تفاصيل عمليات «براءة الذمة» من فساد توريد القمح

لجأ الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية للظهور المكثف فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لمواجهة الهجوم الحاد على الوزارة من قبل لجنة تقصى الحقائق فى توريد القمح المشكلة من مجلس النواب للتحقيق فى فساد صوامع القمح، وذلك وفقا لمصادر مطلعة بالوزارة والتى أكدت أن الوزارة أوضحت موقفها مرارًا من الأزمة الحالية وأنها لا تتستر على فساد كما أنها لا تدفع أى أموال لأصحاب الصوامع إلا بعد قيامها بعملية التسلم الفعلى وليس التسليم على الورق.
ومن ناحية أخرى هاجمت لجنة تقصى الحقائق وزير التموين بعد حواراته الأخيرة وقال المهندس ياسر عمر، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة تقصى الحقائق بشأن فساد القمح، إن حديث وزير التموين خالد حنفى، عن أزمة القمح متناقض ومثير للدهشة وكلامه فى وسائل الإعلام به مغالطات كثيرة قائلا: «على وزير التموين أن يتوقف عن تصريحاته المليئة بالمغالطات».
جاء ذلك فى تصريحات له على هامش الجولة الثامنة للجنة لضبط وقائع فساد القمح بمحافظة الشرقية، مؤكدا أن هذا الوزير كان يدبر لعدم زراعة القمح بمصر فى الفترة المقبلة، من خلال المنظومة التى كان يروج لها بدعم فدان القمح ب1400 جنيه، مع استلامه بسعره العالمى 250 جنيها.
ولفت ياسر عمر إلى أن الوزير كان ولا يزال يتباهى بهذه المنظومة الفاشلة وهذا أمر خطير، خاصة أنه بإجرائها كانت ستمنع زراعة القمح فى مصر وفتح الباب أمام المستوردين، مؤكدا أن المجلس وقف له بكل حسم.
وشهدت جولة اللجنة مشادات بين مسئولى التموين وأعضاء مجلس النواب بسبب رفض رئيس الرقابة التموينية تحرير محضر ضد شونة الرباعية بدعوى أن الشونة والصومعة تحت عهدة النيابة ولا يجوز اتخاذ أى إجراء بشأنها من قبل مباحث التموين، خاصة أنه تم تحرير محضر سابق له بعجز 7 آلاف عجز من أصل تخزين 10 آلاف، بالإضافة إلى محضر خلط بالشونة بقيمة 4 آلاف طن.
من جانبه احتد النائب ياسر عمر على مفتشى التموين بقوله: «إحنا جايين نشوف على أرض الواقع وأن كانت محاضركم كويسة هنقول لكم شكرا.. ولو خلاف ذلك هنقول إنكم مش كويسين والظاهر أننا هنلاقى مخالفات كبيرة».
من جانبه قال محمد عبدالله السملى، رئيس الرقابة التموينية بمحافظة الشرقية، إن الجهات الرقابية قامت بما هو مطلوب منها بتحرير المحاضر المطلوبة، ولم تتوان عن القيام بدورها قائلا: «لا يوجد أحد أكثر وطنية منا وقمنا بتحرير المحاضر والنيابة تحفظت على الشونة والصومعة وشكلت لجنة من وزارة التموين لدراسة الأمر برمته».