الرحلات النيلية سر فرحة المصريين فى احتفالات «شم النسيم»

والمحافظات أسامة فؤاد وعلا الحينى
وإلهام رفعت ونسرين عبدالرحيم
ومسعد رضوان وخالد سليمان ومصطفى عرفة ومحمد جبر ومحيى الهنداوى وإيهاب عمر وإيمان الهوارى وحنان عليوه وشهيرة ونيس وحسن الكومى ومنال حسين وهبة وصفى ومحمد محروس وسمير سرى ومحمود هيكل ومحمد عيسوى وحسن غنيمة

«الدنيا ربيع.. والجو بديع.. قفلى على كل المواضيع».. على تلك الكلمات الشهيرة التى قالتها السندريلا الراحلة سعاد حسنى، احتفل جموع الشعب المصرى، أمس، ب«شم النسيم»، حيث خرج أبناء المحروسة عن بكرة أبيهم إلى الحدائق والمتنزهات والميادين العامة، فضلا عن التوافد غير المسبوق على المراكب النيلية بالقناطر الخيرية، وكفر الشيخ، ودمياط، وبورسعيد، والإسكندرية، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، بل وجميع الأماكن التى تقع على ضفاف النيل، وذلك لإحياء طقوس مضت عليها آلاف السنين، وعلى غرار احتفالات الفراعنة باستقلال المراكب النيلية المصنوعة من ورق البردى التى كان يتجولون بها للاستمتاع بالخضرة والطبيعة الخلابة.
وحرص الكبير والصغير، فى الاحتفالات الصاخبة ب»شم النسيم» على الاستيقاظ مبكرا، والتوافد إلى الحدائق والمتنزهات للاستمتاع باليوم حتى آخره، من خلال ممارسة الطقوس والعادات والتقاليد، التى على رأسها تناول وجبة الفسيخ والملوحة بأنواعها، والخس، والبصل، بالإضافة إلى تلوين «البيض» الذى كان يرمز إلى خلق الحياة عند الفراعنة، وأحد الشعائر المقدسة التى ترمز لعيد الخلق.
ركوب خيل وجمال
ففى القليوبية شهدت القناطر الخيرية زحاما غير مسبوق للاحتفال بكرنفال أعياد الربيع «شم النسيم»، حيث سجلت الرحلات النيلية رقما قياسيا بالمراكب السياحية الكبرى بخلاف اللنشات الصغيرة التى قامت بجولات مكوكية بين فرعى النيل حول القناطر.
كما شهدت طرقات الحدائق وسائل نقل مختلفة خلال الاحتفالات وتضمنت ركوب للخيل، والجمال، والدراجات النارية، والحنطور، والتوك توك كوسائل التنزه، علاوة على الإقبال الملحوظ لطلاب المدارس الذين اتخذوا من شم النسيم فرصة للترويح عن أنفسهم قبل الامتحانات.
واستغل أصحاب اللنشات الصغيرة الزحام، وقاموا برفع أسعار الرحلات القصيرة من مراسى القناطر حتى منطقة التقاء فرعى النيل لأكثر من 50 جنيها للرحلة الواحدة، فيما استقبلت المدينة عشرات الرحلات القادمة من مراسى القاهرة والجيزة والمدن المجاورة.
إجراءات أمنية مشددة
لم يكن هذا فحسب بل شهدت الحدائق والمتنزهات بالقليوبية إقبال متزايد من الشباب والعائلات، لقضاء يوم وسط أجواء الفرحة والبهجة داخل الحدائق والمساحات الخضراء الشاسعة التى تتمتع بها مدينة القناطر الخيرية السياحية، وسط تأمينات مشددة.
بينما استقبلت الحدائق العامة والمنتزهات بمحافظة المنوفية، أمس، المواطنين للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم، حيث جهزت الأسر والعائلات طعام الأسماك المملحة «الرنجة – السردين – الفسيخ – الملوحة» وقاموا بتناوله داخل الحدائق، فضلا عن فتح الحدائق والمنتزهات العامة بنطاق مراكز المحافظة للمواطنين بالمجان.
وفى البحيرة احتفل الآلاف من أهالى المحافظة، أمس، بأعياد شم النسيم فى الحدائق والمتنزهات وقناطر أدفينا، بالإضافة إلى التوافد على المناطق الأثرية بمدينة رشيد والأديرة بوادى النطرون، حيث شهدت إقبالا متزايدا من المواطنين وسط فرحة وبهجة تعم الجميع.
وحرص العديد من الأسر بالبحيرة على قضاء «شم النسيم» فى النيل بعد استئجار المراكب للتنزه، وركوب الخيل، وفتح شاطئى رشيد وإدكو أمام توافد العائلات من المحافظة والمحافظات المجاورة، وذلك وسط توافد أمنى مكثف.
وانتشرت شرطة المسطحات المائية على ضفاف النيل لإنقاذ أى حالات غرق والتدخل حال وقوع أى أزمة، ومن أجل الرقابة على المركبات والمعديات العاملة بفرع نهر النيل برشيد والمحمودية وشبراخيت والترع والمجارى المائية بالنوبارية وكوم حمادة والدلنجات.
كما شهدت مدينة رأس البر بدمياط، توافد شعبى كبير، وسط قيام الوحدة المحلية بتوزيع إرشادات السلامة على الشاطئ على بوابات المدينة لرحلات اليوم الواحد حرصًا على سلامتهم، وتواجد نحو 100 رجل إنقاذ، و6 لانشات سريعة، و2 موتوسيكل مائى بطول الشاطئ، بالإضافة إلى 4 سيارات إسعاف مجهزة.
أما كفر الشيخ فشهدت المراكب النيلية والعوامات توافد كبير من المواطنين والزوار، خاصة فى المدن الساحلية التى تطل على ساحل البحر منها: مدن «دسوق فوة مطوبس»، وذلك للاستمتاع بالرحلات النيلية خلال الاحتفال ب«شم النسيم».
أسماك وفسيخ ورنجة
كما حرص عدد من أسر كفر الشيخ على قضاء «شم النسيم» فى الحدائق العامة والمتنزهات، منها: حديقة صنعاء، وحديقة الأسرة والطفولة، وحديقة الفردوس، وحديقة أم القرى، وحديقة 6 أكتوبر بدسوق، بالإضافة إلى حديقة العائلات بفوة، والحديقة العامة، والقناطر بمطوبس، وسط أجواء من الفرحة وتناول أسماك الفسيخ، والرنجة، والبيض الملون، والبصل.
وقال اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ: إنه تابع بنفسه احتفالات المواطنين والزوار أول بأول، من خلال غرفة العمليات الرئيسية التى تم تشكيلها بالديوان العام للمحافظة، منوها إلى أنه تم تشكيل غرف عمليات فرعية أخرى بجميع المراكز والمدن بشكل دائم، مؤكدا أنه رفع درجة الاستعداد والطوارئ، وذلك بالتنسيق مع الصحة، والتموين، ومباحث التموين، والطب البيطري، لاتخاذ التدابير الوقائية.
محافظات الجوار
وفى الإسكندرية خصصت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالمحافظة، 7 شواطئ «جليم شهر العسل الهانوفيل المكس المندرة السرايا ميامى»، بالمجان أمام المحتفلين ب«شم النسيم»، ويسمح للمصطافين فى الشواطئ السبعة باصطحاب الشماسى والكراسى، أو استئجارها من منفذ البيع الخاص بالمحافظة بكل شاطئ مقابل 3 جنيهات للشمسية وجنيه لكل كرسى، و10 جنيهات للترابيزة المميزة.
وفى الفيوم شهدت المناطق السياحية, إقبالا شديدا من الزائرين, حيث توافد الآلاف من أبناء الفيوم, وبنى سويف والقاهرة والجيزة, للاحتفال بأعياد الربيع بمناطق «عين السليين وادى الريان السواقى»، وحديقة حيوان الفيوم.
وتوافد نحو 30 ألف زائر على محميتى وادى الريان, وبحيرة قارون، فضلا عن انتشار قوات الإنقاذ النهرى بمناطق البحيرات الثلاث بوادى الريان, وعلى طول ساحل بحيرة قارون، بالإضافة إلى احتفال القبائل العربية شمال بحيرة قارون, بنحر الماعز والخراف المصحوبة بالفتة.
هتافات تحيا مصر
وشهدت حدائق الحيوان والشلال والنصر وعابدين والنيل ببنى سويف، إقبالا كبيرا من المواطنين الذين توافدوا من مختلف مراكز المحافظة للاحتفال ب«شم النسيم»، حيث كست السعادة والفرحة والبهجة وجوه الزوار، وسط انشغال الأطفال باللهو واللعب، والكبار منشغلون بإعداد الأماكن لتناول الأطعمة المعتادة فى هذه المناسبة مثل الرنجة والفسيخ والأسماك بمختلف أنواعها.
وفى حديقة النيل تميز مشهد «شم النسيم» باحتشاد المواطنين فى كل مكان بالحديقة وهتافات مصر بلد الأمان وتحيا مصر والزغاريد المفرحة، موجهين هتافاتهم للرئيس السيسى «معاك ياريس وتحيا مصر»، فيما حرص الكثير على الاحتفال فى المراكب والمراسى النيلية.
إلى ذلك توافد المئات من الأسر بالمنيا منذ صباح أمس، على الحدائق العامة والمتنزهات، احتفالا بأعياد الربيع، حيث شهد كورنيش النيل إقبالا كبير من الأسر والشباب من جميع مراكز المحافظة، وشهدت المراكب النيلية حالة من الرواج للإقبال عليها، وسط انتشار عناصر الشرطة لتأمين الاحتفالات ومنع أية حالات تحرش قد تحدث.
وشدد اللواء عصام البديوى، محافظ المنيا، على رؤساء مجالس المدن بمتابعة حركة المعديات النيلية والتأكد من سلامتها ومنع أى تجاوزات من قبل القائمين عليها وعدم تحميلها أكثر من الحمولة المقررة منعا لحدوث أى حوادث، والمحافظة على نظافة الكورنيش أول بأول خلال الاحتفال، ونشر عناصر الشرطة السرية لضبط المتحرشين.
التنزه بنهر النيل
وحرصت الأسر الأسيوطية على التوافد على حديقة الفردوس بحى شرق أسيوط لقضاء «شم النسيم» وقامت إدارة العبارات النهرية بتشغيل رحلات نيلية من مرسى الحديقة للتنزه بنهر النيل، فيما شهدت الحديقة العامة توافد غير مسبوق للمواطنين.
واصطحب المحتفلون وجبات البيض والفطير والفسيخ والرنجة، فى الوقت الذى فضل فيه سكان مراكز أبوتيج وصدفا وساحل سليم والبدارى قضاء شم النسيم بحديقة الحيوان بمدينة أبوتيج، ناهيك عن أن التوافد غير المسبوق على الحدائق دفع المحافظة إلى رفع قيمة تذكرة دخول الحدائق إلى جنيهين، فيما منعت أندية النقابات الدخول لغير أعضائها فى أعياد الربيع.
أما الوادى الجديد فشهدت المواقع الأثرية إقبالا من جانب المواطنين فى عيد شم النسيم، بجانب مراكز الشباب والمتنزهات والحدائق العامة التى فتحت أبوابها منذ صباح أمس، لاستقبال مئات الأسر، حيث شهدت منطقة البجوات الأثرية التى تقع فى الناحية الشمالية بمدينة الخارجة توافد كبير من جانب المواطنين على الرغم من ارتفاع درجات حرارة الجو، فيما توافد المئات على الآبار الكبريتية وعلى مزارع النخيل التى تتوسط المناطق الأثرية.
جو أسرى وعائلى ممتع
وفى الأقصر توافد آلاف المواطنين على ميدان أبوالحجاج الأقصرى، صباح أمس، للاحتفال ب«شم النسيم» وتناول وجبة الفسيخ والرنجة والخس والبصل، فضلا عن حرص العديد من الأسر على استقلال المراكب النيلية، والقيام برحلات بعربات الحنطور المميزة بكورنيش النيل.
أيضا شهدت شواطئ البحر الأحمر، أمس، توافد غير مسبوق من الأسر احتفالا ب«شم النسيم» وسط جو أسرى وعائلى ممتع، حيث شهد شاطئ رقم 4 والفيروز، إقبالا من المواطنين المقيمين بشوارع الشيرتون والباشا وشيرى، فضلا عن تجهيز 8 آلاف كرسى على الشاطئ للمواطنين الموجودين بالنادى الاجتماعى بالغردقة.
جدير بالذكر أن مئات الأسر والمجموعات الشبابية بشمال سيناء حرصت على التوافد إلى الشواطئ للاستمتاع والاحتفال ب«شم النسيم»، وذلك بسواحل مدن ومناطق العريش وبئر العبد ورمانة، حيث اصطحب المارد السيناوى الخيام والمشروبات والمأكولات الشهيرة فى تلك المناسبة، ورغم برودة الجو إلا أن بعض الشباب غامر وانطلق بين الأمواج المرتفعة.