تسبب قيام قوات الجيش والشرطة بفض الاعتصام بميدان التحرير في ارباك ترتيبات التيارات السلفية واستعداداتها لإفطار الجمعة المقبل الذي أعلنت عنه خلال مليونية «الإرادة الشعبية» وتشهد الأحزاب السلفية اجتماعات مكثفة لهيئاتها التنظيمية لحسم قرارهم خلال الأيام القليلة الماضية. فقال الشيخ عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية إن الجماعة تقوم بمراجعة الوضع بعد التداعيات التي حدثت بميدان التحرير أمس الأول ودراسة امكانية استكمال الإفطار الذي دعا إليه د.صفوت حجازي خلال مليونية الجمعة الماضي لتجمع فيه جميع المصريين باختلاف انتماءاتهم. وأكد دربالة أن الهدف من إفطار الجمعة هو إقامة فعالية روحانية تبدأ بإفطار وصلاة التراويح ويتخللها بعض المواعظ للتخفيف من التجاذب السياسي الذي ساد مؤخرا بين التيارات والقوي المختلفة، موضحا أن الأهم هو أنها تمثل الطريقة الأمثل لجمع جميع الأطراف والتيارات المتباينة في الآراء وتجاوزها الخلافات أثناء مشاركتها في الإفطار الجماعي وصلاة التراويح لانهاء أي قطيعة بينهم وترك الخلافات السياسية جانبا والعيش في حب وود وسلام. وأشار الشيخ محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة إلي أن المكتب السياسي للحزب يجتمع غدا لابداء القرار النهائي فيما يتعلق بإفطار الجمعة المقبل وفقا للتطورات الجديدة بعد إخلاء ميدان التحرير. وأشار فتحي إلي أن وجود ازدواجية في المعايير فيما يتعلق بالتيارات السلفية ظهرت من بعض القوي التي أعلنت احتجاجها علي مليونية الجمعة الماضي بسبب قيام بعض المتظاهرين برفع شعارات دينية علي حد قولهم رغم قيامهم برفع شعارات تدعو إلي «مدنية الدولة» موضحا أن كل إنسان له أفكاره ومرجعياته التي يحاول التعبير عنها وسط الناس رافضا سياسة «الكيل بمكيالين». وقال إن حزبه لم يتفق مع أي قوي سياسية علي شروط محددة للجمعة الماضية والاخفاقات لا تلزم سوي من شارك فيها، خاصة مع عدم القدرة علي السيطرة علي الأعداد الغفيرة التي كانت تتواجد بميدان التحرير التي لم يستطع نظام مبارك القمعي السيطرة عليها من قبل. فيما أوضح د. محمد يسري رئيس حزب الفضيلة إنه حزب لم يدع إلي هذا الإفطار لافتا إلي أن الخلاف الذي حدث بين القوي الإسلامية والليبرالية حدث فيه نوع من المبالغة إذا لم تتخذ التيارات الإسلامية موقفاً حاداً عندما ما رفعت الليبرالية شعارات «مدنية الدولة».