55 عامًا من العطاء الفنى اللا محدود.. مسيرة فنية استثنائية شاملة ممتدة لعقود قضاها الموهوب فى محراب الفن مخلصًا معتنقًا لأدق أدق تفاصيل الدراما والإذاعة بأشكالها وألوانها. سمير صبرى الذى يحتفل فى ديسمبر المقبل بعيد ميلاده ال83، من الفنانين أصحاب المواهب المتنوعة، فلم يكتف فقط بظهوره على الشاشة فى زى المشخصاتى أو الممثل، بل تقمص أكثر من دور داخل الوسط الفنى. ■ ■ من الفنانين الذين حالفهم الحظ فى بداياتهم، فكان أول ظهور له على شاشات السينما برفقة العندليب الأسمر الفنان عبدالحليم حافظ فى فيلم «حكاية حب». إذ يحكى سمير خلال لقاء إذاعى قديم، قصة دخوله عالم الفن مع العندليب، قائلا: إنه أثناء دراسته، طلب من حارس عقار منزله أن يبلغ مدرسته بأنه مريض، واختفى فى ذلك الوقت فى ركن بجراج العمارة، وعندما نزل عبدالحليم استقل معه السيارة، فكان أول ظهور له مع العندليب فى السينما من خلال أغنية «بحلم بيك» فى فيلم «حكاية حب». ومن هنا كانت بداية عبقرية سمير، إذ جلس بجوار عبدالحليم حافظ فى التصوير، ليتألق بعدها صبرى فى التمثيل ويقدم عددًا كبيرًا من الأعمال السينمائية المختلفة. ■ ■ سمير صبرى صاحب طلة على الشاشة من نوع خاص، وهو ما يتضح من أدواره الفنية التى تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، فشارك فى «البحث عن فضيحة، شنبو فى المصيدة، حكايتى مع الزمان، وبالوالدين إحسانا، التوت والنبوت، العيال الطيبين، الأخوة الأعداء». وفى التليفزيون، شارك بعدة مسلسلات، منها «حضرة المتهم أبى، قضية رأى عام، المرافعة، نظرية الجوافة، كاريوكا، سامحنى يا زمن، ملكة فى المنفى، عالم رغم أنفه، النهر والتماسيح، عدى النهار، أولاد عزام، قضية رأى عام»، وغيرها من المسلسلات التليفزيونية والإذاعية. ■ ■ منتج دخل سمير صبرى عالم الإنتاج، لينتج 22 فيلمًا سينمائيًا، أبرزها: «جحيم تحت الأرض، جحيم تحت الماء، دموع صاحبة الجلالة، إنذار بالقتل، منزل العائلة المسمومة». ومن التمثيل والإنتاج، امتلك صبرى أدوات المحاور والمذيع الناجح، التى تكشف إلمامه بثقافة واسعة فى كل المجالات، وهو ما أهله لتقديم برامج كثيرة، حاور خلالها كبار النجوم ورجال السياسة والفن والمجتمع، منها: «هذا المساء، كان ياما كان، النادى الدولى». ■ ■ ولأنه عملاق من عمالقة الفن والإذاعة، حاور صبرى عمالقة الفن والسياسة الأدب، ومنهم: حاكم سلطنة عمان السلطان قابوس، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والعندليب عبدالحليم حافظ، وكوكب الشرق أم كلثوم، ووحش الشاشة فريد شوقى، والصحفى مصطفى أمين، والكاتب الكبير يوسف إدريس، والأديب توفيق الحكيم، والروائى يوسف السباعى، والملاكم الأمريكى محمد على كلاى. ■ ■ سمير صبرى من أكثر الممثلين، الذين طرحوا ألبومات غنائية خلال مسيرتهم الفنية، رغم عدم احترافه الكامل للغناء، لكنها رغم ذلك لاقت نجاحات كثيرة، ومنها ألبوم «أبوعلى»، الذى طرح بعد عرض فيلم «جحيم تحت الماء»، والألبوم من إنتاج شركة عالم الفن، وصدر فى منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وتضمن 5 أغنيات، وهي: «اضحك يا أبوعلى، يا ليالى، فرحينا يا ليالى، الله الله، مدام الصحة عال». وطرح صبرى ألبومًا سابقًا له فى الثمانينيات، وتضمن 9 أغنيات وهى «يوم الخميس، أهلا بالأحباب، مبروك يا عريس، صلوا على النبى، ولا 200 ولا 300، عقبال عندكم، ليالى زين، ملاح، هتروق وتحلى». وهناك ألبوم ثالث بعنوان «تعالى»، وتضمن 8 أغنيات، أشهرها «سكر». هو فنان استثنائى وموهبة غير عادية.. هو فن السهل الممتنع والممتع فى الوقت نفسه.. سمير صبرى علامة مضيئة لا يمكن إغفالها على مدار نحو 5 عقود بفن شامل جعل منه موهبة متفردة. ■ ■ سمير صبرى فنان لا يتكرر كثيرًا.. فهو جامع شامل ملم بتفاصيل الفن بمفهومه الكبير.. ولأنه قدم الكثير والكثير من الفن الهادف الراقى الممتع.. ولأنه عطاء ممتد عبر نحو أكثر 50 عامًا دون انقطاع وجدناه عن جدارة يستحق وسام الاحترام.