لا شك أن مصر تغيرت كثيرا للأفضل، فالدولة بجميع أجهزتها نجحت فى احتواء غضب الطبيعة، وبذلت جهودا كبيرة لمواجهة تداعيات موجة الطقس السيئ، حيث كانت البداية من التخطيط الجيد لإدارة الأزمة، والذى تمثل فى قرار د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بمنح إجازة للعاملين بالدولة والمدارس والجامعات كإجراء احترازى ما أدى إلى منع التكدس المرورى وتقليل الآثار السلبية للطقس السيئ. دواوين الحكومة وهيئاتها، تحولت إلى خلية نحل، لمواجهة تداعيات موجة الطقس السيئ، البداية كانت من غرفة عمليات مجلس الوزراء، التى توجه لها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة وتواصل مع المحافظين والمسئولين لمتابعة الأوضاع لحظة بلحظة، مؤكدا أنه يتابع محافظة محافظة على مدار الساعة، وكل المسئولين بالدولة يعملون على قدم وساق، وأن كل شارع موجود فيه مسئول للمتابعة لحظة بلحظة ونتخذ إجراءات استباقية. وأضاف أن الإجازة جاءت لتجنب المواطنين أضرار الطقس السيئ، داعيا المواطنين لتجنب النزول للشارع والابتعاد عن أعمدة الإنارة، مشيدا بدور وزارة الدفاع لقيامها بالمساعدة بمعداتها، وانتشار رجال الداخلية فى الشوارع لضمان سيولة المرور. كما وجه رئيس الوزراء المحافظين والمسئولين بالتواجد فى الشارع والاطمئنان على حركة السياحة فى محافظتى الأقصر والبحر الأحمر، والتركيز على المناطق ذات الكثافة العالية بالتجمعات السكانية، فضلا عن تخفيض المياه وقطعها لفترة من الوقت بسبب زيادة ضغط الأمطار، فضلا عن فتح جميع مراكز الإغاثة على مستوى الجمهورية وعددها 26 مركزا. من جانبه قام وزير الإسكان عاصم الجزار برفقة قيادات الوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بالمتابعة المتواصلة لأعمال سحب مياه الأمطار من المحاور والطرق، مؤكدا أن الدولة تبذل قصارى جهدها وتدفع بجميع العاملين والمعدات لسحب مياه الأمطار، مشيرا إلى أن معدلات تساقط الأمطار مرتفعة جدا، وتتجاوز القدرات الاستيعابية لشبكات الصرف الصحى. كما تفقد سدود وبرك التخزين، فى مشروع الغابة الشجرية بمدينة القاهرة الجديدة، حيث اطمأن على منسوب المياه، وتابع السدود الترابية التى تم تنفيذها وتدعيمها لمنع تسرب المياه. أما اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، فأكد أنه تم الدفع بما يقرب من 3 آلاف معدة لإزالة وشفط تراكمات مياه الأمطار من الشوارع فضلا عن 5 آلاف عامل. كما دفعت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، بأكثر من 1250 عربة لشفط المياه بجميع الشوارع وإزالة آثار الأمطار، حيث تم تكليف فرق التشغيل والصيانة بالعمل بنظام النوبتجيات فضلا عن توفير معدات وسيارات الكسح للتعامل مع الموقف. ورغم مطالبة الحكومة للمواطنين بالتزام منازلهم وعدم الخروج فى ظل الطقس السيئ والأمطار الغزيرة، إلا أن العمال كان لهم دور بارز لفتح الطرق وشفط تراكمات المياه وتسليك بالوعات الصرف والأمطار فى حال انسدادها، كما انتشر المحافظون ورؤساء المدن والوحدات المحلية فى الشوارع لمتابعة الموقف لحظة بلحظة.