لا يستطيع أحد إنكار أن الجزيرة هي القناة الإخبارية الأولي في العالم العربي وهي واحدة من أهم مصادر الأخبار ومتابعة مجريات الأحداث التي تجري في العالم.. ولا نستطيع أيضاً إنكار أن الجزيرة لعبت دوراً مهماً وكبيراً في صنع ثورات الربيع العربي والتعجيل بسقوط الأنظمة الاستبدادية والقمعية هنا في مصر.. وهناك في ليبيا عبر التغطية الإعلامية ونقل حقيقة ما يجري أولاً بأول.. ولكن لابد أن نقول أيضاً إن قناة الجزيرة لا تقول الحقيقة دائماً في كل الاحداث خاصة إذا كانت تتناول ما يخص دولة قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان.. حيث يوجد علي مواقع ال «YOU TUBE» بشبكة الإنترنت شريط فيديو مسرب من داخل إسرائيل يتضمن استقبال وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني عام 2008 لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة في مطار بن جوريون خلال زيارة سرية قام بها إلي إسرائيل.. كذلك لم تستطع قناة الجزيرة أن تقترب من الاتهامات التي وجهها بعض السياسيين الليبيين مؤخراً إلي حكومة دولة قطر بأنها تمد بعض القوي والتيارات الإسلامية في ليبيا بالاموال والسلاح وهو ما يشعل قلاقل ويؤجج الاضطرابات بين قوي ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالطاغية معمر القذافي.. كما لم تجرؤ الجزيرة علي تناول الوجود العسكري الأمريكي في قاعدتي «السيلية».. و«العيديد».. ولا الزيارات التي لا تنقطع للمسئولين الإسرائيليين للعاصمة القطرية «الدوحة».. أما بالنسبة لنا هنا في مصر فقد أنشأت شبكة قنوات الجزيرة قناة خاصة بمصر هي الجزيرة مباشر مصر.. وقد ابتعدت هذه القناة عن شعار »الرأي والرأي الآخر« واستبدلته وهي تتناول أحداث فض اعتصام مجلس الوزراء بشعار جديد هو «شعللها شعلل.. ولعها ولع ».. فضيوفها في الاستوديوهات والمعلقين علي الأحداث من خلال الاتصال التليفوني هم جميعاً من غلاة المعارضين للمجلس العسكري وحكومة الدكتور كمال الجنزوري.. والاستثناء الوحيد كان الزميل محمود نفادي نائب رئيس تحرير الجمهورية في نفس الوقت الذي كانت فيه كاميرات الجزيرة حريصة علي تكرار مشاهد ضابط القوات المسلحة الذي كان يطلق الرصاص من مسدسه علي المتظاهرين ومشاهد أخري للعنف المفرط من جانب الشرطة العسكرية في قمع المحتجين في نفس الوقت الذي لم تعلق فيه قناة الجزيرة ومذيعوها علي مشهد أحد البلطجية الذي ألقي قنبلة مولوتوف عبر إحدي نوافذ مبني المجمع العلمي لكي يزيد حرائقه اشتعالا ثم أخذ ذلك المجرم البلطجي يرقص طرباً وفرحاً بجريمته بينما تراث مصر وكنوزها المعرفية تأكلها النيران.