ربما هذا العنوان سوف يجد من يقول ومتي ابتعد الدكتور "أحمد زويل" عن مصر؟ فالدكتور زويل في المقولة السائلة الثانية افتراضاً، منذ أن حصل علي "جائزة نوبل" وهو شبه مرتبط ارتباطًا وثيقًا ودائمًا وحاول مراراً أن يكون له قاعدة في مصر، وقد استطاع أن يقيم هذه القاعدة في عقول وقلوب المصريين، دون القائمين علي إدارة شئون البلاد ! وذلك لأسباب عديدة لا مجال لذكرها في مقالي هذا، فهي معلومة للداني والقاصي والمهموم بالشأن العام. ولكن القائل لعنوان هذا المقال بأن "د. أحمد زويل" قد عاد إلي مصر ، فهذا يؤكده وجوده والترحيب به بشدة وبقرارات سيادية فورية معبرة عن إرادة ورغبة المصريين، فكل الأحداث أو بعضها التي تتم اليوم بعد ثورة 25 يناير والتي أكدت حق الشعب في إدارة مستقبله وتحقيق رغباته وطموحاته عبر وسائل عديدة أولها ، أن نضع "عقداً اجتماعياً" جديداً يحدد لشعب مصر طريقه دون تهديد أو ضغوط تأخذ هذا الشعب إلي ما لا يرضيه، وما لا يطمئنه علي مستقبل أولاده وأحفاده وأجياله القادمة، وهذا أيضاً يرتبط ارتباطا وثيقًا بعودة مثل الدكتور "زويل" إلي "مصر"!! لكي ينشئ قاعدته العلمية التي حَِلمَ بها ووضع لها مجموعة من الأسس. وتحدث عنها في كثير من المنتديات، وخط فيها كتبًا ومقالات، وأصبح للدكتور "زويل" محبون مريدون، ليس فقط لشخصه ولكن لإرادته في التغيير وفي اللحاق بركب العلم الذي فقدناه، بل فقدنا فيه زمناً طويلاً، كان بالإمكان ألا نفقده، لو كانت هناك إرادة سياسية مرحبة بمجيئه إلي مصر، عقب حصوله علي جائزته الدولية، ورغبته في أن يأخذ بيد وطنه الأم للعلو والازدهار!! عاد"د. زويل" إلي مصر ويسرت له الإرادة السياسية والإدارية في البلاد ومهدت له كل ما كان عائقًا أمام تحقيق الحلم. ولكن الدور المطلوب الآن هو أن تقوم الجهات العلمية المصرية والإرادة الحديدية للدكتور "زويل" بالتوافق والتعاون والتقدم باقتراحات مدعومة بالواقع والمتاح من إمكانات لإطلاق شرارة البداية لإنشاء هذه القاعدة العلمية. دون تحميل هذه الفكرة وهذه البداية بمشاكل فئوية موروثة من النظام السابق، وبمعني أدق أي لا معني أن يتحمل الدكتور "زويل" إيجاد حلول لجامعة النيل، ومشاكلها وطلابها ، وإدارييها، وأعضاء هيئات تدريسها ، حتي بعد قرار ضم الجامعة إلي مؤسسة الدكتور "زويل العلمية". فكل المشاكل السابقة لها من يقم بحلها ، ووضع أطر قانونية وتعويضية للمضارين من الحديث في الأمر، وهو ضم الجامعة إلي المركز الجديد، ليس من العدل أن يبدأ مشروع "د. زويل" بمشاكل لا يد له فيها، ولا حق لأحد بأن يحمله إيجاد حلول لها. ولتكن عودة "د. زويل" إلي مصر (المتأخرة نسبياً) عودة للحق الضائع من الشعب منذ أكثر من عشر سنوات أو أقل!!