افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالأمس عددًا من المشروعات تشمل 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان ضمن المرحلة الثانية من قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية, بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور، بحضور المهندس شريف إسماعيل مساعد الرئيس للمشروعات القومية والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء وكبار المسئولين وقادة القوات المسلحة. وقال السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية: إن مشروع الصوب الجديدة يأتى ضمن المشروع القومى للصوب الزراعية، الذى تنفذه الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة. ولفت إلى أن إنتاج المشروع يعادل نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية، كما يعد المشروع الأكبر فى مجال الصوب الزراعية بمنطة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك فضلا عن تعظيم الاستفادة من الأراضى المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري. ويهدف المشروع إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وإنتاج منتجات زراعية ذات جودة فائقة، وتعظيم الاستفادة من وحدتى الأرض والمياه وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة. ويعتمد على ترشيد استخدام المياه تتراوح من 15 إلى 20%، كما يسهم بشكل كبير فى زيادة الصادرات الزراعية المصرية وتدريب عدد كبير من الشباب والعاملين بالمشروع على أساليب التكنولوجيا الحديثة. وخلال حفل الافتتاح شاهد الرئيس السيسى فيلمًا تسجيليًا عن المشروع القومى للصوب الزراعية ومراحل تنفيذه التى بدأت بمطروح فى قاعدة محمد نجيب وفى العاشر من رمضان، ثم ببنى سويف، وحجم الإنتاج الزراعى المتوقع منه. وأناب الرئيس عبدالفتاح السيسى الشباب بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع، واستمع إلى شرح على ماكيت تضمن وصف الموقع العام والأعمال الهندسية والإنشائية للمشروع بمدينة الحمام، كما التقط الرئيس الصور التذكارية مع قادة المشروع. كلمة الرئيس وخلال الافتتاح تحدث الرئيس السيسى عن مشروع الصوب الزراعية والمشروعات القومية التى تنفذها الدولة، وقال الرئيس: إن المشروعات القومية التى تنفذها الدولة المصرية، تهدف بالأساس إلى بناء القدرة للدولة المصرية، لافتًا إلى أن مشروع ال 100 ألف صوبة زراعية تكفى 20 مليون مصرى. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن منتجات الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب، حينما يتم طرحها بالأسواق ستزيد من حجم المعروض، وقال: « عندما قولنا هنتدخل فى صناعة اللحوم عشان ضبط السوق، لأن الأسعار كانت تنمو، وفيه طلب زيادة، وحجم المعروض مش كتير ولما تدخلنا الأسعار ثبتت». وأشار الرئيس السيسى إلى أن: «النقطة الأخرى خاصة بالتواجد فى الأسواق، ومش هنتفق مع التجار على الناس، ولكن نتفق على عمل توازن، وإلا هندخل فى سجال مش مناسب ومش لمصلحتنا كدولة». النمو السكانى وأضاف الرئيس السيسى أن هذه المشروعات تهدف أيضا إلى مواجهة تحديات النمو السكانى الكبير، وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على حديث اللواء محمد عبد الحي، رئيس الشركة الوطنية للزراعات المحمية، حول ما شهدته الأسواق فى وقت سابق من تحكم التجار ورجال الأعمال. وقال الرئيس: «إحنا كدولة بنضبط آليات السوق مش موضوع أن فيه تجار ورجال أعمال، التجار بتكسب لما تجد الفرصة متاحة، لكن إحنا لازم نعمل ضبط لآليات السوق بزيادة حجم المعروض». وأوضح الرئيس السيسى: « الكلام ده ميمنعش أننا ننسق مع رجال الأعمال لأن ده يهمنا أن يكون فيه توازن فى كلامنا وتعاملنا مع السوق». وتابع بقوله: «لا إحنا مش بنقول للناس لا، إحنا محتاجين الكل يكون موجود، لأن السوق المصرية سوق كبيرة، فيه 100مليون، ولازم نكون شغالين مع الكل وفى الريف وكبار المزارعين والتجار، احنا محتاجين ننسق من خلال وزارة الزراعة والغرف التجارية، والغرف المختلفة المتخصصة فى الموضوع ده وعشان يبقى مسارنا وحركتنا متوازنة». محور المحمودية وتحدث الرئيس السيسى عن مشاكل محور المحمودية، وقال: إنه يواجه مشكلتين، الأولى تتعلق بسوق الحضرة، لافتًا إلى أن هناك مخططًا لإقامة سوق أخرى مكان هذه السوق، مطالبا بضرورة افتتاح هذا المحور خلال شهرين أو ثلاثة شهور دون وقوع أى أضرار للمتواجدين فى السوق، من خلال بناء سوق جديدة. وأضاف الرئيس أن المشكلة الثانية تتمثل فى المسجد الموجود بالقرب من المحور متابعًا: «أنا بقول لكل اللى بيسمعنى فى مصر، إن المسجد ده والمقام الموجود فيه بيعيق الحركة فى المحور.. إحنا بنتكلم عن مشكلة عامة.. والله العظيم النبى محمد ما يرضى بكده..إحنا قولنا شوفوا مكان جديد واحنا نعمل مسجد طبق الأصل وأحسن من المسجد ده.. زى ما عملنا مساجد قبل كده.. اللى كان موجود غلط وكان تعدى.. والمساجد والكنائس لا تبنى على الأرض غلط أو حرام.. ولكنها تبنى على أرض صح بموافقة الدولة.. واللى مش يعمل كده بيعمل حاجة غلط.. وده من منظور دينى.. الأرض لا يتم وضع اليد عليها ونقول بنبنى جامع.. ربنا مش يقبل الجامع بتاعه يتعمل كده.. ربنا يقبل أن الجامع بتاعه يتعمل على أغنى أرض بالفلوس.. تتحط الأراضى وتتخصص أو تشترى. وقال الرئيس: إن وزارة الداخلية والقوات المسلحة مسئولة أمامه، وأمامها 3 أيام من أجل حل هذه المشاكل بشكل كامل، متابعًا: «محدش يتعرض للدولة فى مصلحة الدولة وفى مصلحة المواطنين». تطوير البحيرات فى نفس الإطار، تحدث الرئيس السيسى عن جهود الدولة لتطوير البحيرات، وأكد الرئيس أهمية إزالة التعديات على البحيرات المصرية، وقال: «هرجع بحيرات مصر تانى زى ما كانت». واستعرض الرئيس عبدالفتاح السيسى مشكلات منطقة كينج مريوط، مطالبًا بالدفع «كاش» للحصول على الأراضى المسموح بها من المتعدى عليها. وقال الرئيس السيسي: «لا مجال للفوضى والإهمال ولست ضد أحد»، وأضاف: «والله العظيم ما أسيب لابنى جنيه ولا لنفسي.. حرام»، مشيرًا إلى التعدى على أراضى الدولة والمزارع السمكية غير المقننة والمهدرة لأموال الدولة. وأكد الرئيس, أنه «ضد الفوضى والإهمال واللا دولة، وكل الناس فى مصر أهلى وإخواتى، إنما الناس بتعمل اللى هى عايزاه وده لا يليق بمصر، ومش هنسيب حد ياخد حاجة مش بتاعته». وأضاف الرئيس: «إحنا قاعدين نعمل إيه، وأرجو موضوع كنج مريوط ده يخلص، أنا شوفت فى الطيارة وأنا جاى مزارع سمكية، ودى مزارع حد يقولى حجم المزارع قد إيه والعائد منها قد أيه، وبقول على كل المزارع السمكية.. لما كامل الوزير قال نوسع محور 26 يوليو قولتله فى محور تانى اسمه أم زغاوى، قولته نعمل المحور ده ونعمل محور تانى ينهى التعدى على بحيرة كينج مريوط، ومعناه أن موضوع تقنين أراضى اللى اتاخدت من كينج مريوط يخلص». وأكمل الرئيس السيسى: «مش هنعمل مزارع سمك فى البحيرات، ولازم المياه تكون نظيفة، هرجع بحيرات مصر تانى زى ما كانت طيب، والناس اللى موجودة هناك قلت يتعرض عليا الموضوع، ولا يقنن الوضع إلا بعد العرض عليا، ثم يتعمل المحور، ويقطع الحد الخلفى للتعدى الموجود على البحيرة»، وتابع: « والله العظيم أنا مش هاسيب لابنى جنيه ولا لنفسى، وده معناه أنا عارف كويس أوى أن اللى بياخد حاجة من الاستيلاء وغيره حرام، ولابد من إيقاف الهدر، وعدم الانضباط». وقال الرئيس السيسي: «الأراضى اللى تم الاستيلاء عليها هاخد فلوسها كاش، وأى أرض تم الاستيلاء عليها مش هاسيبها لحد، والمفروض أن مافيش محافظ يسيب متر أرض لأى حد». اموال المشروعات القومية وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على نزاهة رجال المشروعات القومية، وأكد أنه لا يستطيع أى شخص أن يضع جنيها داخل جيبه. وقال الرئيس السيسي: «من أولى أنا لحد أى حد.. لا يستطيع حد يحط جنيه فى جيبه.. واللى يعمل كده مالوش مكان معانا». واستشهد الرئيس على ذلك بحالة اللواء محمد عبد الحى محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، عندما سأله عن مكان سكنه، ليخبره أن سيارة الجيش تتحرك به ذهابًا وإيابًا مسافة 80 كيلو مترًا، وبالتالى يتكلف كمية كبيرة من البنزين بشكل يومى، لافتًا إلى أنه طلب منه تغيير مكان سكنه واختيار مكان قريب. وأضاف الرئيس السيسى: «طب حد من اللى بيسمعنى يقول اديله من اللى انت بتعملوا ده.. سيبله مليون ولا حاجة ولا فيلا ولا شقة كويسة يقعد فيها.. أنت عارف مرتباتهم كام.. أنا بقول الكلام للناس اللى بتسمعنى فى مصر.. اوعوا تكونوا فاكرين أنا بقول الكلام ده ومعناه أن حد ياخد ويحط فى جيبه.. ومن أولى أنا إلى آخر واحد.. جنيه واحد لا.. واللى يعمل كده ملوش مكان بينا.. والله ماله مكان.. مفيش كلام عن هذا التجاوز بشكل قانونى أو غير قانونى.. كله كده». وسأل الرئيس عبدالفتاح السيسى، اللواء محمد عبد الحى محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية عن راتبه الشهرى الذى يحصل عليه من عمله، ليرد عليه اللواء محمد عبد الحى: 14200 جنيه، ليسأله الرئيس مرة أخرى والباقى يا محمد، ليرد: 14200 جنيه. وقال الرئيس: «انتوا عارفين اللواء محمد عبد الحى مش لو غمض عنيه.. ده لو غمض شعراية من جفن عينه.. يعمله كل يوم 10 و20 مليون جنيه.. المشروع ده بيعمل عشرات، وقد تصل إلى مئات المليارات من الجنيهات». أكبر مشروع زراعى بالصعيد وقال اللواء محمد عبد الحى محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية: إنه جار إنشاء أكبر مشروع للزراعات المحمية فى جنوب الصعيد فى محافظتى المنيا وبنى سويف، حيث يتم إنشاؤه على مساحة 62 ألف فدان، ليوفر 250 ألف فرصة عمل. وأضاف اللواء محمد عبد الحى محمود، خلال كلمته، أن الهدف من هذا المشروع الكبير، هو إنتاج الخضروات والفاكهة بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى إنشاء زراعات متعددة تسهم فى توفير الخضروات فى السوق المحلية، وفتح أسواق تصديرية كبيرة. وعلق الرئيس السيسى على المشروع وقال: إن تجهيز الفدان الواحد فى أكبر مشروع للزراعات المحمية فى محافظتى بنى سويف والمنيا، تصل إلى 250 ألف فدان، لافتًا إلى تكلفة هذا التجهيز تتخطى ال 70 مليار جنيه، وعلينا التأكيد للمصريين أن الأرض غير جاهزة، ويتم تنفيذه فى ظروف قاسية، ولكنه يوفر 250 ألف فرصة عمل لأبناء الصعيد. وأضاف الرئيس السيسى، أنه تم اختيار محافظتى بنى سويف والمنيا، من أجل دعم الصعيد، خاصة فى ظل تقارير الجهاز المركزى ووزارة التضامن الاجتماعى، لافتًا إلى أن إجمالى ما يوفره هذا المشروع 900 مليون جنيه، من خلال مشروع واحد فقط، وبالتالى خلال 10 سنوات نحن نوفر 9 مليارات جنيه مرتبات وأجور لأبناء الصعيد، وبالتالى لا نجد رجل أعمال يبدأ فى تنفيذ مثل هذا المشروع الضخم. وأوضح الرئيس السيسى، أن هذا المشروع يجب أن يطلع عليه الإعلام الخارجى، ليرى رؤية الدولة المصرية فى تنفيذ المشروعات الضخمة، وأن هذا المشروع الضخم سوف يكون له دور كبير فى تغيير حياة المواطنين فى الصعيد. مدير الشركة الإسبانية قال خوسيه مورنيو، مدير عام شركة الإسبانية للصوبات الزراعية: إنه لشرف له حضور افتتاح مشروع كبير، مؤكدًا أنه يبدى إعجابه بما يجرى فى مصر، قائلًا: «ما يحدث لم يكن ثورة زراعية ولكنه معجزة». وتابع خوسيه مورنيو، خلال حضوره افتتاح مشروع الصوب الزراعية: «الثورة الزراعية معجزة أصبحت حقيقة سيدى الرئيس, رؤية سيادتكم كانت رائعة، والعالم يشهد لكم بنجاح المشروعات وهى لها تأثير كبير على السوق فى انخفاض الأسعار». وتابع مدير عام الشركة الإسبانية، أن العالم يؤمن بأن هناك تغيرًا للمناخ، وأن مصر ستكون مصدرًا مهمًا لإمداد العديد من الدول، ومشروعكم من أهم المشروعات العالمية.
