فى أعقاب الحملات التى شنتها الأجهزة الحكومية مؤخرا، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنقاذ المشردين وأطفال الشوارع، من برد الشتاء القارس، وتوفير المآوى المناسب لهم فى دور الرعاية الاجتماعية، اقترح بعض رواد السوشيال ميديا، أن يتم فتح أبواب المساجد للمساهمة فى معالجة هذه القضية. طرح هذه القضية أثار جدلا بين رجال الدين، حول مدى إمكانية ذلك وساق كل منهم حجته الداعمة لرأيه «المؤيد أو الرافض». المساجد هى بيوت الله فى الأرض حيث قال الله تبارك وتعالى:» إن بيوتى فى الأرض المساجد وزوارى عمارها فمن توضأ فى بيته وأتى للمسجد فحق على المزور أن يكرم زائره « ، وعليه يرى الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق أن للمساجد حرمتها فلا يصح النوم فيها إلا فى الاعتكاف فقط الذى هو عبادة وسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمعتكف يجوز له النوم بالمسجد لأداء تلك العبادة، أم لغير ذلك فلا وعليه لا يمكن القول بأن تفتح المساجد لإيواء المشردين. تخوفات كثيرة أبداها الشيخ عبد الحميد الأطرش تحول مثل «المساجد»، لأوكار للمشردين يفسدون فيه.. لاسيما ان هناك اليوم من يستخدم المسجد من المشردين لقضاء حاجاتهم فقط بل وقد يستخدمون حمامات المسجد فى تعاطى المخدرات. ويرى رئيس لجنة الفتوى السابق أن الحل يتمثل فى أن تكثف الدولة جهودها لبناء المزيد من الملاجئ الخاصة ودور الرعاية الإجتماعية. يعارض الرأى السابق، الشيخ أحمد تركى أحد علماء وزارة الأوقاف، مؤكدًا أن مسجد النبى صلى الله عليه وسلم كان بجانبه الصُّفة فى عهده الأول ! وأكثر من سبعين صحابياً كانو فقراء من اهل الصُّفة يقتاتون على صدقات الأغنياء ومن بينهم سيدنا «أبى هريرة» وسيدنا سلمان الفارسى صاحب خطة حفر الخندق فى غزوة الأحزاب. ويوضح «تركي» أن مجالس إدارات المساجد يمكن أن تساهم فى هذه المهمة بتوفير حاجات هؤلاء المشردين وضرورياتهم ويمكن إفساح المجال للمتطوعين من الأطباء بالكشف عليهم وتوفير الدواء اللازم لهم، مطالبا فى الوقت نفسه بوجود آليات تضمن حرمة المسجد ورعاية هؤلاء المشردين. عبد الغنى هندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، يؤيد فكرة قيام المساجد بدور فى إيواء المشردين، على أن يتم ضبط الموضوع بناء على خطة قومية توفير خدمات متكاملة صحية وفكريا، على ألا يكون الأمر مجرد دعوات فردية، حتى لا تتحول المسألة لعشوائية.