مره ثانية وثالثة أكتب عن مشروع تطوير أرض معارض وقاعة مؤتمرات مدينة القاهرة تلك المعروفة بهيئة المعارض الدولية وقاعة المؤتمرات، واللتين انضمتا إلي هيئة واحدة تابعة لوزارة التجارة والصناعة والتي يتولي حقيبتها الوزارية الآن الأستاذ الدكتور "سمير الصياد"، ويتولي شئون هذه الهيئة المهندس "شريف سالم" ، هذه المؤسسة الوطنية كانت تنقسم إلي هيئة معارض نقلت إلي مكانها الحالي من أرض الجزيرة بالزمالك عام (1979)، عقب أن صدر قرار جمهوري بذلك حيث كان قد تم إنشاء هيئة المعارض في منطقة العباسية علي طريق المطار (شارع صلاح سالم) أو ما يعرف اليوم (بشارع العروبة)، وكان المشروع قد تكلف حتي إتمام إنشائه عام (1961) حوالي (18 مليون جنيه) وتوقف عليه استكمال مشروع نقل هيئة المعارض من أرض الجزيرة إلي الموقع الجديد لظروف حرب 1967 وما تلاها من استعدادات أهم، وحيث كان لا يوجد بشر في هذه المنطقة وكان من يرتاد شارع (صلاح سالم) في هذه الحقبة الزمنية يحتاج (المزاملة) أو (صحبة) حيث المكان يطلق عليه أنه (مقطوع)، أي لا توجد حياة في هذه الصحراء, حيث "أرض المعارض"، "وإستاد القاهره" وأيضاً "مظلة العرض العسكري" حيث يوجد الآن النصب التذكاري للجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل المرحوم "محمد أنور السادات"، وبعد نقل هيئة المعارض علي يد المرحوم الأستاذ "فاروق البكري" رئيس هيئة المعارض والمهندس "كمال عبد السلام" مديرها العام إلي مكانها الحالي ومع تطور الأحداث،إزدادت العشوائيات داخل منطقة (أرض المعارض) حيث تم تأجير مساحات ثابتة مثل مركز تنمية الصادرات (1000متر) وجهاز حماية الملكية الفكرية (1000متر) وجمعية العاشر من رمضان (3000 متر) والسادات (3000 متر) وصناع أثاث دمياط (6000 متر) وتاكي (2000متر) ووزارة الزراعة (4000 متر) وحوالي (25 ألف متر) لعدد (88) محلا لبيع منتجات دمياط أي تم إهدار حوالي (41 ألف متر) لتبقي لهيئة المعارض الدولية حوالي (87ألف متر مربع)، لا تسمح أبداً لإقامة معارض دولية متخصصة علي سبيل المثال وليس معرض عام شامل يمكن إطلاق معرض دولي عليه، حتي أن جاء القرار بضم هيئة المعارض إلي قاعة المؤتمرات الدولية، واتخاذ قرار بضمها وإنشاء معرض دولي ضخم وضم قاعة المؤتمرات الدولية والربط بينهما (بقطار طائر) وكذلك محطة مترو أنفاق من الدرجة الأولي، وأنفاق بين المنطقتين (المعارض والمؤتمرات) وإنهاء التكدس المروري السطحي في المنطقة، ورست عملية وضع التصميمات علي فنانة تشكيلية عالمية "زاهية حديد" وبدأت الدراسات وكذلك تم رفع المخلفات وإنهاء العشوائية لمسطح (412 ألف متر مربع ) وهدم ما تم من منشآت غير متوازنة مع المشروع القديم أو حتي الجديد، إلي أن قامت الثورة في (25ينارير 2011) وظهرت الأصوات المعارضة لإنشاء هذا المشروع في هذه المنطقة مرة أخري. سؤال هل نستكمل المشروع كما قدر له في النظام السابق أم نتوقف لأخذ الأنفاس وإعادة الدراسة وتنقية الأفكار من بعض التسرع الذي تم في عصر، كانت الإرادة السياسية هي التي يتم تنفيذها دون الأخذ في الاعتبار الرؤي الفنية المتخصصة والرؤي الاجتماعية المهتمة بشئون السكان وحركتهم والمرور ومستقبله في ظل قيام مثل هذا المشروع، وهنا وفي ظل وزارة جديدة لتسيير الأعمال، وليس لتوقيفها،ومع وزير أكاديمي محترم مثل الدكتور "سمير الصياد" ونشط جداً يتولي إدارة المشروع، وهو المهندس "شريف سالم" ومحافظ جديد يأتي من خلفية أكاديمية وخبرة فنية عالية في المشروعات القومية الدكتور "عبد القوي خليفة " أعتقد بأن بمشاركة فنية من المهتمين بالشأن العام سواء معارضة أو مع إقامة المشروع سوف نصل من خلال النقاش إلي ما يخدم مصر أولاً!! من خلال المتاح من إمكانات، ومن رؤية في عدم إهدار المال العام المنصرف علي ما تم في المشروع، ورؤية اختصار مهام المشروع في منطقته وتصور لإقامة مشروع أكبر في منطقة أخري واعدة!