أعرب جمهور "السنافر"، تلك الشخصيات الخيالية التي ابتدعها الرسام البلجيكي بييو أو بيير كوليفورد عن غضبهم من الكتاب الفرنسي الجديد "لو بوتي ليفر بلو" أو "الكتاب الأزرق الصغير"، الذي يوجه اتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية والشيوعية للشخصيات الكارتونية الأكثر شهرة. يقول الكاتب والمحاضر أنطوان بوينو في كتابه إن السنافر تعيش في عالم حيث يوجد قائد واحد وحيث يأكل الجميع معا في غرفة طعام واحدة ونادرا ما يغادر السنافر بلادهم الصغيرة مجادلا القراء بأن كل ذلك يذكر بنوع من الديكتاتورية السياسية فالسنافر يعيشون في يوتوبيا شيوعية شمولية ستالينية. ويذهب بوينو إلي أبعد من ذلك مشبها رداء "بابا سنفور" -قائد السنافر- الأحمر برداء ستالين ولحيته البيضاء بلحية كارل ماركس مؤسس الاشتراكية مشيرا إلي أن منظومة المجتمع الذي يعيش فيه الكائنات الزرقاء الصغيرة ما هي إلا انعكاس للنظام الاشتراكي الأحادي السلطة. كذلك يقول بوينو إن شخصية "بريني" أو "سنفور المفكر" تشبه تروتسكي الماركسي البارز وصاحب النظرية الشيوعية المعروفة باسم التروتسكية- كما أن شخصية "شرشبيل" عدو السنافر مرسومة بطريقة فنية توحي بأنه يهودي كما أن إطلاق اسم "آزرايل" اليهودي علي قطه الأحمر الشرير الذي يدعي "هرهور" في النسخة العربية، يعد نوعا من معاداة السامية، وحتي القصة التي يتحول فيها السنافر للون الأسود عند إصابتهم بأحد الأمراض لها مدلول استعماري. وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن الكتاب قد أثار غضب محبي ومتابعي السنافر حول العالم والذين رأوا أن الكتاب يحوي تأويلا يحمل الشخصيات الكارتونية البسيطة ما لا تطيقه مشيرين إلي أن تلك المبالغة تعد ظالمة لتلك القصص الخيالية التي تحمل العديد من القيم الحميدة والدروس الأخلاقية المفيدة للأطفال من أبرزها التعاون والتعامل بروح الجماعة فهناك العديد من الشخصيات مختلفة الطباع مثل "سنفور المفكر" و"سنفور الأكول" و"سنفور الحالم" و"سنفور الكسول" و"سنفور الشاعر" و"سنفور الرسام" و"سنفورة الجميلة" و"سنفور المغرور" و"سنفور الغضبان"، الذين ينصهرون جميعا في عالمهم علي اختلافهم وهو ما يعكس العديد من القيم النبيلة للأطفال من مختلف الثقافات.