أجري الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة، علي مدار ثلاث ساعات، لقاء مفتوحا مع موظفي ثقافة أسيوط، علي هامش زيارته للمحافظة للتعرف علي أهم مشكلاتهم، وتلقي تقريراً بأهم وقائع الفساد المالي والإداري. أكد أبوغازي، خلال اللقاء، أنه أصدر قرارا بإحالة جميع ملفات الفساد المالي لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي للنيابة الإدارية، تمهيداً لمحاسبة المسئولين، عن وقائع إهدار المال العام. ورداً علي تساؤل محمد جابر المختص الثقافي بفرع ثقافة أسيوط عن تعطل افتتاح مقر ثقافة أسيوط، أوضح أبوغازي أنه تم اتخاذ إجراءات حاسمة حيال افتتاح جزئي للمقر خلال 5 أشهر، لإنهاء حالة التعطل واستمرار عملية ترميمه قرابة ثلاث سنوات. ومن جانبه أشار الباحث أحمد عبد المتجلي، المحامي بإقليم وسط وجنوب الصعيد، إلي أن المذكرة المقدمة للوزير تتضمن التلاعب بالمال العام في بعض الأنشطة المسرحية، وأكد ل"روزاليوسف" أن هناك مسرحيتين بدعم من منظمة "اليونيسيف" بتكلفة 170 ألف جنيه، تم توزيع مكافآت تبلغ قيمتها 3 آلاف جنيه دون وجه حق علي بعض الشخصيات. لافتا إلي أنه تمت مناقشة التوزيع غير العادل لميزانية الأنشطة الثقافية للإقليم، حيث تخصص ميزانية تبلغ نصف مليون جنيه لفرق الفنون الشعبية، علي الرغم من أنها تعتمد علي الاقتباس، ولا تقدم عروضا تعبر عن الموروث الشعبي للصعيد، بينما المكتبات علي مستوي المحافظات من المنيا إلي حلايب وشلاتين لا تتجاوز ميزانيتها 45 ألف جنيه، وبعد تقسيم هذا المبلغ علي عدد المكتبات بالإقليم نجد أنها لا تكفي لشراء جريدة كل يوم للمكتبة. هذا إلي جانب التفاوت الصارخ في مكافآت العاملين لأكثر من 10 أضعاف بين موظف وزميله في نفس الإقليم، بالاضافة الي أن وقائع الفساد تضمنت عمليات مشينة منها إجراءات شاذة في نقل التكيف المركزي من الأقصر إلي أسيوط و وهو ما تسبب بإهدار طائل للأموال العامة. وشملت وقائع الفساد الإداري ما يحدث في بعض الإدارات الحيوية الشاغرة مثل إدارة الشئون الثقافية والتخطيط والمتابعة والشئون الإدارية، بما يؤثر علي مستوي المنتج الثقافي خاصة بعد ما شهدته من الإعلان عنها وإجراء مسابقات لشاغليها، وإلغائها بشكل مفاجئ في مخالفة للقانون، رغم أهميتهما للعمل الثقافي بالإقليم ورغم الإعلان واتخاذ إجراءات التعيين. كما تقدمت أسماء عبد الجابر أخصائية الثقافة بمركز ثقافة الطفل بمشروع قافلة ثقافية للقري والنجوع المحرومة من الخدمة الثقافية وهو ما أثار ترحيب الوزير بشدة وطلبه منها صياغة مقترح المشروع وتقديمه للدراسة. من الجدير بالذكر أن الوزير تسلم من الباحث أحمد عبد المتجلي نسخاً من ملفات وتقارير الفساد المالي والإداري بإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي، بالإضافة لإسطوانة CD تحتوي التوثيق المرئي للوقفة الاحتجاجية للموظفين، فضلاً عن فيديو لوعود الإصلاح من رئيس الإقليم، التي لم تنفذ علي مدار 4 الأشهر الماضية.