كتاب "إغراء السلطة المطلقة" للدكتورة بسمة عبدالعزيز والصادر عن دار صفصافة للنشر يبدأ الكتاب بالتحدث عن تاريخ تكوين الأجهزة الأمنية، والعنف الذي مارسته في بعض الفترات، لينتهي الفصل الأول بنهاية حكم الرئيس السادات، ويأتي الفصل الثاني مستعرضاً بدايات العنف المنهجي في الثمانينيات والتسعينيات والتطورات التي لحقت به الكتاب يمثل محاولة لتتبع مسار العنف في علاقة جهاز الشرطة بالناس العاديين.. كيف بدأت هذه العلاقة وكيف تطورت حتي وصلت إلي الصورة المزعجة المطروحة اليوم أمام الجميع، فقد عمد الكتاب إلي رصد وتحليل العنف بأشكاله المتنوعة، التي كانت سببا رئيسيا علي مدار السنوات الثلاثين الماضية في تشكيل هذه العلاقة بكل تفصيلاتها المعقدة، كما يناقش الكتاب العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في هذه العلاقة بحيث عمقت من الفجوة بين المواطنين وجهاز الشرطة، فجعلت الناس العادية ينظرون لأفراد هذا الجهاز علي أنهم هم أصحاب البلد والمتحكمون بمجرياتها لفترة طويلة وأنهم - الناس- عليهم السمع والطاعة لهؤلاء الأفراد لمجرد تبعية هذا الجهاز للسلطة الحاكمة في مصر، وهي الحكومة التي أصبح هذا الجهاز بمرور الوقت حاميا لها ولقوانينها من الشعب وليس حاميا للشعب، بالإضافة الي مناقشة ظهور نمط جديد من العنف، خاصة الذي تمارسه الشرطة خارج الإطار المعتاد في بداية الألفية الثالثة، مع التحليل ويعتمد البحث في مادته علي المواطن الذي لا ينتمي إلي أي حزب أو جماعة أو أي كيان معارض سياسيًا كبؤرة أساسية للاهتمام، لذا فهو يغفل عدة مباحث في علاقة الشرطة بالمجتمع منها علاقة الشرطة بالجماعات الدينية، وما قامت به هذه الجماعات من حوادث عنف تجاه الأجهزة الأمنية وأفرادها.