تجددت المواجهات في عدد من أحياء لندن حيث هاجمت مجموعات من الشباب رجال الشرطة وتعرضت محلات تجارية للنهب.وأكدت شرطة اسكتلنديارد أن عمليات النهب مستوحاة من أعمال الشغب ليل السبت في حي توتنهام المتعدد الأعراق،حيث أحرقت سيارات ومبان ونهبت محلات تجارية وأصيب 29 شخصا بجروح في أعنف حوادث تشهدها العاصمة البريطانية منذ سنوات. وسيقوم المسئولون عن التحقيق باستجواب العديد من شهود العيان ومراجعة ساعات من تسجيلات كاميرات المراقبة التليفزيونية في محاولة لتحديد المسئولين عن أعمال الشغب.وكانت الشرطة قد اعتقلت نحو 55 شخصا خلال الاضطرابات ويتم حاليا استجوابهم. من جانبها،أدانت وزيرة الداخلية تيريزا ماي أحداث العنف وقالت انه لن يتم التسامح مع هذا الاستهتار بالممتلكات والسلامة العامة وأن الشرطة تحظي بالدعم التام من أجل استعادة النظام.وقال قائد شرطة لندن أدريان هانستوك "تجاوزت مستوي العنف الحدود المعقولة، وتحولت جلسة ليلية تضامنية إلي أحداث عنف سيطر عليها الأشقياء".ووصف متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحداث بأنها "غير مقبولة مطلقا". وتتزامن أعمال الشغب مع الوقت الذي تتسع فيه رقعة التشاؤم في بريطانيا حيث تجد صعوبة في تحقيق نمو اقتصادي بالاضافة إلي قيام الحكومة بخفض الانفاق العام وزيادة الضرائب للمساعدة في سد عجز الموازنة العامة الذي تجاوز عشرة في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. يذكر أن توتنهام بها أعلي معدل للبطالة في لندن وأكبر عدد من الأقليات العرقية. كما أن لها تاريخا من التوتر العنصري بسبب غضب سكانها من سلوك الشرطة بما في ذلك استخدام صلاحيات الايقاف والتفتيش. وفي سياق متصل،تأتي أعمال الشغب قبل أقل من عام علي دورة الألعاب الأوليمبية التي ستتولي شرطة لندن تأمينها.ويري سكان توتنهام المحليون أنه لا فائدة من وراء مليارات الجنيهات التي تنفق علي دورة الالعاب الاولمبية.وأن توتنهام تأثرت بشدة بالخفض الكبير في الانفاق الذي أمرت باجرائه الحكومة الائتلافية التي تشكلت قبل 15 شهرا في محاولة لموازنة أمورها.