توجه التونسيون إلي مراكز الاقتراع أمس في أول انتخابات حرة تشهدها البلاد بعد تسعة أشهر من ثورة أطاحت بنظام زين العابدين بن علي ووضعت نموذجًا للعالم العربي كله. ويأتي موعد انتخابات المجلس التأسيسي في تونس في اليوم الذي يفترض أن يعلن فيه "التحرير التام" لليبيا المجاورة بعد ثلاثة أيام من مقتل معمر القذافي. ويتنافس نحو 11 ألف مرشح في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المكون من 217 عضوا الذي سيقوم بصياغة دستور جديد تجري بمقتضاه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقد فتحت مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 10.6 مليون نسمة أبوابها الساعة السابعة صباحا واستمرت عملية التصويت لفترة 12 ساعة. وتوضح استطلاعات الرأي أن حزب النهضة الذي كان محظورا من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من المحتمل أن يتصدر الانتخابات بنسبة تتراوح بين 20% و30% من أصوات الناخبين. يذكر أن 55% فقط من نحو 7 ملايين ناخب هم المسجلون للإدلاء بأصواتهم. ولكن لجنة الانتخابات أكدت أن النسبة الباقية سوف يسمح لهم بالتصويت ببطاقات الهوية. وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن حجم المشاركة، وبشكل خاص في المناطق العشوائية والمهمشة، سيكون أحد المفاتيح المهمة لحسم هذه الانتخابات، خاصة مع وجود 13 ألف تونسي في الحج خارج البلاد. اشارت الصحيف إلي أن حجم مشاركة أنصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، الحزب الحاكم في عهد بن علي، يبقي غير معلوم، وذلك بسبب مشاركة بعضهم في الأحزاب الحالية، أو تشكيل أحزاب جديدة مثل حزب المبادرة لوزير الخارجية السابق كمال مرجان.