إخواتى تلبس وتاكل.. وتنام

لا يمكننى وأنا أشاهد افتتاحات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الفرافرة وأسيوط ودمياط خلال شهر مايو الجارى العظيم بالإنجازات إلا أن أتذكر كلمات أغنية الشاعر الرائع عبدالسلام أمين وألحان العبقرى سيد مكاوى وغناء الفنان الوطنى سمير الإسكندرانى «يا رب بلدى وحبايبى والمجتمع والناس».
فالرئيس السيسى كان يجسد فى المحافظات الثلاث التى زارها وافتتح منها مشروعاته العملاقة كلمات عبدالسلام أمين الذى غاب بالجسد ولم يغب بكلماته عن العقل والوجدان فمن أسيوط وخلال افتتاحه محطة كهرباء أسيوط فى أول زياراته للصعيد جسد فعليا «اجعلنى شمعة تنور بالحب والإخلاص» وبافتتاحه توسعات مصنع موبكو بدمياط علا بالصوت «اجعلنى دفعة قوية فى عجلة الإنتاج» و بإطلاقه إشارة بدء أول حصاد محصول قمح بالمشروع القومى «المليون ونصف المليون فدان» بمنطقة سهل بركة بواحة الفرافرة قالها «اجعلنى حبة تفرع وتبقى فدادين سنابل تحضن فروعها الأيادى وتبوس جدورها المناجل وأبدر على الناس محبة وبسمة فى كل دار».
ولكن دائما تتبدد المشاعر على أرض الواقع وتتغاير الكلمات باختلاف الألسنة فيما يفتتح الرئيس مشروعاته التى لم تر مصر مثلها منذ قرابة 25 عاماً تقريباً نجد أن الصورة فى الجانب الآخر الممثلة لواقع المواطن المصرى تعلن معنى آخر لكلمات الراحل عبد السلام أمين وهى «أخواتى تلبس.. وتاكل.. وتنام»، لا عمل.. لا إنتاج.. لا صبر على الزرع حتى نحصد الثمر وإنما سخط وكسل ونوم فحقا ولا نبالغ إذا قلنا أن «مصر بلد المتناقضات».