«مسار دعاء».. يعيد الكتاب لحياة الأطفال

رسمت «دعاء» مسارًا جديدًا لحياتها المستقرة، مقررة كسر الروتين الذى أصاب عملها واتباع شغفها، الذى تربت عليه ولازمها عبر سنوات عمرها، ألا وهو الكتب، ومد يد العون للآباء والأمهات فى إعادة أطفالهم لأحضان الكتاب بانتقاء ما يناسب أعمارهم وشخصياتهم.
«مسار» ليس مجرد طريق جديد قررت «دعاء» شقه لحياتها الوظيفية، بل هو أيضا الاسم الذى أطلقته على مشروعها، والذى تشكلت ملامحه فى 2011، وتعرض لبعض التعثرات، إلى أن انطلق بقوة الشابة الثلاثينية تقول إن مشروعها ثقافى تعليمي، يهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال، ومحاولة اجتذابهم من عالم التابلت والانترنت إلى عالم الكتب، فضلا عن تقديمه لحلول مبتكرة تخدم فئات الأطفال من سن حديثى الولادة وحتى 15 عاما، فحملت على عاتقها مهمة البحث عن الجديد فى عالم كتب الأطفال، من حيث الشكل والمحتوى والإخراج، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
دعاء تؤكد أن دورها لا يقتصر على بيع تلك الكتب، فهى تنتقى ما ينمى روح الخيال ويغرس القيم والأخلاقيات، وما يدفع الطفل إلى استكشاف نقاط قوته وضعفه، كما تساعد الأمهات والآباء فى ترسيخ عادة القراءة لدى أطفالهم، وتطبيق ما يقرأونه على أرض الواقع، والتواصل معهم من خلال مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن تقديمها لاستشارات فنية لدور النشر لتطوير إنتاج كتب الأطفال.
السيدة التى تخرجت في كلية الآداب قسم ياباني، وعملت مترجمة لعدة سنوات بإحدى الهيئات الحكومية، فضلت التفرغ لمشروعها الصغير، قائلة: « أكتر حاجة ممكن تسعد أى حد، أنه يعمل الحاجة اللى بيحبها وفى نفس الوقت تكون مصدر دخله»، موضحة إن فكرة المشروع جاءتها حينما كانت تصطحب ابنها إلى الأكاديمية الرياضية، لتلاحظ وجود معرض لبعض السيدات لعرض وبيع سلع استهلاكية، وغياب أى معروضات تخاطب عقل ووجدان الطفل، لذا قررت أن تشارك فى المعرض بمنتج مختلف وهو الكتاب.
صاحبة «مسار» أم لثلاثة أطفال، تحرص على توفير الكتب التى تناسب الميزانيات المختلفة للأسر، بدءا من 5 جنيهات، فالمهم أن يجد الطفل الكتاب الذى يشعر معه بالألفة ويناسب ميزانية أسرته، مشيرة إلى أنها دائما تختار الأماكن العامة التى تتواجد فيها الأمهات بصحبة أطفالهم كالأندية والمدارس والمتاحف لإقامة معارضها، ومن أجل التواصل المباشر مع الأطفال وأهاليهم، وستشارك فى الفترة من 18 إلى 24 أغسطس فى معرض كتاب ساقية الصاوي. ومن خلال تواصلها المستمر مع الآباء والأمهات رصدت بعض العقبات التى تواجههم فى ترسيخ عادة القراءة عند أطفالهم كعدم وجود مكتبات لبيع كتب الأطفال فى مناطقهم السكنية، وعدم قدرتهم على اختيار الكتاب المناسب، وعدم اهتمام الأطفال بالقراءة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، لذا بدأت فى تجهيز بعض ورش العمل للتواصل معهم ومساعدتهم فى تخطى تلك العقبات. دعاء لم تكتف بالخبرة العملية التى اكتسبتها خلال مشروعها بل قررت تدعيم عملها بالدراسة، فحصلت على دبلومة التنمية الثقافية لتساعدها فى إدارة مشروعها بشكل علمي. وتتمنى إقامة أول معرض متخصص لكتب الأطفال فى مصر ينافس المعارض الدولية فى ذلك المجال، لأنه سيحقق نقلة كبيرة فى ثقافة القراءة للأطفال، كما سيسهم فى ازدهار حركة النشر ويحفز دور النشر على التجويد، مضيفة إنها تستعد حاليا لتقديم برنامج سيعرض على قناة باليوتيوب لتشجيع الأطفال على القراءة.