بخلاف سوء النتائج فى الفترة الأخيرة، عانى المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم مع المدير الفنى الأرجنتينى السابق هيكتور كوبر من «ظلم» اختيارات العناصر، الأمر الذى سيزيد الأعباء على خليفته المكسيكى الجديد خافيير أجيري، لإعادة هيبة بعض النجوم برد كرامتهم ومنحهم حقهم فى تمثيل منتخب مصر، إلا أن ضيق الوقت الشديد سيجبره فى البداية على السير على خطى كوبر، بعد أن وعد أجيرى هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة بعمل تحولات وتغييرات فى صفوف «الفراعنة» فى المستقبل القريب، بهدف تجديد دماء الفريق كما هو مأمول ومطلوب منه، لكن، ليس فى المرحلة الأولى من تسلمه المسئولية، والتى بدأت فورا مع انطلاق الدورى الممتاز، وتشكيل أعضاء الجهاز المعاون بضم هانى رمزى نجم الكرة المصرية والنادى الأهلى لمنصب المدرب العام، مع تجديد الثقة فى بقاء أحمد ناجى فى منصب مدرب حراس المرمي. أجيرى ينوى الإحلال والتجديد عقب مباراة النيجر المقرر إقامتها فى 8 سبتمبر على استاد برج العرب بالإسكندرية، ضمن الجولة الثانية من التصفيات القارية المؤهلة إلى نهائيات الأمم الإفريقية المقبلة بالكاميرون 2019، بعدما حدد الاتحاد الإفريقى (كاف) مواعيد جديدة للتصفيات، بعدما قرر تأجيل مباريات الجولة الثانية وكان محدد لها مارس الماضى من أجل إتاحة الفرصة أمام المنتخبات المتأهلة لكأس العالم مصر والمغرب وتونس ونيجيريا والسنغال للاستعداد بشكل جيد، وتقرر إقامة مباراة مصر والنيجر ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة العاشرة التى تضم أيضا منتخبا تونس وسوازيلاند خلال الفترة من 3 إلى 11 سبتمبر المقبل، وتلعب مصر مع سوازيلاند بالجولة الثالثة خلال الفترة من 8 إلى 16 أكتوبر، فيما يلتقى المنتخبان مجدداً فى الجولة الرابعة خلال الفترة ذاتها، وتلعب مصر مع تونس خلال الفترة من 12 إلى 20 نوفمبر، ضمن منافسات الجولة الخامسة، وبالجولة السادسة تحل مصر ضيفة على النيجر خلال الفترة من 18 إلى 26 مارس المقبل، بعدما تقرر إقامة البطولة ذاتها بتاريخها الجديد ما بين شهرى يونيو ويوليو بعد أن كانت تقام لسنوات ما بين يناير وفبراير. وتتجه المؤشرات الأولى نحو إبقاء أجيرى على الهيكل الأساسى للمنتخب الوطني، والذى كونه كوبر فى آخر ظهور له بكأس العالم فى روسيا، بسبب ضيق المساحة الزمنية فقط والتى لا تسمح بعمل تغيرات جذرية، ليحافظ أجيرى من البداية على تشكيل عناصر كوبر مع تقديم اختلاف فى طريقة اللعب التى سيعرضها على اللاعبين خلال فترة التعارف القصيرة بينهم فى أول معسكر والذى سيشهد عددًا محدودًا من الوجوه الجديدة، وتحديدا ممن سيفرضون أنفسهم بقوة أمام أعين وأذهان أجيرى نفسه وليس معاونيه، بخلاف ذلك سيكون الاعتماد على عناصر كوبر، ومن بين أبرز اللاعبين الذين لفتوا انتباه أجيرى فى البداية لاعبا الأهلى هشام محمد وناصر ماهر وقد يكونا أحد العناصر الجديدة القريبة. من بين أبرز اللاعبين الذين ينتظرون رد كرامتهم دوليا، بعد أن عاشوا حالة من العداء المباشر مع كوبر، نجم الأهلى وصاحب المستوى الثابت وليد سليمان، والذى كان استبعاده من القائمة الدولية طوال الشهور الماضية موضع تساؤلات كثيرة، فجاء استبعاد سليمان، بسبب تعليقاته الغاضبة من إقصائه بجانب باقى نجوم الأهلى تحديدًا حسام غالى قبل اعتزاله، وعمرو السولية الذى هاجم الأرجنتينى أيضا وآخرين، الأمر الذى وقف حائلًا أمام انضمامهم أو إتاحة الفرصة لهم من قبل فى أى مرحلة من مراحل التصفيات، حيث أجمع سليمان وغالى على أن كوبر غير أمين فى اختياراته، والأخطر أنه يصفى حسابات بعد خلاف غالى والمدرب العام أسامة نبيه تحديدا فى مباراة مصر ونيجيريا بتصفيات إفريقيا، والتى لم ير بعدها غالى قميص المنتخب ومن ورائه بعض النجوم وعلى رأسهم سليمان. من بين العناصر التى تنتظر ظهوراً خاصاً فى المستقبل القريب، حارس الإسماعيلى الدولى محمد عواد المحترف بصفوف الوحدة السعودي، الذى اتفق عليه الجميع على أحقيته فى الظهور بكأس العالم الأخير، إلا أن بعض الحسابات أبعدته ليسافر بدلا منه حارس الأهلى شريف إكرامي، إلا أن الوضع لن يدوم طويلًا فى عهد أجيري، بعد أن طرأت تغييرات جذرية باعتزال الحارس الأسطورى عصام الحضري، لتنفتح مساحة الاختيارات فى الفترة الأخيرة بناء على المجهود والأداء فى الملعب، بعيدا عن المجاملات لأسماء بعينها، كذلك الحال بالنسبة لنجم الأهلى مؤمن زكريا ومهاجم النجم الساحلى عمرو مرعى ومحمد مجدى «أفشة» ومهاجم المصرى المميز أحمد جمعة. أيضا هناك نجم العين الإماراتى حسين الشحات، والذى قرر مؤخرًا أجيرى الحضور له خصيصا يوم السبت المقبل، لمشاهدة السوبر الإماراتى بالقاهرة، بين العين والوحدة لمتابعته بدقة عن قرب، بعدما سمع عن موهبته وقدراته، لكن، تعمد كوبر تجاهله وقضى على أمال ظهوره فى المونديال الأخير، وجاء قرار أجيرى على خلفية اقتناع هانى رمزى بالشحات، والذى رشحه للانضمام بقوة فى المعسكر المقبل لمباراة النيجر، كما ينتظر نفس الفرصة المهاجم الدولى عمرو جمال والذى تتنافس عليه أندية مغربية للحصول على خدماته، والأندية هى مولودية وجدة، وطلب استعارته على أن يكون للنادى أولوية شرائه بعد انتهاء مدة الإعارة، وعرض آخر من نادى أولمبيك اسفى، حيث مازال باب القيد المغربى مفتوحًا حتى 17 سبتمبر المقبل، بجانب عرض سابق من نادى الجيش الملكى المغربي، بعد قيد الأهلى لمهاجمه الشاب ضمن قائمة الانتظار، على خلفية ابتعاده فى الفترة الأخيرة، وخوض رحلات احترافية مكوكية ما بين جنوب إفريقيا وفنلندا، الأمر الذى سهل على كوبر استبعاده، بعد أن خاض معه التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم حتى آخر لحظة، ليبقى عمرو جمال فى الخارج أملًا فى البقاء ضمن قائمة المحترفين انتظارا لدعوة أجيري. فى المقابل سيتم إعادة النظر فى أمر نجوم كثيرة كان لهم كوبر، أبًا روحيًا، لما مثله من طوق نجاة خلال مشوارهم الدولي، أبرزهم عبد الله السعيد، فلولا كوبر لربما انتهى أمره على خلفية أزمته مع ناديه الأهلي، وتوقيعه للغريم التقليدى الزمالك، فمن حظ اللاعب السعيد أن الأزمة لم تدم كثيرا؛ بسبب دخول المنتخب أجواء الاستعداد لكأس العالم، حيث أعلن كوبر موقفه الرسمى والحاسم بضم عبد الله السعيد للمعسكر دون أى تأثر بالأصوات المطالبة باستبعاده، كذلك مهاجم الأهلى الدولى العائد من الإصابة لمدة عام كامل، والبعيد عن مستواه مروان محسن، حيث ضمه كوبر لمعسكر سويسرا، رغم أن اللاعب نفسه لم يكن يتوقع ذلك، ليظهر فى المونديال دون المستوى لمجرد تزكية كوبر له.
