حالة من الهدوء الشديد شهدها ميدان التحرير أمس بسبب قلة الأعداد الموجودة داخله من المعتصمين بشكل ملحوظ بجانب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.. بينما سيطرت حالة من الشد والجذب علي لغة الحوار بين المعتصمين بسبب التغييرات الوزارية التي أجراها رئيس الوزراء د. عصام شرف بالإطاحة ب14 وزيراً من حكومته واستبدالهم بوجوه أكثر قبولاً وفاعلية لدي رجل الشارع، غير أن اللافت هو خفوت حدة الخطاب ازاء المجلس العسكري الذي أعلن المعتصمون ثقتهم فيه مطالبين المشير بالعمل علي تحقيق هذه المطالب.. ففي الوقت الذي اتفق فيه البعض علي ضرورة افساح المجال لهذه الحكومة للوفاء بالتزاماتها لتحقيق مطالب الثورة علي أن يكون ذلك علي الملأ داخل الميدان وأمام المعتصمين وبسقف زمني محدد. فيما عارض آخرون إبقاء شرف علي وزير الداخلية منصور العيسوي، الذي لم يحقق شيئاً حتي الآن في استعادة الأمن المفقود داخل الشارع المصري حتي صعد عدد من المعتصمين من خطابهم مطالبين برحيل الحكومة بأكملها وليس تغيير بعض الوجوه. الأمر الذي طالب فيه البعض بمحاولات تنحية الخلافات بينهم بدلاً من تصاعد حدة الحوار ليصل إلي مشاجرات وهو ما يريد اتباع النظام أن يصلوا إليه من الرأسماليين والمنتفعين من الفلول المتبقية حتي الآن. ووسط التجمعات المحدودة للغاية بالميدان طالب أحد المعتصمين ممن أضربوا عن الطعام وهو أحمد أبو بركة، المعتصمين بعدم الانجرار وراء محاولات الالتفاف علي مطالب وأهداف الثورة من خلال وجود بعض الدعاية المضادة بغرض تأليب جموع الشعب ممن لا يتواجدون داخل الميدان علي المعتصمين، مشيراً إلي أنه منذ انطلاق الثورة لم يحدث أي تغيير في الحياة المجتمعية باستثناء غلاء الأسعار المتواصل الذي لا يكبح جماحه أحد. وأضاف المعتصمون أن المشهد الحالي الذي لا نري منه سوي البلبلة والتشكيك بين القوي السياسية وبعضها، مهاجماً قناة العربية ودريم بسبب محاولاتهما ابراز الجانب السيئ في الاعتصام داخل الميدان واستضافة أشخاص ينتمون للفلول لانتقاد الاعتصام. بينما بدت مظاهر الاستعداد لشهر رمضان تتزايد حيث انتشر بعض البائعين أمام مجمع التحرير الذي وضع عليه لافتة كبيرة مكتوب عليها مفتوح بأمر الثورة بالمناداة ياميش رمضان.. بلح وزبيب للثوار». وفي السياق نفسه نظم ائتلاف خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون مسيرة ضمت المئات من المعتصمين انطلقت من الميدان وحتي مبني دار القضاء العالي للمطالبة بإقالة النائب العام مرددين هتافات داعية إلي تطهير القضاء مثل «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القضاء و«الشعب يريد تطهير القضاء». في نفس السياق اعلن د.سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة عدم مشاركة الحزب في مليونية الجمعة المقبلة والتي اطلق عليها جمعة «الاستقرار»، وأضاف: ان التحرير الآن هو الأحوج للهدوء.