ابن محافظة سوهاج خريج كلية التربية قسم اللغة العربية، عمل في تدريس اللغة العربية ويكتب الشعر، ترك تدريس اللغة العربية والتحق بالعمل في قصر ثقافة أسيوط أخصائي نشاط، إنه الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يطلق عليه "ابن الهيئة" ليس فقط في التدرج الوظيفي بل لأنه من رواد قصور الثقافة منذ طفولته، حين قامت وزارة الثقافة بندبه رئيسا للهيئة. تعرض لوقفات احتجاجية ومحاضر قام بها العاملون المطالبون بالتثبيت، بالإضافة لهجوم من الوسط الثقافي بسبب إلغائه بعض الفعاليات ترشيدا للنفقات. «روزاليوسف" أجرت معه أول حوار بعد صدور قرار رئيس الوزراء بتثبيته بمنصب رئيس الهيئة. نعلم أنك من "أبناء الهيئة".. صف لنا رحلتك الثقافية معها إلي أن وصلت لرئاستها؟ - بدأت رحلتي مع الثقافة مبكرا، تحديدا من المرحلة الابتدائية، ولأني وحيد ليس لي أخوة وجدت تسليتي في القراءة وكتابة الشعر، وبدأت أتعامل مع قصور الثقافة والمكتبات وأحضر أنشطتها، شاركت في مسابقة الشعر وحصلت علي جائزة الشعر، وجائزة أخري في القصة القصيرة من وزير الثقافة وقتها يوسف السباعي، وكانت أول مرة أحضر فيها إلي القاهرة كانت لاستلام الجائزة، تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية وعملت مدرسا، وطلب مني وقتها مدير قصر ثقافة أسيوط أن أعمل معه في القصر، فتركت التدريس لأعمل إخصائيا ثقافيا بالهيئة. ومن إخصائي ثقافي في فرع ثقافة أسيوط تدرجت إلي أن عملت بإدارة الخدمات الثقافية الخدمات الفنية، ثم أمينا عاما للإقليم، وهومنصب غير موجود في الهيكل الوظيفي، وتدرجت إلي مدير عام للثقافة عام 2007، وبعدها وكيلا للشئون الثقافية ندباً ثم تعييني رئيسًا بالندب ثم تثبيتي. كيف تري الأداء المهني والثقافي للهيئة قبل تعيينك رئيسا لها؟ انا متابع لكل الفعاليات والأداء بصفة عامة، ومشفق علي الهيئة لأنه مطلوب منها أن تؤدي دورا ثقافيا بمصر كلها، في ظل هذه السلبيات التي لاتزال موجودة، لأن هذه السلبيات تراكمت من أزمنة ومن يأتي بعدي سيكمل مهمة القضاء عليها، فللأسف هذا الجهاز رغم أهميته تم إهماله عبر العقود السابقة، رغم أنه اسبق في الإنشاء من وزارة الثقافة. ما أهم هذه السلبيات؟ من أهم هذه السلبيات الميزانية المتاحة التي لا تزيد علي 27 مليون جنيه في السنة، وهذه الميزانية لا تكفي لتوصيل الثقافة لكل المحافظات في مصر، وبعد الثورة وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر أقولها صراحة "لابد أن يكون في عينا حصوة ملح" ولابد من الترشيد وإلغاء وتأجيل ما يمكن تأجيله، وألا نطالب الآن بأي زيادة إلي أن تمر مصر من عنق الزجاجة، ونوقف هذا الإهدار للمال العام. اشرح لنا الإهدار الذي كان موجودا بالهيئة.. وماذا فعلت لإيقافه؟ أولا بدأت بنفسي، فمثلاً الانتقالات حين أذهب لحضور افتتاح أو فعالية لا آخذ معي أحدا سوي السائق، في حين في السابق كان يذهب لحضور الفعاليات مجموعة من الصحفيين ومجموعة من قيادات الهيئة ربما ليس لهم داع للحضور، وأيضا اوقفت شراء الدوريات من الصحف اليومية والمجلات يكفي ثلاثة جرائد فقط، وأحياناً أيضا لا يسعفني الوقت لقراءتها، أما ثلاجة رئيس الهيئة التي كان بها عصائر وأنواع كثيرة، منعتها، كما أوقفت ما كان يعرف ببدل السهر في مكتب رئيس الهيئة السابق، وهو التواجد بعد ساعات العمل الرسمية بمعدل 10 أيام كل شهر، والذي كان يكلف الهيئة مبلغ 38 ألف جنيه، رغم حصولهم علي حوافز بالإضافة إلي المرتب، كما أوقفت الانتقالات الوهمية التي كانت لا تتم سوي علي الورق وتصل تكلفتها إلي 600 جنيه شهرياً. كما أصدرت أوامر بجعل اجتماع مركز الأزمات مرة كل شهرين بدلا من مرة كل شهر، مع تخفيض المبلغ لكل مسئول عنه، من كان يأخذ 200 يأخذ 100 وهكذا، كما كان هناك اجتماع للجنة العليا بوحدة الرسوم المتحركة قررت إلغاءه، كما ألغيت المستشارين، فأفلام الرسوم المتحركة كانت تنتج خارج الهيئة في مكاتب خاصة أو في البيت! لكن الوحدة الآن مستمرة وستعرض أفلاما قريبا ستكون مفاجأة. ما أهم التحديات التي تواجهتك في الهيئة؟ - بسبب عشوائيات التعيينات،عندي في الهيئة 1600 موظف لا أحتاج منهم لكبار السن، وبصراحة ووضوح لا أحتاج 1600 يكفي 5 موظفين أكفاء، ولكني لا استطيع ترشيد الموظفين، ويوجد لدي بطالة فكرية وأمية ثقافية، وفي نفس الوقت العناصر التي احتاجها غير موجودة، المواقع الثقافة تحتاج إخصائي مكتبات وليس دبلوم صناعي، وإخصائي مسرح، إخصائي موسيقي، لو فرضنا أنه لا يوجد متخصص، فليكن لديه علي الأقل حد أدني من الثقافة، إذا الهيئة بها "قصور وكسور" ومع الوقت سوف تعيد صياغة القوي العاملة بها. تعرضت لهجوم من العاملين بالهيئة بسبب تثبيت العقود .. فماذا تم في هذا الموضوع؟ - أنا أول مسئول يضع حدا أدني لمكافأة نهاية السنة، فبدلا من حصول موظف علي 10 جنيهات أصبح الحد الأدني 50 جنيها، والمعينون بالعقود أيضا حصلوا علي مكافأة نهاية السنة، واستعنت بتقييم مديري الإدارة للموظفين، لأول مرة تم صرف مكافأة 15 ألف جنيه في شهر رمضان مكافأة لجميع العاملين في الأنشطة والفعاليات بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، وهذه المكافأة لم تحدث في تاريخ الهيئة وخصصنا مبلغا لكل فرع.