استثمار الثورة في عالم النشر بلا حدود، قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة اقتنص الاحتفال بثورة 25 يناير في معرض خاص وكتب، وتصدرت لقطة لاحتشاد الملايين بالأعلام المصرية في ميدان التحرير غلاف الكتالوج الفصلي الذي يصدر عن القسم ويعرف بإصداراته لهذا الربيع. كان مقررا أن يتم تدشين المعرض الفني والكتب خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ألغي لاندلاع الثورة، باتت كتب الثورة الطابع الأكثر توقعا في عالم النشر في مصر، أما المفارقة في حالة الجامعة الأمريكية هو ما يبدو أنها استبدلت كتب الثورة بكتاب كان سيصدر لسوزان مبارك عن حفيدها الراحل بعنوان "اقرأ لي كتابا" بعد أن سبب اندلاع الثورة قبل يومين من طبع الكتاب في موقف حرج لإدارة قسم النشر لا يحسدون عليه. الصورة الناطقة هي البطل الأول في ثلاثة كتب عن الثورة المصرية صدرت مؤخرا عن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة وكان ميدان التحرير هو بطلها الثاني، الكتب هي: "ميدان التحرير.. قلب الثورة المصرية" للمصورة السويدية مي كروندال و"رسائل من التحرير.. علامات من ثورة مصر" للمصورة المصرية كريمة خليل وأخيرا "الطريق إلي التحرير" بمشاركة ستة مصورين شباب. يبدأ تعريف الناشر بكتاب "ميدان التحرير" بتلك الديباجة "لم يكن أحد يتوقع أن تتطور المظاهرات إلي ثورة تذهل العالم، لقد أصبح ميدان التحرير القلب النابض للثورة، مركزها، مصدر قوتها ودفعها للحياة، وروحها، الروح المسالمة الشاملة المبدعة والعازمة"، تجمع مي كروندال وهي صاحبة كتاب آخر صدر من قبل عن رسوم الجدار والانتفاضة في غزة إلي جانب صورها شهادات حية من قلب الميدان. الانفعال باللحظات التاريخية التي شهدتها مصر منذ 25 يناير وطوال 18 يوما كانت السمة الغالبة علي لغة هذه الكتب، يكتب أيمن محيي الدين الذي قام بالتعليق والتقديم لصور كروندال عن الصورة الذهنية والرمز الذي حفرته ثورة يناير للميدان الأشهر في القاهرة، يقول أن الميدان لم يكن قبل اندلاع الثورة اسما علي مسمي في يوم من الأيام، فأين كانت الحرية والتحرير من ميدان دائم الازدحام ويضم مبني "مجمع التحرير" الذي يعكس في نظر أيمن النموذج المثالي للبيروقراطية المصرية. نوال السعداوي تظهر في كتاب كروندال عن ميدان التحرير كشاهدة علي ثورة لم تر مثيلا لها من قبل، حتي أنها في نظر السعداوي تفوق في الحجم ثورة 1952 وحتي غضب الشعب بعد هزيمة 1967. تقول الناشطة المثيرة للجدل دائما في شهادتها عن ثورة 25 يناير 2011 أنها حققت أحلام طفولتها أمام عينيها، هي ثورة علي حدود الجيندر أو النوع والدين والطبقات الاجتماعية. الطريف ما تكشف عنه السعداوي أنها كانت تأتي إلي الميدان وتغادره يوميا أيام الثورة علي "موتوسيكل". وأخيرا تري أن تلك التجربة الفريدة من شأنها التأثير علي روح كتابات السعداوي فيما بعد، الأدبية والسياسية بالتأكيد. إلي جانب السعداوي هناك الروائي علاء الأسواني الذي تقول شهادته عن الميدان بأنه رأي مصريين جددًا مغايرين لما اعتاد لرؤيتهم يوميا قبل إندلاع الثورة. أما عمرو موسي فيبوح لجروندال بأنه لم يكن ليتخيل ما حدث، وأن ثورة 25 يناير يسميها "ثورة التحرير" ستخلد في التاريخ بوصفها انتصارًا لإرادة الشعب، والجذر العريق الذي سينبت مصر جديدة في المستقبل. مع شهادات أخري لصحفيين ونشطاء وأستاذة جامعات تأتي شهادة الكاتب الصحفي خالد البلشي من كلمتين "حسنتك الوحيدة يا مبارك أنك جعلتنا نحب بعضنا البعض". تلتقط كريمة صورا لرسائل ميدان التحرير، تلفت إلي الشعارات واللافتات والنكات التي تباري المعتصمون والثوار في اختراعها ومن أطرفها "عارف ليه حسني عدي الثمانين علشان مبيتعلجشي في التأمين"، "كل شيء بالخناق إلا المريسة بالاستفتاء"، أما أكثر اللقطات سخرية هي لأحدهم حاملا "قلة" ليكسرها وراء مبارك كما تقول الأمثولة الشعبية. "من قنابل الغاز حتي قنابل النكتة" بهذا التصور التقطت عدسات كل من شريف سيف وعمر عطية وتيمونثي كالداس ورحاب خالد وزي مو ومنير الشاذلي صورا لأحداث بارزة من ثورة 25 يناير في مناطق مختلفة من القاهرة، وبالأخص داخل ميدان التحرير، وجمعوها في كتاب "الطريق إلي التحرير" الذي يسجل لحظات قلما ركزت عليها وسائل الإعلام خاصة الحكومية ومنها معركة الجمل ولحظات الفرحة التي عمت الميدان مع إعلان تنحي مبارك.