عشنا مقهورين لسنوات، تراجع الذوق العام. افتقدنا الهمة للعمل، تجاهلنا علماءنا واهدرنا شبابنا واتلفنا عقولنا بسلع استهلاكية تناسينا الاستثمار في البشر وهم وقود الأمة، ونسينا اننا مصر ذات السبع الاف عام. تفانينا في نشر ثقافة الاهدار فانتشر الفساد واستغلال النفوذ وطغت المصلحة الشخصية. كيف سننقذ مصر من براثن الفساد؟ وما هي خريطة انقاذ المصريين، كفانا ما عانينا منه وليقم المصريون بثورة في العقول ، قوامها ان ننبذ التطرف والسلبية واحتقار الأقليات ، وأساسها سيادة كلمة الشعب من أجل الحرية والكرامة. مستقبل مصر لن يبني بقرار سيادي رئاسي أو برلماني، بل ستبني علي اكتاف الثوار كما قامت الثورة اننا نحتاج ضميراً جمعياً يفتح الطريق لغد افضل تستفيد منه اطياف الشعب بأكمله حاورنا المثقفين والبرلمانيين، الإسلاميين والليبراليين، عباسية أو تحرير آملين أن نرسم مستقبلاً افضل لمصر بأيدي شبابها وثوارها. عبدالرحمن الأبنودي: «لسه النظام ماسقطش» لو عن سقوط النظام .. لسه النظام ما سقطش! إيه الفروق بين زمان والوقت؟.. ما تفرقش!! لخمونا في الريم... ومين في بحرهم.. ما غرقش؟ ماكانش قصد الشباب.. كام اسم أو أعداد يعني (الرئيس والمدام والشلة والأولاد).. لأ.. يوم ما هتف الجميع «يسقط» بكل عناد و رفعوا راية الميلاد في قلب الاستشهاد كان المراد.. هدم كون... كله خداع وفساد يزيلوا بنيان قديم.. ويقيموا صرح جديد لسه القديم زي ما هو ف وشنا.. ماوقعش! كلمات خطها واحد من قلائل شعراء العامية الذين أوجدوا لأنفسهم مكانا في وجدان الجماهير العربية، فهو يعتبر نفسه الحارس علي التراث القروي المصري.. هو الخال عبد الرحمن الأبنودي ..الذي يستقبل معنا عام 2012 بمزيد من الترقب الحذر والأمل فكان لنا معه هذا الحوار ليرسم رؤيته لمصر بكره. وعن عام 2011 يقول الأبنودي السنة الماضية كانت سنة «منيلة بنيلة» كلها جلاليب ودقون معناها أن كل شيء في المستقبل سيصبح محرماً علينا حتي أسماءنا لذا يجب أن ننتقي أسماء بديلة تناسب العهد الجديد. بينما يتمني الأبنودي أن تأخذ الثورة في العام الجديد مساراً أكثر اتساقاً مع الأفكار التي قامت بها ومن أجلها وتحقيق المهم من أهدافها وتطلعاتها فعلي الرغم من ازدحام القوي علي الساحة الآن التي تحمل كل منها أجندة خاصة وهو مايثير بعض القلق ولكن إيماننا بالشعب المصري وبوصلته الحضارية فأنا أثق من أنه سوف يهتدي إلي الطريق القويم ليحقق الحرية والعدالة الاجتماعية التي سعي لها منذ البداية ، ويحاول أن يصلح من شأن ذلك المسار و«اللخبطة » الذي انزلقت إليه الثورة. وعن رأيه فيما يتردد بشأن تعطيل الثوار لعجلة الإنتاج وتراجع الإستثمار والإقتصاد المصري يقول الأبنودي: إن الشباب لاصلة له بتعطيل عجلة الإنتاج- عدا إغلاق مجمع التحرير لفترة قصيرة- لم يحدث أن أوقف الشباب مصنعاً او قطاراً أو أثروا بصورة أو بأخري علي الإنتاج إنما هي مجرد «تلاكيك النظام» السابق وحراسه في النظام الحالي الذين لا تزال لهم قبضة من حديد تحرك الأمور كيفما شاءت وحيثما شاءت، المتضررون هم تلك النخبة التي أثرت الثورة علي مكاسبهم وأوضاعهم ومراكزهم الانتفاعية في المجتمع رغم مايدعونه من وقوف إلي جانب الثورة والمباركات الزائفة التي يرددونها ولكن سرعان ما يرتدون عنها. ويري الأبنودي أن الثورة زودت الأدباء والشعراء بطاقة لا حدود لها ليملأوا الدنيا شدواً .. فيقول ثورة الشباب علمتنا أن ندافع عن حقنا في الحياة والحرية أن نستخدم الشعر والأدب كطاقة من نور في مواجهة كل أنصار الظلام. وبسؤاله عما يردد الشباب من عبارات مبتذلة وأحيانا سب مقفاة لكنها لاترقي للأدب في شيء مما دعا الأغلبية تردد أننا بحاجة إلي ثورة أخلاق لتصحيح الأوضاع وتنقيح ألفاظ الشباب من مكتسبات الحرية الزائدة للثورة.. فأجاب بأننا في حاجة إلي إستيعاب اللحظة التي تعيشها أوطاننا مع الشباب الصغار الذين يحولون الأمر إلي نكات أوأقوال لاذعة تخرج عن مسار الخلق.. وتلك طريقتهم في التعبير وهي أيضاً انعكاس في كثير من الأحيان لفراغ سياسي عشناه طويلاً.. في رأيي أن الجميع سوف يعدل من مساره وينظم ماكيناته وينطلق معنا إلي الأهداف التي دافع الجميع عنها بالدماء والجراح .. في جميع مواقع الثورة من ميدان التحرير إلي شارع مجلس الوزراء. وفي رسالة لثوار الميدان من أبناء مصر يقول«: نحن مدينون لكم بهذه الثورة العارمة التي لاحدود لعظمتها والتي قد نكون لم نستوعبها بعد.. ولم تستوعبوها أنتم جيداً .. ولكن أظن أننا جميعاً تعلمنا الدرس وهو أن الفرقة والتشرذم واختلاف الاتجاهات أدي إلي أن القوي المترابطة انتصرت في معركتها لشغل المقاعد التشريعية .. وأري أنكم أيضاً استوعبتم الدرس وحفظتموه عن القوي التي انتصرت في الانتخابات البرلمانية وأتمني أن تأخذوا مساركم الصحيح نحو الوحدة والترابط.