فجر مصدر مسئول في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: مفاجاة من العيار الثقيل، حيث قال: إن مصر لم يصلها أي عرض رسمي من إيران لإعادة العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن الاتصالات التي تناولت هذا الأمر عقب ثورة يناير وحتي الآن كانت شفوية وعلي مستوي مكتبي رعاية المصالح في القاهرة وطهران ومن خلال لقاءات وزيري الخارجية في المحافل الدولية سواء في الأممالمتحدة أو في حركة عدم الانحياز. وأكد المصدر أن وفود الدبلوماسية الشعبية المصرية التي تسافر من وقت لآخر إلي إيران حركت المياه الراكدة إلا أن جهودها تصطدم بتوازنات ومصالح مصر مع دول أخري سواء خليجية أو أوروبية وبالطبع أمريكية، كاشفا عن أن دول الخليج ليست الوحيدة التي لا تستسيغ التقارب بين مصر وإيران، حيث أكد أن مصر تلقت عدة رسائل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي تعبر عن تخوفها من هذا التقارب، وكان من بين هذه الرسائل واحدة من بريطانيا، تؤكد أن هذه العلاقة ليست في مصلحة مصر قبل أن تكون في غير صالح الغرب. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أكد في لقائه بأول وفد دبلوماسي شعبي يزور إيران عقب الثورة أنه متطلع لزيارة مصر بعد الثورة وأنه لو تلقي دعوة من مصر في الصباح سيكون في القاهرة ظهرا كما قال حرفيا «اقسم بالله أن مجرد مروري بالأجواء المصرية أفضل لي من ذهابي إلي أمريكا ألف مرة». وأضاف المصدر أن إيران استبشرت بعلاقات قوية مع مصر عقب قيام الثورة إلا أنها تتخوف حاليا من ضياع هذه الفرصة وعدم تفعيل المساعي الرسمية المصرية التي كان قد أعلن عنها وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل العربي عقب توليه منصبه كأول وزير خارجية بعد الثورة حين قال في تصريحات صحفية إن مصر تفتح ذراعيها لكل دول العالم بما فيها إيران. وأكد أن إيران تعلم مدي حساسية الملف الخليجي بالنسبة لمصر وأنها لدي القاهرة في المرتبة الثانية بعد دول الخليج، كما تدرك الأهمية الاستراتيجية والأمنية لوضع الخليج كمكون أساسي للأمن القومي المصري، لافتا إلي أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بضرب إيران قد تؤخر من إعادة العلاقات المصرية - الإيرانية، حيث إنه من المتوقع أن تنتظر القاهرة لتري السيناريو الذي ستسير إليه المنطقة في حالة تنفيذ إسرائيل تهديداتها آخذة في اعتبارها أن الرد العسكري الإيراني سيطال بعض دول الخليج باعتبارها تستضيف قواعد أمريكية علي أراضيها. وكان وزير الخارجية المصري محمد عمرو قد أكد في تصريحات صحفية منذ أسبوع أن مصر لا تستعدي إيران وأن الحديث عن رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي ليس توقيته الآن وأن الاتصالات بين البلدين مستمرة علي مستوي مكتبي رعاية المصالح أو علي مستوي حركة عدم الانحياز باعتبارهما أعضاء «ترويكا».