عام مضي علي انطلاق شرارة الثورة، وكالعادة يحتفل الجميع بذكري إنجازهم لكن تأتي الثورة المصرية مختلفة كعادتها عن كل ما هو متوقع، فالعام المنصرم لم يرق بعد لتطلعات الثوار والمرحلة الانتقالية طال زمنها ما بين إهدار وانحدار، وفي هذه الأجواء حل الاحتفال دون ان يكون في قبضة الثوار ما سعوا إليه وثاروا من أجله فلم يتحقق من أحلام الشعب الا القليل فهل يكفي الاحتفال بانطلاق الثورة ام ان الاحتفال يكون بما تم إنجازه بالفعل من مطالب وما تحقق من آمال ؟ سيناريوهات عدة متوقعة وبدائل مطروحة في الذكري الأولي ليوم عظيم وعصيب، انها ذكري الثورة في قلوب المصريين ما بين الاحتفالات المنتظرة والتصعيدات المترقبة نستعرض اليوم مخاوف وتوقعات ابناء مصر الحياري المحبين لأوطانهم، والشيوخ الأجلاء الذين حفظوا كتاب الله ويدعون إلي السلم وقساوسة آباء صلوا من اجل أمان هذا الوطن.
«موظفو الميدان» يقاطعون.. و«قاطنو العقارات» يتربصون حالة من التربص يعيشها المصريون في انتظار ذكري ثورة 25 يناير التي تنوعت فيها التوقعات.. ما بين التفاؤل الحذر والذي أشار فيه البعض إلي انه يوم للاحتفال ولكن مع ترقب تدخل الفلول أو الأيدي الخفية وما بين التشاؤم من اندلاع حرائق واحتكاك بالقوات سواء من وزارتي الداخلية أو الدفاع.. يبقي السيناريو الأكثر قتامة والذي يؤكد علي انها ثورة غضب ثانية. ترقبوا الفلول أعربت « ن-ع موظفة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون» عن ان بعض إلادارات قامت بتقسيم العمل في أيام ذكري ثورة 25 يناير وما بعدها احتياطيا بين العاملين حتي لا يضطروا للحضور جميعا، خاصة ان طبيعة عملهم لا تتطلب الالتزام اليومي. واضافت انه لابد من تكاتف المجلس العسكري لاحتواء مختلف التيارات التي من المحتمل أن تتصادم بقوة إما مع ابناء مبارك أو مؤيدي العسكري من جانب آخر، مشيدة بمبادرة الاخوان بالنزول للميدان لمنع الاحتكاك التي تعتبرها أول اختبار حقيقي لهم بعد فوزهم بالبرلمان وتخاذلهم في الوقوف بجانب الثوار علي مدي الشهور الماضية . عطلة إجبارية في الوقت الذي اعتبر فيه المجلس العسكري يوم الخامس والعشرين عيدا وطنيا وإجازة رسمية.. قرر بعض الشركات التي تقع في منطقة وسط البلد خاصة في ميادين طلعت حرب والإسعاف والشوارع المتفرعة منها اعتبار يومي «25 و26» إجازة رسمية للموظفين تحسبا من اي عواقب. وكشف» م-ا «مدير بإحدي هذه الشركات عن ان فكرة الاجازة جاءت لحماية العاملين من الاحتكاك بالمتظاهرين او حتي التواجد بالتحرير، وذلك لأنه من المتوقع ارتفاع نسبة الانفلات الأمني والسرقات وربما تصدق المخاوف من اي حرائق. واشار إلي ان موظفي وسط البلد هم الأسوأ حظا لأنهم عايشوا كل الأوقات العصيبة لمصر بدءا من يناير الماضي وحتي الآن.. ويكفي ما تعرضوا له من سرقات للسيارات وسطوة للباعة الجائلين والعصابات ليلا.. ولذا كان القرار صائبا في حماية العاملين ومن المتوقع ان تمتد العطلة في حالة حدوث شيء غير متوقع متمنيا ان تخيب التوقعات وأن تمر ذكري الثورة بسلام. احتفالية كبري اعتبر «احمد مصطفي»- موظف- ان 25 يناير يوم احتفالي غير عادي وسينجح المصريون ان يخرجوا من مأزق المخاوف متوقعا ان يمر بسلام بين رفع الأعلام والرايات وتخليد لذكري الشهداء. واضاف قائلا: سوف يسعدني المشاركة به أنا واسرتي في الميدان لكن التخوفات التي يرسمها البعض في البيانات المكذوبة والصورة القاتمة التي تبثها وسائل الإعلام تجعل المشاركة الايجابية بعيدة عن نطاق التنفيذ. مخاوف من الاحتكاك أشار «أيمن كامل»- من قاطني مصر الجديدة- إلي ان المخاوف من يوم 25 يناير تدور ما بين الوقفات السلمية أو أن يتجاوز الأمر لهجوم علي المنشآت العسكرية.. ونحن كساكني مصر الجديدة نخشي من الهجوم علي وزارة الدفاع أو الاحتكاك بالجنود، ولذا قرر الكثيرون منا عدم النزول يومي 25 و28 يناير ولحسن الحظ انه جاء نهاية الأسبوع، خاصة بعدما تردد ان بعض الائتلافات ستبدأ نشاطها منذ ظهر الرابع والعشرين في كل المناطق.