لاتزال أحداث العام الماضي تلقي بظلالها علينا، فلم يتوقف أنين الامهات ممن فقدن فلذات أكبادهن، ولم يلق الجاني مصيره أو حتي عوقب القاتل، واين نحن من ثمارالثورة؟،.. كانت هذه العبارات هي خلاصة ما عبر عنه بعض من شباب «ميدان التحرير» الذين لايزالون يحلمون بعام أفضل. حاورناهم آملين أن نتوصل لرؤيتهم لغد أفضل لمصرنا بعيدا عن آراء المتخصصين والسياسيين لعل الصورة تتضح ويقترب المشوار. عبر «أيمن كامل»- طالب بجامعة عين شمس- عن رؤيته للأمر بأن تبعات الثورة أتت بعيدة عن أهدافها فلقد حققت القوي السياسية مصالحها وهرولت الي مقاعد البرلمان فخسرت الشارع وضاعت أحلامها بعيدا عن قبة البرلمان، أما القوي المضادة للثورة فلقد كانت أكثر الرابحين فلقد بقت الأوضاع علي ما هي عليه بل تحولت إلي الأسوأ فلقد تمسكنا بنفس سياسات الرئيس المخلوع، وابتعدنا كثيرا عن تحقيق الحرية. . وأكمل أيمن قائلا: مطالبنا كشباب شاركوا في الثورة لاتزال ثابتة منذ العام الماضي ونحن علي أمل أن تتحقق في العام الجديد، وهي تشكيل مجلس رئاسي مدني، و إقرار حكومة إنقاذ وطني إضافة إلي ضرورة تأسيس لجنة تحقيق قضائية مستقلة للتحقيق في جريمة قتل المصريين بميدان التحرير ومحاسبة المسئولين عن تلك الجريمة. والأهم من وجهة نظره هو تقديم المجلس العسكري لاعتذار رسمي عن قتل الشهداء والعودة إلي الثكنات والقيام بدوره في حماية أمن البلاد. ديوان المظالم وفي ذات السياق أشار «بسام زياد»- طالب بكلية الآداب- إلي أن العام الماضي قد شهد عدة حوادث قتل بشعة كانت علي مرأي الجميع، ومن المخزي أن نظل نحارب شهوراً طويلة لاثبات ان هؤلاء شهداء وليسوا بلطجية، فهل سيكون من المستحيل أن نطمئن اجساد هؤلاء الشباب بمحاسبة الجناه ؟ أليس من المعقول أن تهل علينا السنة الجديدة بأخبار رحيل المجلس العسكري؟ وأليس من العار ان يتسابق مرشحو الرئاسة بضراوة في المعركة الانتخابية بينما نحن لا نجد منهم من يستحق حتي الترشح ؟. ويستطرد بسام قائلا إن الميدان أصبح الملجأ الحقيقي لكل أصحاب المطالب والمظالم ولذا أصبح أشبه بديوان لأصحاب المظالم مؤكدا علي أنه لن يهدأ وفقا لرؤيته إلا بعد الربع الأول من العام الجديد علاوة علي إحساس الثوار بأن هناك أملاً في البرلمان، والذي سيتضح بعد انعقاد عدد من جلساته الاولي، وإعلان أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور واستكشاف رؤية الاسلاميين لأوضاع البلاد من استثمار وسياحة والأهم من ذلك أن يحفظ المجلس العسكري تاريخه بالرحيل . وحدة الثوار من جانبه أعرب «خالد سالم» عن تفاؤله بأن العام الجديد سيكون أكثر إيجابية من الثوار، فبعد نزيف الأرواح من الشباب وتخبط القوي وتشبث المجلس العسكري بالحكم واعتقد أن الثوار سيلتفون حول بعضهم وحول مطلب واحد وهو مدنية الدولة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية واللذان لن يتحققا إلا بوحدة الصفوف داخل الميدان وإعداد دستور تتوافق عليه القوي . ونفي خالد أي مخاوف من أسلمة البرلمان وتأثيره لأن القوي الليبرالية مؤثرة في المجتمع والميدان جاهز، مشيرا أن دم الشهداء لن يذهب سدي وهذا دورنا كشباب