لن ينتهى الكلام والكتابة عن أستاذنا الكبير إحسان عبدالقدوس أسطورة «روزاليوسف» بل الصحافة العربية طوال أكثر من نصف قرن وحتى الآن. ومنذ أيام صدر كتاب الزميلة والصديقة والكاتبة الرائعة الأستاذة «زينب عبدالرزاق» الذى حمل عنوان «إحسان عبدالقدوس معارك الحب والسياسة «1990 - 1919» فى 238 صفحة. التهمت سطور الكتاب بمتعة، فالكتاب بفصوله التسعة ملىء بالأسرار والحكايات التى صاغها قلم محترف جمع بين العمق والبساطة والرؤية الشاملة لكل حرف كتبه إحسان عبدالقدوس من بدايته حتى نهاية مشواره.. تعترف «زينب عبدالرزاق» وتؤكد فى محبة وهى التى تنتمى لمدرسة الأهرام قائلة: «إحسان عبدالقدوس كان مدرسة شديدة التميز فى فنون وألوان الكتابة الصحفية والسياسية والروائية والقصصية». وتضيف: أنشأ إحسان عبدالقدوس مدرسة صحفية جديدة ومميزة ولشدة حبه لوالدته رفض أن ينسب مدرسته لنفسه، إنما نسبها إلى والدته السيدة «روزاليوسف»! كانت مدرسته الصحفية هى مدرسة النقد السياسى والاجتماعى، مدرسة الدفاع عن الحرية والديمقراطية والتصدى للتسلط والفساد والرجعية وكانت كتاباته الصحفية من أجل كل ما هو عام، تعالج القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية العامة، ولكنها ليست بعيدة أو متعالية عن كل ما يمس مصالح فئات الشعب المصرى. كانت مدرسته الأدبية هى مدرسة الرفض للقيود التى تكبل المشاعر لكنها تسمح بالبوح وتعذر الضعف الإنسانى مدرسة الرفض للقبح والغش والضعف والتخاذل والخيانة مدرسة الدفاع عن الجمال والصدق والمحبة والحرية والكرامة التى تعالج مشاكل أسرية وشخصية، وفى الوقت نفسه تُعبر عن ظواهر وقيم وطنية واجتماعية». هكذا انحازت ابنة الأهرام «زينب عبدالرزاق» لمدرسة إحسان وتجولت داخل فصول المدرسة بمحبة وحب لناظر المدرسة لتكشف لنا عن حيرته وهو طفل بين تدين الجد، وتحرر الأم فاطمة اليوسف، ثم تصف بكلماتها تأثره بأمه وزوجته السيدة «لولا» فقد كانت كل منهما صادقة فى عطائها». وتبحر «زينب» مع إحسان فى دهاليز السياسة المصرية قبل وبعد ثورة يوليو 1952 وما لاقاه من عنف واضطهاد إلى حد تعرضه لمحاولات اغتيال أو سجنه واعتقاله» ومن السياسة تنتقل إلى إحسان صانع الحب والحب حيث كتب ما يقرب من ستمائة رواية وقصة قصيرة تحولت 49 رواية منها إلى أفلام سينمائية مهمة، كما ترجمت معظمها إلى عشرات اللغات الأجنبية. وتناقش زينب عبدالرزاق وهى التى شاركت فى إعداد عدد من الأفلام الاستقصائية فى مضمون وطبيعة هذه الأفلام وبطلات الأفلام من مشاهير نجمات السينما المصرية.. وتعترف زينب فى آخر فصول الكتاب بأنه أديب سبق عصره ومعها كل الحق، لقد رحل إحسان منذ ثلاثين عامًا ومازال حيا بيننا بأعماله الروائية والسينمائية ويجىء كتاب زينب عبدالرزاق الصحفية الموهوبة لتقدم هذا الكتاب الرائع وتختلس بعض الوقت من مهامها كرئيس تحرير مجلة ديوان الأهارم التى أعشق كل مقالاتها وموضوعاتها المتميزة. ولم تكن السطور السابقة عرضًا أو تلخيصًا للكتاب لكنها مجرد تحية بسيطة لكتاب محترم بقلم كاتبة محترمة.