أكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الأخير طلب من البرلمان العراقي رسميا سحب الثقة من نائبه صالح المطلك بعدما وصفه في مقابلات صحافية بأنه ديكتاتور اسوأ من صدام حسين. وجاء ذلك علي خلفية تصريح المطلك لقناة "سي إن إن" أن واشنطن تركت العراق بيد ديكتاتور يتجاهل تقاسم السلطة ويسيطر علي قوات الأمن في البلاد وقام باعتقال مئات الأشخاص خلال الأسابيع الماضية. كما عرض تليفزيون «البابلية» المحلي التابع للمطلك لقطات لنائب رئيس الوزراء قال فيها: إن المالكي ديكتاتور أكبر من صدام حسين لكون صدام كان يبني أما هو فلم يقم بشيء. ويعد المطلك أحد زعماء القائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي المنافس السياسي الأبرز لنوري المالكي. من جهة أخري قامت قوات الأمن العراقية باعتقال اثنين من عناصر حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أحد زعماء القائمة العراقية أيضا لتورطهما بتفجيرات وعمليات ارهابية، وفقا لمصادر أمنية. وتحدثت اليوم صحف محلية عراقية عن صدور مذكرة اعتقال بحق الهاشمي إلا أن المصادر الرسمية رفضت تأكيد الخبر. وتتزامن هذه الأزمة السياسية المستجدة مع انسحاب آخر الجنود الأمريكيين عبر الحدود نحو الكويت فجر أمس لتنهي القوات الأمريكية بذلك انسحابها الكامل من العراق، وتأتي هذه الخطوة التاريخية بعد ثماني سنوات وتسعة أشهر من عبور القوات الأمريكية للحدود ذاتها في الاتجاه المعاكس في بداية "عملية تحرير العراق" التي تحولت إلي نزاع طويل قتل فيه عشرات الآلاف. وسيبقي في العراق 157 جندياً أمريكياً يساعدون في تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة واشراف السفارة الأمريكية، إضافة لفرقة صغيرة من المارينز لحماية بعثة بلادها الدبلوماسية. وكانت الولاياتالمتحدة قد صرفت مئات مليارات الدولارات خلال سنوات الحرب إضافة لعشرات المليارات الإضافية ستنفق في السنوات المقبلة، تبدو كلفة النزاع في العراق باهظة، إذا سقط ما لا يقل عن 126 ألف مدني و20 ألف جندي وشرطي عراقي وأكثر من 19 ألفًا من المتمردين منذ الإجتياح الأمريكي للعراق مارس 2003.. وفي جانب التحالف خسرت الولاياتالمتحدة 4408 عناصر منهم 3480 من القوات القتالية، كما أصيب نحو 32 آلف جندي أمريكي بجروح بحسب أرقام وزارة الدفاع "البنتاجون"، أما بريطانيا فخسرت من جهتها 179 جندياً.