آخر كلماته كانت (حسبنا الله ونعم الوكيل) رغم الحزن الشديد الذى خيم على جنازة الراحل عامر منيب والذى شيع جثمانه إلى مثواه الأخير من مسجد «رابعة العدوية» بمدينة نصر مساء السبت، إلا أن غياب زوجته وبناته الثلاث عن حضور الجنازة كان سببًا فى تخفيف حدة هذا الحزن، حيث أصرت زوجته على عدم الحضور خوفًا على بناتها بعد أن أحسسن بحالة تعب شديدة فرأت الأسرة أن حضورهن الجنازة قد يزيد من حالة الإعياء التى وصلت إلى أن إحداهن فقدت الوعى أكثر من مرة حسب رواية إحدى أقربائه والتى أكدت لنا أن آخر كلمات عامر قبل رحيله «حسبنا الله ونعم الوكيل» حضر الجنازة أصدقاؤه محمد فؤاد وهشام عباس ومصطفى قمر ومحمد هنيدى والشعراء أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة ومدحت العدل والملحنان عزيز الشافعى ورامى جمال فيما غابت جميع الفنانات والمطربات، ويقام العزاء بعد غد الأربعاء فى مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر. الراحل توفى السبت الماضى فى مستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر عن عمر يناهز 48 عامًا بعد تعرضه لغيبوبة كاملة منذ أكثر من 10 أيام واحتجازه فى العناية المركزة بذات المستشفى، بعد معاناة مع مرض السرطان الذى أصابه فى القولون منذ أكثر من عامين، ليتم استئصال الورم فى أحد المراكز الطبية بألمانيا، إلا أن حالته الصحية لم تتحسن قبل أن تتفاقم بشدة فى أيامه الأخيرة. كان أول ألبوماته «لمحى» الذى صدر عام 1990، ثم توالت مسيرته الغنائية بعد ذلك فى الغناء ليصدر 13 ألبومًا غنائياً كان آخرها «حظى من السما» الذى صدر عام 2008، أيضًا قام ببطولة 4 أفلام سينمائية هى «سحر العيون» و«كيمو وأنتيمو» و«الغواص» و«كامل الأوصاف» وكان بصدد بطولة فيلم جديد بعنوان «أجمد واحد فى مصر» لكن القدر لم يمهله. منيب لم يكن فنانا مبدعا فقط ولكنه فى نفس الوقت كان أبا من طراز خاص ففى تصريحات خاصة قبل أن يعرف إصابته بهذا المرض قال إنه بالرغم من عشقه للفن إلا أنه لم يعد شىء يسعده فى الدنيا سوى بناته وأسرته الصغيرة ولهذا أكد أنه يرفض بشدة أن يقوم بالإنتاج لنفسه خاصة بعد تخلى شركة روتانا عنه وقال: لن أنفق أموال بناتى فى انتاج أغان لأمتع نفسى وأتركهن لمصير لمجهول بعدى مشددًا على أن البنات لابد من سند لهن فى حالة رحيلى وأنه يؤمن أن الأعمار بيد الله وأوضح أنه يحاول بكل جهده أن يوفر أموالاً ليؤمن بها مستقبل البنات.. فهو كان شديد التعلق بهن حيث كان يعتبر نفسه أبًا وصديقا وسندًا ولهذا رفضت زوجته أن تحضر اللحظات الأخيرة لوداعه وغابت البنات عن الجنازة لعدم قدرتهن على تحمل موقف الوداع، عامر منيب كان يلازم البيت لأوقات طويلة ليبقى بجوار بناته وزوجته وكأنه كان يعلم أن العمر قصير فهو كان ذا طبيعة خاصة لا يحب السهر والظهور الإعلامى سوى فى الضرورة وكرس حياته فى الغناء الذى دخله بالصدفة وظل عشقه حتى اللحظات الأخيرة فى حياته ومات وهمه الأكبر «ستر البنات».