عادت أزمة الأسواق الناشئة لتلوح من جديد فى افق الاقتصاد العالمى فبينما تداعت اقتصادات تركيا وعدد من الدول المحيطة بنا بسبب موجة التباطؤ العالمى التى ضربت العالم منذ أغسطس الماضى حتى هدأت ثورتها فى ديسمبر. ولكن المؤشرات تدل على عودتها من جديد بفعل تصاعد حدة الصراع الصينى الأمريكى وإعلان الصين فرض رسوم على سلع أمريكية اعتبارا من يونيو المقبل بالإضافة لتوتر الأوضاع فى منطقة الخليج وإيران الأمر الذى من شأنه الضغط على أسعار البترول العالمية وخلال اليومين الماضيين تراجع أداء البورصات العالمية قدرت مؤشرات الأسهم الأمريكية متخلصة من الخسائر التى سجلتها فى بداية التعاملات عقب صدور بيانات اقتصادية ضعيفة بالتزامن مع استمرار القلق بشأن الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين. وأظهرت بيانات حكومية انخفاض مبيعات التجزئة فى الولاياتالمتحدة بنسبة 0.2%، بينما توقع محللون ارتفاعا بنسبة 0.2%. وقفز سعر خام برنت ل71دولارا للبرميل وسط توقعات أن تلقى تلك الأحداث بظلالها على السعر العالمى. وقال مصدر مسئول بوزارة المالية فى تصريحات خاصة أن المخاوف من الحرب التجارية هى الأكثر قلقا حاليا وسينعكس آثارها على الموازنة المصرية. وأضاف أن الأزمة فقط ليست فى ارتفاع أسعار النفط الذى قد يحدث ارتفاعه خلالا فى تقديرات عجز الموازنة بأكثر من 10 مليارات جنيه إضافية الا أنه سينعكس كذلك على تباطؤ حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس. وقدرت وزارة المالية سعر برميل البترول فى الموازنة على أساس 68 دولارا بإجمالى مخصصات دعم تصل ل52 مليار جنيه متراجعا باكثر من 42% عن مخصصات العام المالى الحالى. وقال المصدر أن الموازنة الجديدة بنت تقديراتها على استمرار مخاوف ارتداد أزمة الأسواق الناشئة مدفوعة بالازمات الإقليمية فى عدد من الدول. وأشار إلى أنه سيتم تفعيل إجراءات التحوط من ارتفاع أسعار النفط العالمى من خلال آلية التأمين ضد ارتفاع الأسعار وكشف المصدر على أن مرحلة الإصلاح الاقتصادى التى نفذتها مصر قبل 3 أعوام ساهمت فى امتصاص أثار الأزمة الأولى متوقعا أن يتم احتواء أيه أثار سلبية فى المستقبل. وكشف المصدر عن أن الوضع الاقتصادى فى مصر حاليا يشهد تطورا كبيرا أفضل من العام المالى الماضى حيث نمت استثمارات الأجانب فى أدوات الدين متجاوزة 17مليار دولار حاليا بالإضافة لارتفاع الإيرادات المختلفة. وقال: نخطط لتحقيق فائض أولى فى حدود ال100مليار جنيه بنهاية الشهر المقبل الأمر الذى يجعل أثار تلك الأزمة محدودة وإن كنا نتابع تطوراتها عن كثب.
