أستاذنا الفاضل المسئول عن بريد روزا بعد التحية... انا سيدة أبلغ من العمر 51 عاما، توفى زوجى منذ 25 سنة وترك لى ميراثا كبيرا من المسئوليات. بداية من ضيق ذات اليد بعد رحلة عمل قصيرة بديوان إحدى الوزارات والمعاش البسيط الذى يكفينى بالكاد أنا وابنى الطالب حاليًا ببكالوريوس الهندسة وابنتى خريجة كلية الصيدلة والمخطوبة لطبيب شاب. اضطررت بسبب الظروف سالفة الذكر إلى العمل إدارية بمستشفى خاص، وبسبب رحيل زوجى وجدت نفسى المسئولة الوحيدة عن أسرتى الصغيرة حتى وصلوا لمستويات علمية مرموقة أفتخر بها، وحقيقة الأمر سيدى الفاضل أن ابنائى بذلوا مجهودا كبيرا حتى يستطيعوا تكملة تعليمهم الجامعى - فابنتى كانت تعمل معى بصيدلية المستشفى قبل خطبتها لتدبير مصاريف الجامعة، وكذلك لم يتكبر ابنى على العمل بإحدى شركات المقاولات فى أجازته كمشرف عمال وكان هدفه الأساسى هو الاستفادة من الخبرات العملية المكتسبة التى تتناسب مع تخصصه بالكلية. وهو شاب ملتزم ومقدر تمامًا لما أقوم به ولا يدخر جهدًا من أجل أن يعوضنى خيرًا عن صبرى وتحملى كل الصعاب من أجلهم. ولكن ما يضايقنى هو إعجابه بابنه صاحب الشركة التى يعمل بها وهو رجل أعمال كبير - وابنته طالبة جامعية بإحدى الكليات النظرية تعيش عيشة مرفهة بحكم تيسر حال والدها، ويقول ابنى عنها أنها منطلقة ككل شباب اليوم ولكن بحدود لا تتخطى حاجز الأدب والاحترام، وانه تعرف عليها أثناء ترددها على موقع العمل لمتابعة سيره حيث إنها الابنة الوحيدة لوالدها وتحظى بكل اهتمامه ورغبته فى ثقل خبراتها الإدارية. وبحكم تواجدها المستمر بمحيط العمل شعر بأنها تبادله الإعجاب فاعترف لها بمشاعره تجاهها ليفاجأ بحبها له، بل وقالت بأن والدها يحترمه كثيرا لأمانته وقوة شخصيته فى العمل ويتمنى أن يتقدم لها رجلاً مثله للزواج منها، لذا ترى بأن أباها لن يمانع إذا تقدم ابنى لخطبتها. والمُعضلة التى قد تعوق استقرار علاقة الزواج بينهما من وجهة نظرى كأم هى تلك الفروق المادية بيننا مثل السيارة الفارهة والممتلكات التى لا تعد ولا تحصى مقارنة بحياتنا المستورة بسقف البسطاء - نعيش فى منطقة شعبية بشقتنا المتواضعة ونجاهد فى سبيل لقمة العيش، ولا أرى بصيصًا من الأمل يدفعنى لمباركة مشروع زواج من هذا النوع، ولا أعرف أيضًا ماذا أفعل وأنا أرى رابطة الحب تنمو بينهما يومًا بعد يوم وكذلك تلك الفواصل الإجتماعية بيننا،،، فبماذا تنصحنى أستاذ أحمد. عزيزتى خ. ب تحية طيبة وبعد…
أحب أن احييك أولا على مجهودك الرائع من أجل أبنائك وهو ليس بغريب على الأم المصرية الأصيلة التى تبذل ما بوسعها وتضحى بصحتها وكل ما تملك لصالح أسرتها، وبفضل الله عليكٍ لم يذهب تعبك سُدى بل كان الجزاء من جنس العمل بما من الله عليك من نعمة الأبناء البارين بأمهم والمتفوقين فى دراستهم - وإن شاء الله مزيد من التوفيق والاستقرار. أما بالنسبة لعلاقة الإعجاب المتبادل بين ابنك وابنة رجل الأعمال فلا يجب أن تبالغى فى القلق من حساباته المستقبلية لأنها لا تزال غير مضمونة - كحتمية زواجه منها، بل ما يجب العمل عليه الآن هو التقرب منه أكثر وكسب المزيد من ثقته - فكما تعلمين أن الأجيال المعاصرة تحتاج إلى معاملة خاصة كى نستطيع أن نؤثر فيها ونجعلها تتأثر بنا، لذا لا تحثيه أو تأمريه بشكل مباشر بالإبتعاد عنها لأنها غير مناسبة له وبالتالى تقويض أحلامه فى مهدها، بل حفزيه أولاً على إتمام دراسته بتفوق حتى يكون جديرًا بفتاته، ثم بعد تخرجه وحصوله على البكالوريوس سيكون أمامه الخطوة التالية وهى التحاقه بسوق العمل وغالبًا سيتجه لشركة والد الفتاة كمهندس - ولا غضاضة فى ذلك أيضًا - ولكن هنا يجب أن تتدخلى ببعض التوجيهات اللينة إذا اختار العمل هناك، بالإشارة بشكل مباشر وغير صدامى إلى انه فى حالة الإرتباط بها - عليه أن يقارن بين ما سيتقاضاه من راتب عند والدها وبين متطلبات الزواج والشقة وتطلعات زوجته ومتى يصبح جاهزًا لتلك الخطوة واطلاعهم على ظروفه ووجوب استقلاله فى حياته عن حماه، وبأنه لن يقبل أى مساعدة منه تحت أى مسمى - كى يكون هو سيد قراره كزوج وحفاظا على كرامته أمام زوجته. وأخبريه بأنه هو من يعرف تلك الفتاة جيدًا وملم بشخصيتها - وعليه تحديد ما إذا كانت ستقبل العيش معه بإمكانياته الحالية والمستقبلية أم أنها لن تقدر على تحمل أعباء الحياة على طريقته كشاب لازال فى بداية حياته. كل تلك الفرضيات عزيزتى هى ما ستولد لديه الشعور بالمسئولية تجاه نفسه ومن ثم اتخاذ القرار المناسب له وبمحض إرادته دون أن يشعر بأنك تمارسين ضغوطًا عليه، وثقى بأنه فى النهاية سوف يمتلك أدوات تحديد مصيره جيدا مع مرور الوقت وبفضل حكمتك فى توجيهه. دمت سعيدة وموفقة دائمًا خ. ب