علي هامش زيارة الرئيس الفلسطيني استقبل أبومازن في مقر إقامته وفدًا يضم نقيب الأشراف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ثم استقبل في المساء الدكتور «رمضان شلح» الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ونائبه «أبوطارق» واستغرق اللقاء ساعتين وهو اللقاء الثاني الذي يجمع بينهما في القاهرة علمًا بأن من المعروف أن مقر إقامة الأمين العام للجهاد الإسلامي في دمشق، وأن هذا التنظيم يرتبط بعلاقات وثيقة الصلة بإيران وأنه مقرب جدًا من حركة «حماس» ومن رئيس مكتبها السياسي «خالد مشعل». وجري في هذا اللقاء استعراض مرحلة ما بعد المصالحة الفلسطينية، ورغم أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت ولاتزال رفضها للمشاركة في الانتخابات أو في الحكومة الفلسطينية فإنها مع ذلك أعلنت علي لسان أمينها العام الدكتور رمضان شلح «أبوعبدالله» تأكيدها الاعتراف والالتزام بالرئيس محمود عباس «أبومازن» وتأكيدها أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج الأراضي الفلسطينية. يعتقد أن الدكتور رمضان شلح يقوم بدور وساطة ناشطة بين الرئيس أبومازن وخالد مشعل المقيم في دمشق الذي تواجه حركته (حماس) موقفًا صعبًا في الظروف التي تمر بها سوريا الآن.. لأن بقاء النظام الحالي في سوريا قد يؤدي إلي تعقيد العلاقة مع حماس بسبب ترددها في مناصرة النظام السوري في حملاته الدموية المستمرة لقمع ثورة الشعب في سوريا، وإذا تغير النظام فإن الشعب السوري لن يقبل استمرار العلاقة مع حماس باعتبار أنها كانت حليفًا لبشار الأسد طوال الفترة الماضي. يذكر أن المكتب السياسي لحركة حماس قد انعقد أمس في دمشق لبحث انفجار الخلافات التي خرجت للعلن ما بين القيادي في حماس محمود الزهار المقيم في غزة وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي المقيم في دمشق علي ضوء التصريحات العلنية التي هاجم فيها الزهار كلمة خالد مشعل أثناء الاحتفال بالتوقيع علي المصالحة في القاهرة التي أكد فيها موافقته علي إعطاء فرصته للمفاوضات في المرحلة المقبلة. وشدد الزهار علي أن قيادة حماس في غزة وليست في دمشق وقال بالحرف: «إن القيادة حيث يسيل الدم» ولم يحضر الزهار اجتماع المكتب الذي انعقد أمس في دمشق ويعتقد أن هذه التفاعلات في حماس سوف تنعكس علي الوضع الفلسطيني الداخلي، كما ستنعكس علي حركة الإخوان المسلمين في مصر باعتبار أن حركة حماس حسب نص ميثاقها هي فرع من فروع حركة الإخوان المسلمين. كان الرئيس أبومازن قد أنهي زيارته للقاهرة التي استغرقت يومين مغادرًا إلي إيطاليا ومنها إلي السودان، في سعيه لتأمين اعتراف مزيد من الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 67 عندما تتقدم منظمة التحرير إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، بطلب الاعتراف باستقلال الدولة الفلسطينية وانضمامها كعضو بالأممالمتحدة خاصة بعد أن عارض الرئيس أوباما علنًا توجه أبومازن لانتزاع هذا الاعتراف من الأمم المتحد منحازًا بذلك إلي الموقف الإسرائيلي.