوابت اتخذت عدة مسارات، على رأسها الدعم والاحترام الكامل لكافة جهود الأممالمتحدة، والتعاون الكامل مع ممثلى الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا. وأوضح، أنه على الرغم من ترحيب من القوى الليبية المعتدلة والأطراف الإقليمية والدولية بإعلان القاهرة، إلا أن سيطرة القوى الخارجية الداعمة بقوة للميليشيات المتطرفة والمرتزقة لم تسمح بأن يتم أن يدخل قرار وقف اطلاق النار حيذ التنفيذ. وأكد الرئيس السيسى، أن أى تدخل مباشر من الدولة المصرية فى ليبيا، باتت تتوافر له الشرعية الدولية سواء فى إطار ميثاق الأممالمتحدة أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة وستكون أهدافه الأول حماية وتأمين الحدود الغربية من تهديدات المرتزقة وحقن دماء الشعب الليبى. وأضاف: «نقف اليوم أمام مرحلة فارقة تتأسس على حدودنا تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس فيما بيننا فقط ولكن مع أشقائنا من الشعب الليبى والقوى الصديقة للحمايىة والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذى تشنه الميليشيات الإرهابية بدعم كامل من قوى تعتمد على أدوات القوى العسكرية لتحقيق طموحاتها التوسعية على حساب الأمن القومى العربى تحت رؤية كاملة من المجتمع الدولي». ووجه الرئيس السيسى، حديثه لقادة القبائل الليبية، قائلًا: «عمرنا ما كنا غزاة لأحد، ولا معتدين على سيادة أحد، لكن احترمناكم ولم نتدخل، لأننا لا نريد أن يذكر لنا التاريخ أننا تدخلنا فى بلدكم، وأنتم فى موقف ضعف، لكن الموقف الآن مختلف، الأمن القومى العربى والأمن القومى والمصرى والليبى يهتز، لا نرغب فى شيء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا». وأكد استعداد مصر الكامل لتقديم الدعم للشعب الليبى، قائلًا: «نحن فى مصر نكن لكم احتراما وتقديرا كبيرا ولم نتدخل فى شئونكم ودائما مستعدين لتقديم الدعم ، من أجل استقرار ليبيا وليس لنا مصلحة ليس إلا أمنكم واستقراركم، وتجاوز سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا ومستعدين نساعد ونساند هذا». وأضاف الرئيس السيسى: «إذا تحرك الشعب الليبى وطالبنا بالتدخل إشارة للعالم على أن مصر وليبيا بلد واحد ومصالح واحدة وأمن واستقرار واحد، ويخطئ من يعتقد أن حلمنا ضعف، وأن الصبر تردد، صبرنا صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق لكن ليس ضعفا وترددًا». وعن سد النهضة، قال الرئيس السيسي، إن اتجاه مصر إلى مجلس الأمن الدولى جاء من أجل الحفاظ على التفاوض وفق المسار الدولى والدبلوماسى والسياسى حتى النهاية، مضيفًا: «حريصون على التنمية فى إثيوبيا وعلى الحياة فى مصر». وتابع: «تحدثت مع الشعب الإثيوبى فى البرلمان الإثيوبى.. وأكدت على حرص مصر على التنمية فى إثيوبيا.. وعليكم تقدير الحياة فى مصر.. وأكدنا أنه لا ضرر ولا ضرار.. وأتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى القيادة الإثيوبية.. ونحتاج إلى سرعة التفاوض بما يحقق المصلحة للجميع.. ويؤكد أننا دول قادرة على إنهاء التفاوض بشكل قوى».