انهيار قواعد منظمة التجارة العالمية على يد الكبار

فى تطور خطير يهدد مصداقية منظمة التجارة العالمية ويعجل بانهيار قواعد المنظمة الدولية التى تنظم حرية التجارة بين الدول صعدت الولايات المتحدة الأمريكية من حربها التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبى حينما أعلن الرئيس الأمريكى ترامب عزم بلاده فرض رسوم جمركية على واردات السيارات الأوروبية بنسبة 20% ردا على قرار الاتحاد الأوروبى بفرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية على خلفية قيام واشنطن بإشعال فتيل الحرب التجارية بفرضها رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب و 10% على الألومنيوم يأتى ذلك فى الوقت الذى بلغ فيه حجم التجارة العالمية نحو 25 تريليون دولار تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية منها على 25%.
خبراء الاقتصاد حذروا من استمرار الحرب التجارية على نمو الاقتصاد العالمى وفرص التشغيل.
الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة قال ل«روزاليوسف» :إن الاقتصاد العالمى سيتأثر بشدة ومنها الاقتصاد الأمريكى والذى سيتأثر على المدى الطويل فى ظل عدم قدرته على منافسة الصين لافتا إلى انه إذا كانت أمريكا تحقق مكاسب اقتصادية على المدى القصير إلا أنها ستخسر مستقبلا المدى وأضاف أن جميع دول العالم ستخسر من تلك الأزمة بانكماش حركة التجارة العالمية والنمو الاقتصادى وتراجع معدلات الاستثمار والتشغيل ما يؤثر على أسعار النفط والسلع الأخرى ومن ثم سيدفع المستهلكون ضريبة تلك الحرب التجارية وحول موقف الدول النامية من تلك الأزمة أكد الدكتور هشام إبراهيم أن الدول النامية متفرج لأن تأثيرها فى التجارة العالمية محدود لكن الحرب التجارية ستؤثر بشدة عليها من خلال تراجع الاستثمارات وفرص التشغيل وعن دور منظمة التجارة العالمية من الأزمة الحالية وصف هشام إبراهيم موقف المنظمة العالمية بأنه فى إجازة وأن مصداقيتها أصبحت على المحك.
وتوقع الخبير الاقتصاد بحدوث انفراجة وتوافق قريب بعد أن يدرك الجميع بمن فيهم أمريكا صانعة الحرب التجارية الآن بأن الكل خاسر ولابد من تقريب وجهات النظر والتوصل لحلول توافقية لإنقاذ الاقتصاد العالمى.
وأكد الدكتور هشام إبراهيم أن مصر ستتأثر سلبا بالحرب التجارية بانكماش حركة التجارة فى الموانئ وتراجع الاستثمارات العالمية.
فيما حذرت فى وقت سابق كريستين لاجار مدير صندوق النقد الدولى من أن إجراءات الحماية الاقتصادية التى يشهدها العالم حاليا ليست فى صالح الاقتصاد العالمى.
وأشارت لاجارد إلى توقعات الصندوق بأن يبلغ معدل النمو العالمى 3.9% فى عامى 2018 و 2019.