القاهرة محور اهتمام العالم

فى الوقت الذى تستعد فيه القاهرة اليوم لقمة مصرية بلغارية هى الأولى من سنوات طويلة، بعد أن استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى إعادة العلاقات السياسية مع بلغاريا لنصابها الصحيح، ووصل إلى القاهرة بالأمس الرئيس البلغارى «رومن رداف».
وشهد القصر الرئاسى بمصر الجديدة 3 لقاءات هامة للرئيس مع مسئولين كبار من أوروبا تباحثوا خلالها فى العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكان أول اللقاءات مع وزير خارجية سويسرا، ثم التقى الرئيس زوراب بولوليكاشفيلى، أمين عام منظمة السياحة العالمية.
القمة المصرية البلغارية اليوم من المنتظر أن تشهد مناقشات مهمة حول 4 ملفات أبرزها:
- سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى العديد من القطاعات، وأوجه التعاون الثنائى فى شتى المجالات، خاصة التجارية والاقتصادية، حيث إن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فضلا عن تطوير علاقات تعاون كاملة تفيد الطرفين فى جميع المجالات محل الاهتمام وهى مجالات الاقتصاد والزراعة والأمن والسياحة والثقافة والتعليم والصحة وغيرها.
- استمرار التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين، وبما يساهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة واستعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على صعيد التعاون فى المجال الأمنى وتبادل المعلومات، فضلًا عن الصعيد الاقتصادى فى ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال ولتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التى توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، خاصة محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
- استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، فى ضوء ما تشهده المنطقة من تزايد التحديات الأمنية، ولاسيما اتساع دائرة خطر الإرهاب وامتدادها من الشرق الأوسط إلى أوروبا والبلقان، وبحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود.
- بحث تفعيل اللجنة المشتركة التى تضم الوزراء المختصين من الجانبين برئاسة وزيرى الخارجية وتفعيل منتدى الأعمال المصرى البلغارى، وذلك فى ضوء الطفرة التى تشهدها حركة التجارة بين البلدين مع اقتراب الميزان التجارى من مليار يورو.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس إجنازيو كاسيس وزير الخارجية السويسرى، وتشاورا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب بحسم ومن خلال مقاربة شاملة، تتضمن منع انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى، كما تناول اللقاء ملف الهجرة غير الشرعية، والتى أسفرت عن النجاح فى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ حوالى 3 سنوات، فضلاً عن تعامل مصر مع اللاجئين من منطلق إنسانى وتمتعهم بجميع الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين.
وأشار الرئيس إلى التطورات الإيجابية التى شهدها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة والنجاحات التى حققها برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، مشيراً إلى أهمية العمل على زيادة الاستثمارات السويسرية فى مصر، فضلاً عن أهمية زيادة حجم التبادل التجارى، فى ضوء ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط بين مصر والدول العربية والإفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذى من شأنه توفير جميع سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى عدد من مجالات التعاون المشترك، ومن بينها المجال الثقافى، وحماية التراث الثقافى، فى ضوء حرص مصر على استعادة الآثار المصرية التى خرجت منها بطرق غير مشروعة.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس زوراب بولوليكاشفيلى، أمين عام منظمة السياحة العالمية والذى قدم خلال اللقاء درع المنظمة للسيد الرئيس، وذلك تقديراً لدعمه الفعال للقطاع السياحى من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة فى مصر، بما يساهم فى تحقيق استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة.
وأكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمة لتنشيط السياحة باعتبارها إحدى الدعائم الحيوية للاقتصاد المصري، مبرزاً فى هذا الصدد اهتمام مصر بالاستغلال الأمثل للمقاصد السياحية وتنويعها وزيادة مستوى تنافسيتها، بما فى ذلك سياحة المؤتمرات من خلال استضافة العديد من الفعاليات الدولية فى شتى المجالات خلال الفترة الماضية ونسب المشاركة المرتفعة فيها، بما يعكس الثقة فى قدرات مصر التنظيمية.
اللقاء شهد التباحث حول سبل تعظيم جهود مصر فى ريادة الأعمال ودعم شباب المستثمرين فى مجال السياحة، فضلاً عن استعراض آخر المشروعات السياحية البارزة على الساحة المصرية، بما فيها المقاصد السياحية بالمجتمعات العمرانية الجديدة كالعاصمة الإدارية ومدينتى العلمين والجلالة، إلى جانب المتحف المصرى الكبير والمتحف القومى للحضارة المصرية، وهى المشروعات التى ستساعد على الترويج الأمثل للتراث الثقافى والتاريخى المصرى، وكذا إعادة صياغة الخريطة السياحية.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الفريق أول وى فنج هه وزير دفاع جمهورية الصين الشعبية والذى أكد حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر على مختلف الأصعدة، ومشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير للسيد الرئيس ولمصر فى ظل دورها المحورى كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن النجاحات الكبيرة التى حققتها مصر فى مجال الأمن والاستقرار وكذلك الإصلاح الاقتصادى ومسيرة التنمية الشاملة فى مختلف القطاعات. وتطرق اللقاء إلى التعاون الثنائى بين الجانبين على الصعيد الأمنى والعسكرى ومكافحة الإرهاب والتدريبات المشتركة فى ضوء ما يتوفر لدى الجانبين من خبرات يمكن تعظيم استغلالها لتطوير قدراتهما فى تلك المجالات.
اللقاء شهد استعراضاً لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح الرئيس دعم مصر لمبادرة الصين «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكداً أنها تتكامل مع جهود مصر التنموية وجذب الاستثمار، وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجارى تشييدها فى أنحاء الجمهورية.