استمرت الاشتباكات بين الميليشيات المتناحرة في ليبيا لليوم الثالث علي التوالي بالقرب من بلدة غريان التي تبعد 80 كيلومترا إلي الجنوب من طرابلس، مما أدي إلي مصرع شخص وإصابة ستة آخرين رغم محاولات الحكومة الانتقالية للتوصل إلي وقف لإطلاق النار. وبدأت الأحداث في يوم الجمعة الماضية عندما رفض مقاتلون من بلدتين ليبيتين متجاورتين تسليم أسلحتهم بعد مرور خمسة أشهر علي الإطاحة بالعقيد معمر القذافي فتبادلوا القصف بالمدفعية والصواريخ ، وذكر طبيب في مستشفي غريان أن عدد القتلي وصل إلي ثلاثة كما أصيب 42 شخصًا. وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان إسماعيل العايب إن وفدا من المجلس الوطني الانتقالي موجود في البلدة حاليا وأمكن الاتفاق علي وقف إطلاق النار في الساعة الثالثة عصرا لكنه لم يستمر، كما سارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الإنتقالية إلي غريان يوم السبت الماضي سعيا لوقف المعارك بين ميليشيات من البلدة وأخري من بلدة الأصابعة. ويذكر أن الحكومة الانتقالية تبذل جهدها للسيطرة علي الجماعات المسلحة المختلفة التي خاض كثير منها قتالاً ضاريًا خلال الحملة التي انتهت بالإطاحة بالقذافي لكنها ترفض الآن تسليم أسلحتها لأنهم يرتابون في حكام البلاد الجدد، كما أنه لم ينضم سوي 100 شخص من أعضاء الميليشيات إلي صفوف قوات الشرطة الليبية مما يدل علي أن الحكومة ستواجه طريقًا طويلاً لإخضاع الميليشيات المتمردة، وقال رئيس المجلس الانتقالي الشهر الماضي إنه إذا لم يستجيبوا فالدولة معرضة لخطر الانزلاق لحرب أهلية. وعلي صعيد آخر ، رفض منتدي الأحزاب الوطنية الليبية، الذي يضم 12 حزبًا سياسيًا مشروع قانون الانتخابات، لأنه يشجع علي التصويت علي أساس قبلي من وجهة نظرها ويعطي نفوذا مفرطا للأثرياء. ومن ناحية أخري، قالت صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية إن سيف العرب القذافي، عاش في ألمانيا عدة سنوات بدون أوراق إقامة رغم علم السلطات المعنية. وأكدت الصحيفة ، أن الخارجية الألمانية في برلين ساعدت نجل القذافي بقوة في دخول ألمانيا بدون تأشيرة وأوصت وزارة الداخلية بولاية بافاريا جنوبألمانيا بالتغاضي عن عدم امتلاك نجل القذافي أوراق إقامة في ألمانيا بسبب مصالح اقتصادية. وقد دخل سيف العرب القذافي ألمانيا عام 2006 وذلك عندما كان في سن الرابعة والعشرين عاما، وكان يتمتع خلال خمس سنوات ونصف السنة في ألمانيا بامتيازات دبلوماسية واسعة.