أثار إعلان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، استقالته، جدلًا كبيرًا، لاسيما عقب توعده بأن «أيدى إيران فى المنطقة ستقطع»، لافتًا إلى أن طهران لديها رغبة جامحة فى تدمير العالم العربي، وتسيطر على القرارات فى سوريا، والعراق واليمن، فى إشارة إلى تعاونها مع حزب الله. ورفض رئيس الوزراء المستقيل، «استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين»، مضيفًا: «لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة، مؤكدًا أن اللبنانيين سيتجاوزون الوصاية الخارجية، لذلك استطلعت «روزاليوسف» آراء بعض المحللين السياسيين اللبنانيين، للوقوف على أسباب استقالة الحريري، وما ستشهده لبنان من تطورات جراء هذه الاستقالة، حيث أكد معظمهم أن ما يجرى الآن هو بداية لتوحيد الغالبية اللبنانية فى مواجهة ميليشيات حزب الله. المحلل السياسى اللبناني، فادى عاكوم، قال ل«روزاليوسف» إن الحديث عن محاور استقالة الحريرى طويلة ومتشعبة للغاية، ولكنها تدخل ضمن التطورات الإقليمية والدولية فى الحرب الباردة على إيران، وتمهيدًا لنزع الشرعية عن حزب الله وأدواته مثل التيار العونى والتيارات الأخرى. «عكوم» أكد أن هناك مخاوف كبيرة فى لبنان من أن تعطى استقالة الحريرى الضوء الأخضر الدولى لإسرائيل بشن حرب على حزب الله، لافتُا إلى أن استقالته جاءت لخروج حزب الله من دائرة الشرعية فى الحكومة اللبنانية. المحلل السياسى اللبناني، أوضح أن أنظار اللبنانيين متجهة الآن نحو الصراعات السياسية التى تجرى الآن فى الداخل اللبنانى، خاصة فى ظل وجود توقعات بتطورها عسكريًا، لافتًا إلى وجود ضربة إسرائيلية محتملة سواء كانت بالجولان أو على الحدود اللبنانية. «عكوم» أشار إلى أن هناك الكثير من التصريحات التى انطلقت خلال الفترة الماضية تشير إلى وجود تخوفات إسرائيلية من حزب الله، موضحًا أن ال3 أيام الماضية شهدت تحركات على الحدود الإسرائيلية السورية بالجولان، فضلًا عن تحركات أخرى من الجيش الحر ضد الدروز فى الجولان، لافتًا إلى أن إسرائيل أعلنت حمايتها للدروز، وأن تدخل تل أبيب المباشر فى الحدود السورية واللبنانية سيؤدى إلى اشتعال المنطقة لفترة طويلة. الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى، ساركيس أبوزيد، ل«روزاليوسف» تأتى استقالة الحريرى ضمن سياق عام يجرى فى المنطقة ولبنان، منها فرض العقوبات الأمريكية، والتهديدات الإسرائيلية، وظروف الأوضاع فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى المواجهة الشاملة والتسويات الكبرى التى تجرى بين الدول، لافتًا إلى أن الحريرى كان يحاول أن يلعب دور المعتدل ولكنه فى النهاية إلى أن يكون فى الصفوف المواجهة للتمدد الإيراني، وهو ما اضطره لتقديم استقالته فى هذه الظروف الصعبة. من تداعيات استقالة الحريري، أن الانتخابات اللبنانية التى يتم التحضير لها أصبحت فى مهب الريح، لافتًا إلى وجود تخوفات بشأن تغير موعدها، بالإضافة إلى أن الوضع الاقتصادى المضطرب سيتأثر بهذه الأزمة، وهناك توقعات بتأثر الوضع الأمنى بهذا القرار، بحسب ما أوضح أبو زيد. فى السياق ذاته قال المحلل السياسى اللبنانى، توم حرب، ل«روزاليوسف» إن استقالة الحريرى إيجابية للبنان، وستضعها أمام محطة جديدة للمعاملة مع إيران ونفوذها فى المنطقة، بالإضافة إلى أنها تحجم دور حزب الله خاصة بعد العقوبات التى ستفرضها الإدارة الأمريكية ضده. «حرب» أكد أن الاستقالة ستوحد جهود الاغلبية اللبنانية، وتعيد البوصلة للخطر الحقيقى على لبنان المتمثل فى إيران وأجندتها التى ينفذها حزب الله، لافتًا إلى أن الحريرى وصل له معلومات تفيد بمحاولة اغتياله، وتجهيز قائمة اغتيالات جديدة، وهو ما اضطره للذهاب إلى السعودية واعلان استقالته منها، مضيفًا: «كنا نتمنى أن يعلنها من لبنان ولكننا لا نعلم حجم المخاطر التى يواجهها». السياسى اللبناني، أكد أن ما يحدث الآن هو بادرة جيدة لوضع حد للتدخل الإيرانى فى لبنان، خاصة بعد اعلان روحانى بأن كل شىء يجرى داخلها هى سياسة إيرانية، وأنا بلادنا أصبحت جزءًا من الهلال الإيرانى وهو مايمثل خطرًا على لبنان يخشاه جميع اللبنانيين. ومن جهتها قالت ميساء عبد الخالق، الصحفية اللبنانية، ل«روزاليوسف»، إن استقالة الحريرى جاءت بعد ساعات من استقباله مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية، على أكبر ولايتى، كما تزامنت مع تغريدات ثامر السبهان، وزير الدولة لشئون الخليج العربى فى السعودية، التى أكد فيها أن: «الارهاب والتطرف فى العالم منبعه ايران وابنها البكر حزب الشيطان وكما تعامل العالم مع داعش لابد التعامل مع منابعه، شعوبنا بحاجة للسلام والامن». «عبد الخالق» أشارت إلى أن توقيت استقالة الحريري، وتغريدات السبهان توضح امتعاض السعودية من ممارسات إيران وحزب الله فى المنطقة خاصة عقب استقبال الحريرى لعلى أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية، وتصريح الأخير فى مؤتمر صحفى عقده عقب اللقاء بأن إيران تدعم استقرار لبنان. فى السياق ذاته قال محمد حامد، الباحث فى العلاقات الدولية والقانون الدولي، ل«روزاليوسف» إن استقالة الحريرى تدخل ضمن موجة منطقة الشرق الأوسط للتمدد الإيرانى، لافتًا إلى أن البداية جاءت من لبنان من خلال كسر النفوذ الايرانى فيها، والمتمثل فى حزب الله، والذى يعد غريمًا مباشرًا للمملكة. «حامد» أشار إلى أن الاستقالة أعلنت من السعودية لأن سعد الحريرى حليف رئيسى للملكة فى حربها وصراعها الإقليمى ضد ايران، لافتًا إلى أن الفراغ الحكومى قد يولد فوضى أو اقتتالًا أهليًا بين القوى السياسية اللبنانية، وهو مايعنى خيارين لاثالث لهما إما فوضى أو حرب إسرائيلية ضد حزب الله.