أعتقد أن هناك بعض التواريخ لا يمكن ألا يعرفها أحد فهى معروفة مسبقاً كأعياد الفطر والأضحى والمولد النبوى الشريف والثورة والسادس من أكتوبر كذلك الأول من يناير كل العالم حتى فى أبعد نقطة فيه العالم وقرية يعرفون انه أول يوم فى السنة الميلادية كما أن يومى 7 و8 من يناير عيد الميلاد المجيد حسب التقويم القبطى و25 ديسمبر هو عيد الميلاد على حسب التقويم الغربى.. والدولة فى هذه الأعياد ترسل البرقيات إلى رؤساء الدول والرؤساء الدينيين وترسل ممثلين عنها لحضور الصلوات والشعب المصرى فى كل المناسبات الإسلامية والمسيحية يهنئون بعضهم بعض. فإذاً العالم كله يعرف تواريخ الأعياد ألا يعرف مسئول الامتحانات الذين هم أساتذة جامعات أو مدرسون فى وزارة التربية والتعليم هذه التواريخ، هل هؤلاء يعيشون معنا على نفس الكوكب وفى نفس الوطن، أم يتعمدون فى وضع الامتحانات أن تكون فى الأعياد المسيحية.. أليس هذا نوعاً من الاضطهاد أو التمييز الديني؟ بالذات كل يوم نؤكد ونتشدق على أن مصر هى رمز التعايش والمحبة بين عنصرى الأمة فلماذا لا يترجم هذا عملياً على أرض الواقع خاصة فى المناسبات والأعياد؟ هل مازال هؤلاء الأساتذة ينتظرون توجيهات السيد الرئيس والسيد الوزير والسيد المحافظ ألا يستطيعون أن يبادروا هم أنفسهم بالابتعاد عن تلك التواريخ حتى نتفادى أن تعلو الأصوات المنددة بالتمييز الدينى والمطالبة بتغيير جداول الامتحانات إلى آخره؟ مبادرات المحبة المُؤَكدِة للتعايش والعيش المشترك لا تنتظر توجيهات. شكراً للسيد المحافظ عبد القوى خليفة محافظ القاهرة الذى بادر وعدل مواعيد الامتحانات للشهادتين الابتدائية والإعدادية بحيث لا تجرى يومى 1 و 8 يناير استجابة لالتماسات أولياء الأمور المسيحيين ومنح الفرصة لهؤلاء الأطفال أن يحتفلوا بالأعياد ومن ثم ترحيل الامتحانات إلى أيام تالية. نتمنى أن الشعور الطيب بالآخر هو الذى يسود مجتمعنا المصرى وليعى كل مسئول مهما كبر أو صغر موقعه أن التعايش والمحبة مع أخوة فى الوطن هو أولويته القصوى.