فى واحدة من نوادر المدربين، ورغم شهرته وعالميته، إلا أن المدرب الكرواتى داليتش زلاتكو اختار العمل كوسيط لاتحاد الكرة المصرى فى عملية ترشيح المدير الفنى الجديد ل«الفراعنة»، وعرض تقديم قائمة من زملاء جنسيته للاختيار من بينهم، فى حضور عادل سعيد رئيس جمعية الصداقة الكرواتية المصرية، والذى لعب دورا كبيرا فى تكوين شبكة اتصالات جيدة بين اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة وزلاتكو، خصوصا بعد أن علا نجمه بوصوله إلى نهائى كأس العالم الأخير وخسارته للقب أمام فرنسا. عرض زلاتكو جاء على خلفية وصول مفاوضاته هو شخصيًا مع أبوريدة إلى طريق مسدود، بعد أن تمسك بطلبات مالية ضخمة تفوق قدرات اتحاد الكرة كان آخرها حصوله على 4 ملايين دولار سنويا، بينما يظل البوسنى وحيد خليلوزيتش مطروحًا حال موافقته على تقاضى 150 ألف دولار شهريًا، بعد أن ابدى مرونة وتنازل عن آخر طلب له بالحصول على 250 ألف دولار شهريا بخلاف ما سيتقاضاه افراد جهازه المعاون، لكنه يظل مبلغ مرفوض، ويبقى المدرب محل مفاوضات بجانب الإسبانى كيكى فلوريس سانشيز، رغم طلبه الحصول على 2.5 مليون دولار سنوياً، أما المكسيكى خافيير آجييرى فينتظر خفض راتبه هو الآخر لدخول المفاوضات النهائية، بعد أن طلب 1.8 مليون دولار سنويا، وجميعها أرقام مرفوضة من قبل أبوريدة. ويعكف أبوريدة على إنهاء ملف المدرب الجديد للفراعنة، بعد انتهاء فترة عمله فى روسيا، حيث كان يشرف على المراحل الختامية لبطولة كأس العالم التى انتهت بتتويج «الديوك الفرنسية» بصفته عضوًا بالمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) واحتاج أبوريدة لبضعة أيام لزيارة باريس فى رحلة علاجية سريعة قام خلالها ببعض الفحوصات الطبية مستثمرا وجوده فى عمل بعض المناقشات والمشاورات مع أصدقائه فى البلد الأوروبى لسماع بعض الترشيحات الخاصة باسم المدير الفنى الجديد للمنتخب المصري، وغادر أبوريدة مصر متوجهًا إلى موسكو بعد أن نجح فى إخماد النيران ضد مجلسه عقب الإخفاق الفاضح للمنتخب الوطنى فى المونديال والخروج بشكل مهين ضمن منافسات المجموعة الأولى حيث تذيلت مصر دون نقاط وجاءت فى المركز قبل الأخير فى الترتيب العام والنهائى للمنتخبات ال32 المشاركة. ويبحث رجال أبوريدة عن اسم كبير وقوى فى منصب المدير الفنى الجديد بهدف امتصاص حالة الغضب واقناع الرأى العام بدخول الكرة المصرية مرحلة جديدة وفكر مختلف عما كان عليه مع الأرجنتينى هيكتور كوبر، ودلل أبوريدة على ذلك برفع اللائحة القديمة التى كانت تكافئ المدرب على التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية، ليصبح بدلا منها التأهل إلى كأس العالم، بعد أن بات التأهل للأمم سهلًا فى ظل رفع العدد إلى 24 منتخبًا بدلا من 16، وتأهل منتخبان عن كل مجموعة، بخلاف ضم الكرة المصرية مجموعة مميزة من اللاعبين فى الداخل والخارج قادرين على رفع سقف الطموح. الاتحاد الأفريقى (كاف) حدد مواعيد جديدة للتصفيات المؤهلة إلى الكاميرون 2019، بعدما قرر تأجيل مباريات الجولة الثانية وكان محددا لها مارس الماضى من أجل إتاحة الفرصة أمام المنتخبات المتأهلة لكأس العالم مصر والمغرب وتونس ونيجيريا والسنغال للاستعداد بشكل جيد وتقرر إقامة مباراة مصر والنيجر ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة العاشرة التى تضم أيضا منتخبا تونس وسوازيلاند خلال الفترة من 3 إلى 11 سبتمبر المقبل وتلعب مصر مع سوازيلاند بالجولة الثالثة خلال الفترة من 8 إلى 16 أكتوبر فيما يلتقى المنتخبان مجدداً فى الجولة الرابعة خلال الفترة ذاتها وتلعب مصر مع تونس خلال الفترة من 12 إلى 20 نوفمبر ضمن منافسات الجولة الخامسة وبالجولة السادسة تحل مصر ضيفة على النيجر خلال الفترة من 18 إلى 26 مارس المقبل بعدما تقرر إقامة البطولة ذاتها بتاريخها الجديد ما بين شهرى يونيو ويوليو بعد أن كانت تقام لسنوات ما بين يناير وفبراير. واستفاد أبوريدة من رحلة فرنسا الطبية للتأكيد على حسن اختياره للمدرب البوسنى وحيد خليلوزيتش الذى يتمتع بسيرة ذاتية جيدة وتتناسب إمكانياته مع الكرة المصرية فضلا عن تفهمه لطبيعة الكرة العربية والأفريقية عموما لسابق عمله كمدرب لمنتخب الجزائر والذى استبعد الاستعانة به مجددا حيث يبحث هو الآخر عن مدرب جديد خلفًا لأسطورة الكرة هناك رابح ماجر الذى تعرض للإقالة بسبب سوء النتائج وظل الاتحادان المصرى والجزائرى فى حالة تنافس على أبرز المدربين فى القارة السمراء آخرهم الفرنسى هيرفى رينارد المدير الفنى لمنتخب المغرب قبل أن يصدم الأخير الجميع ويعلن عبر بيانه أنه لن يدرب فى أفريقيا غير المغرب فى الوقت الراهن حيث يمتد عقده مع «أسود الأطلس» حتى 2022. وجاءت مفاوضات الاتحادين المصرى والجزائرى مع رينارد على خلفية مروره ببعض الخلافات والمشاكل الإدارية مع الاتحاد المغربى عقب الخروج من كأس العالم إلا أن المدرب الفرنسى أبدى تمسكا واضحا بمنتخبه الأفريقى الحالى لتتجه أنظار اتحاد أبوريدة نحو وحيد خليلوزيتش الذى بات بديلا استراتيجيا فى ظل صعوبة استقدام زالاتكو داليتش المدير الفنى لمنتخب كرواتيا بعد زيادة سعره لوصوله إلى نهائى كأس العالم الأخير رغم خساراته أمام فرنسا إلا أن سعره أصبح فى غير المتناول وفقا لإمكانيات اتحاد الكرة المالية فضلا عن تبخر أمال استقدام البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى لمنتخب إيران بعد أن أعلن عدم رغبته فى خوض تجارب حالة مع الكرة الأفريقية لتسير الخطوات نحو وحيد خليلوزيتش الذى أعلن اتحاد الكرة الجزائرى عدم منافسه مصر عليه لعدم توافر رغبة لدى «الخضر» فى استقدامه مجددا رغم مطالبة البعض باسمه قبل أن يرفض ويحسم رئيس اتحاد الكرة الجزائرى خير الدين زطشى الموقف نحو المدرب البوسنى الذى وضع عراقيل مالية.