عن دار أطلس للنشر والإنتاج صدرت مؤخرا مجموعة قصصية فى قالب من الخواطر و الأقوال الحكيمة بعنوان «نبض الخاطر» للكاتب والمفكر الأستاذ الدكتور صلاح هاشم أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم. يأتى الكتاب فى 100 ورقة من القطع الصغير محتويًا مجموعة من الرسائل القصيرة، التى تعد بمثابة تجارب حياتية حقيقية وخبرات تنموية وأكاديمية لكاتبه، ترصد كل رسالة منها تجربة إنسانية ما، ولحظة عميقة لما يجرى من أحداث فى شتى مجالات الحياة الإنسانية؛ فى عبارات صاغتها تجربة إنسانية حية، وخبرة بحثية وأكاديمية طويلة تجاوزت العشرين عامًا يدعو المؤلف إلى التفكر والتدبر فى أوضاع المجتمع الذى نعيش فيه، ويشمل الكتاب نقدا للسلوك السلبى للمجتمع، ويكشف أحوال الناس وأحلامهم وأمانيهم، ويقدم حلولا غير تقليدية لمشاكلهم وأزماتهم، فى قالب من الأقوال الحكيمة التى فاضت بها خواطر وأفكار كاتبه. وترصد كل خاطرة من خواطر الكتاب تجربة المؤلف الشخصية ورؤيته الذاتية لعالم يتسم بالتخبط فى تفهم المعانى الحقيقة للقضايا الشائكة والتى تدور فى فلك الدين والسياسة. وأفرد الكاتب فصلًا كاملًا عن خواطر المؤلف بشأن القدر والحياة والموت بوصفها قضايا جدلية ذات بعد دينى تؤثر فى أحوال الناس وشئونهم، كما تناول الأمور السياسية، فتحدث عن الوطن وعلاقة العلم والعدل والحرية والفقر والفساد بالتنمية فى عالم متغير. وأبرز «نبض الخاطر» بعض المفاهيم الاجتماعية المهمة والتى يوليها الناس اهتماما كبيرا كالحب والصداقة، وخصص فصلا كاملا عن الأم ودورها العظيم فى حياة الأبناء. وهو ما يشير إليه المؤلف فى مستهل مذكراته: «لقد صِغت بعض تجاربى الحياتية، وخبراتى التنموية والأكاديمية فى رسائل قصيرة بسيطة؛ تدعو إلى التفكير والتدبر فى أحوال الناس والمجتمع؛ وتنتقد سلوكياتهم السلبية، وتفسر أحوالهم.. كما تنتقد رسائلى القصيرة بعض القرارات والسياسات، وتقدم حلولا رأيتها غير تقليدية لمشكلات وأزمات تقليدية؛ تضمنتها سطور هذا الكتاب فى شكل أقوال حِكمية؛ فاضت بها خواطرى أما فى أن يكون هذا العمل الفكرى المتواضع إسهامًا فى تشكيل الفكر الإنسانى فى مرحلة جديدة يمر بها الإنسانية فى الألفية الثالثة، بخصائص إنسانية واجتماعية مغايرة؛ تلعب فيها تكنولوجيا الاتصالات دور الفارس، ويصبح فيها الإنسان والمجتمع مستهدفًا من كل الاتجاهات». عن أسباب تأليفه لكتابه يقول «هاشم»: «لقد عشت سنوات طفولتى كطفل مريض عاش غريبا عن أسرته، كان للمرض دروس خاصة, أهمها أننى كنت لا أنتظر الغد, لذا كنت أعمل دائما لليوم، وللغربة فى الصغر والحرمان من دفء الأهل وأوجاع بمذاق مختلف, لم أكن أدون تلك الأوجاع فى مذكراتى لكنها عاشت معى، وكبرت حتى لخصتها فى أقوال حكمية تضمنها صفحات كتابى. لقد حرمتنى السماء من أن أدخل كلية الطب التى كانت أمنيتى الوحيدة منذ طفولتى وحتى بداية الشباب، لكننى كنت محظوظا بأن درست العلوم الاجتماعية فى الجامعة التى تفوقت بها وعينت بها معيدا، لأبدأ مرحلة جديدة من حياتى بعد أن كنت مزارعا على شاطئ النهر، وصائدا للأسماك فى جزيرتنا الساكنة على شاطئ النهر، وبائعا جائلا فى ا؟ لأسواق، وعامل يومية فى شركة المقاولات، وحمالا فى أسواق الجملة، وحارسا لمزارع البكوات..!. من خلال عملى بالجامعة- من أول أن كنت معيدا، وحتى الأستاذية- بدأت التفتيش عن سر أوجاع البسطاء كباحث أكاديمي, كان الفقر هو قضيته الأولى والأهم. لقد كانت قضايا الفقر والعدل والتنمية هى محو دراساتى وكتاباتى فى مرحلة الماجيستير والدكتوراة والأستاذية، وحتى فى مقالاتى الصحفية وبرامجى المتلفزة. ولما كنت منخرطا فى أوجاع المهمومين من الجنوب الى الشمال، وفى مختلف قطاعات العمل والمعاناة، فقد كست قلمى ليكون راصدا ومسجلا لشتى أشكال الوجيعة والألم، إذ قمت بصياغة هذه الأفكار والأوجاع والمشاع والأزمات فى جمل رصينة، ساعدتى مواقع التواصل الاجتماعى فى جعلها أفكاا بسيطة مجدة ومحددة». ويقول «هاشم»: «لقد كنت أمينًا فى نقل أفكار ومشاعر الذين تزاملت معهم عبر حياتى الماضية، كما كنت أمينًا فى رصد أوجاعهم التى عجزت ألسنتهم آنذاك عن التعبير عنها، وكنت حريصًا على أن أنقل ملاحظاتى فى سياسات الحكومات فيما يتعلق بتعاملها مع قضية الفقر وهموم الفقراء؛ أملا فى تغيير سياساتها إلى الأفضل؛ أو من أجل دولة قوية تقوم على السلام والحوار العادل بين الحكومة الشعب». تجدر الإشارة إلى أن «نبض الخاطر» آخر الأعمال الإبداعية للدكتور صلاح هاشم، وصادر عن دار أطلس للنشر. هذا وقد صدر للكاتب أكثر من 16 مؤلفا، ومن بين أعماله السابقة والتى حظيت باهتمام جانب كبير من القراء: «العدالة والمجتمع المدنى»، «التنمية والجريمة المعولمة»، «الحاكم الإله والشعب العابد»، «الحماية الاجتماعية للفقراء»، «العدالة والحق فى التنمية»، «ثورات الجياع» و«الفقراء الجدد».. فضلا عن ترشيحه من قبل خمس جامعات مصرية لنيل جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية.