الأدوات المنزلية التقليدية كالأباريق وتنوع أشكالها كذلك "المخرطة" أو "الهون"، تعد من أدوات التوثيق للحياة المصرية التي اهتم بها رأفت الخمساوي مدير عام نادي التاج الملكي للهوايات، ليقدم مقتنياته المتنوعة من هذه الأدوات والصحف القديمة والطرابيش ضمن مهرجان " من فات قديمه تاه" الذي نظمه مشروع ذاكرة مصر المعاصرة ببيت السناري الأثري التابع لمكتبة الإسكندرية، حيث يوثق الخمساوي للقرن التاسع عشر وبدايات العشرين قبل ثورة يوليو 1952 أي مايقرب من 120 سنة من تاريخ مصر، التي يراها الخمساوي أكثر الفترات احتراما للحياة المصرية القديمة علي مستوي الزي والتخاطب والثقافة أيضا. من أهم أركان معروضات الخمساوي ركن "البريد" الذي يضم مجموعة نادرة من الطوابع القديمة والصور الفوتوغرافية لساعي البريد وممارسته لعمله اليومي، كذلك لوحات بأسماء الشوارع آنذاك والأختام القديمة حتي صناديق البوستة بألوانها المختلفة، كذلك نجد ركن "الصحف والمجلات القديمة" حيث يعرض الصفحات الرئيسية لعدد من الصحف التي اندثرت مثل المصري والمقطم وجرائد المحافظات المصرية، أيضا التي لاتزال مستمرة حتي الآن كالأهرام وأخباراليوم، كما أن الخمساوي يوثق أيضا للجرائد المدرسية والجامعية. في جزء آخر من بيت السناري تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة معروضاتها من مثل النحت للفنان التلقائي أيمن فرغلي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يقوم بالنحت علي الحجر أمام الحاضرين بالمهرجان، مستخدما موتيفات الطرز القديمة كالروماني والفرعوني، أيضا الحرف التقليدية التي كاد بعضها أن يندثر، مثل صناعة "الحصير المرسم" والذي يقول عنه حرفي الحصير صالح بدرالدين بقصر ثقافة الشرفا أنه حرفة مصرية قديمة توارثتها أسرته عبر السنوات، وهو يحدد الرسم الذي يريده حسب المناسبة كثورة "25يناير" أو شهر رمضان الكريم، لكن دون استعمال الورقة والقلم بل ينفذها مباشرة علي الحصير. من الحصير إلي الكليم في الشرفة العليا ببيت السناري وهو الركن الخاص بمؤسسة فوة للكليم، حيث يقدم عددا من المعلقات النسيجية والسجاد باشكال ومساحات مختلفة، منفذة يدويا بأيدي أبناء مدينة فوة التي اشتهرت بالكليم. كما يتضمن مهرجان "من فات قديمه تاه" معرضا للكتب القديمة والمستعملة، لعدد من دور النشر والهيئات، أفاد الدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، والمشرف علي مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، أن ذاكرة مصر المعاصرة ستعرض في المهرجان عددا من مقتنياتها النادرة من صحف وصور وكتب ووثائق وأفلام مثل فيلم زيارة الملك فاروق إلي غزة أثناء حرب 1948، والذي يعد من أندر الأفلام التي لم يسبق عرضها كاملة في مصر، إضافة لتقديم مطبوعات ذاكرة مصر المعاصرة بتخفيضات خاصة خلال المهرجان. أشار أيمن منصور المشرف علي المهرجان، أن هناك العديد من الفعاليات الثقافية ستصاحب المهرجان، كالتعريف بالفنون الإسلامية، وكذلك فنون الخط العربي.