كنت أسير وحيدا فى الطرقات المكدسة بالزحام دون مراعاة لمخاطر فيروس كورونا وفى لحظة مباغتة استوقفنى مشهد غريب ومريب وجدت نفسى أمام فيروس كورونا وجها لوجه يرقص ويغنى فى نشوة وفى تعالى المنتصر الغالب رمقنى بنظرة تحد بعين جاحظة متحفزة لاقتناص فريسة وجدها فى مواجهته ولكن قبل أن يبادرنى بالاقتناص أخرجت من جيبى القمامة والقفاز فتوقف لبرهة تجاهى ثم صوب إلى وجهه الذى كان يحمل كل معانى التحفظ والغيظ ثم بادرنى قائلا لقد اتخذت ضدى دفاعاتك.. أما أنا فانتهزت الفرصة لأجرى معه حوارا لأول مرة فى التاريخ واتفقنا سويا على هدنة يلتزم كلانا بقواعد السلامة والاحترام وبدأت أجرى معه هذا الحوار عزيزى كورونا من أنت أجاب:أنا من يدخل البيوت بدون إذن أهلها أنا أضعف جنود الله اختارنى لضآلة حجمى لينبه البشر أن أضعف مخلوقاته قادر على هزيمة غروره وزيف اعتقاده بأنه أصبح قادراً بعلمه وتقدمه قادراً على السيطرة على الكون.وأنه سيد الطبيعة... سألته من هم أصدقاؤك قال أصدقائى أولئك الذين ينظرون إلى بسخرية وتجاهل ويتصورون إنى مجرد زائر وسيمضى... فسألته من هم أعدائك..قال أعدائى الجالسون فى منازلهم والمتطهرون والجيش الأبيض... سألته متى تضحك. قال عندما اخترق العصاة والجبابرة والذين لا يؤمنون بالله.. قلت له متى تبكى قال أبكى على بكاء الأمهات الذين فقدوا أبناءهم والأبناء الذين أصبحوا أيتام والزوجات الاتي ترملن. قلت له متى تكون فى عنفوانك.. قال عندما أجد العصاة والجبابرة وأرى انتشار الفاحشة وكثرة المظالم والذين لا يؤمنون بوجود الله مازالوا على عنادهم.. قلت له ومتى تكون فى قمة ضعفك. قال عندما اخترق جسد بنى ادم فيحمد الله ويرضى بقضائه ويتمسك بحسن الظن بالله والمحبين الحياة.. قلت له ما هى نصيحتك قال ارجعوا إلى الله وخذوا من الموت عبرة وأحسنوا إلى الفقراء وتواضعوا للضعفاء وتمسكوا بحسن الظن بالله ولتكونوا سندا لجيشكم وعونا لقائدكم واعشقوا تراب أوطانكم هذا هو ملاذكم وطريق النجاة لكم... قلت له متى ستغادرنا... قال الإجابة عندكم انظروا إلى الأرواح التى تسكنكم والقلوب التى فى صدوركم وإلى مرآة نفوسكم ستجدون الإجابة.. وفجأة وجدت نفسى مستيقظا فأدركت أنى كنت فى حلم من تخاريف الحظر..