في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من إبريل الحالي قضت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات "كفر الشيخ" برئاسة المستشار "السيد عبد المطلب سرحان" وعضوية المستشارين "محمد أبو الفتوح الحنطور" و"عادل علي ماهر" وأمين السر "محمد صبحي"، هذه الدائرة المحترمة ، قضت في حكم تاريخي علي أحد أبشع الجرائم، بالإعدام شنقاً وبإجماع الآراء وللمرة الثانية لعشرة متهمين والحبس 15 سنة للمتهم الحادي عشر (الحدث). هذا الحكم التاريخي كنت قد كتبت عنه تحت عنوان "حكم إعدام واجب"، وحق، ومنذر بالعدل، في نفس العمود يوم (12 مارس 2009)، حيث جاء هذا الحكم الابتدائي الذي نطق به في حينه، المستشار "مختار السيد شلبي" وهيئة محكمة المستشارين "سمير علي سند" و"إبراهيم عبد الحي" والأمين "غيث عبد الصبور" - بنفس قاعة المحكمة الذي أصدرت فيه الحكم النهائي المشار إليه في بداية مقالي. ونعود لقصة المحاكمة حينما، هاجم عشرة أفراد (شباب أو يدعون رجالاً) إحدي الشقق السكنية واقتادوا سيدة المنزل وعمرها لا يزيد علي تسع وعشرين عاماً وكأن الحادثة جزء من فيلم (امرأتان) للإيطالية المشهورة "صوفيا لورين" أثناء الحرب العالمية الثانية، فيلم من أفلام الأبيض والأسود العالمية (الهوليودية)ذ ظل مؤثراً في الحياة، عشرات السنوات، ونتذكره حتي اليوم بحالة من (القرف) والإنكار للصفات اللإنسانية! أما هذه الحادثة الحقيقية المصرية (الكفرشيخية)، هي صورة طبق الأصل "لهمجية" بعض "البلطجية"، وتعديهم علي مفاهيم الحياة الإنسانية والحرية، بل الأكثر من ذلك كسر حاجز الأمن النفسي في المجتمع كأننا في حالة حرب، هاجم هؤلاء الذئاب الشقة واقتادوا (سيدتها) إلي منطقة زراعية وتم ذلك في وضح النهار، وتحت تهديد السلاح، وتناوبوا جميعاً اغتصابها، حتي المراهق (الحدث) تدرب معهم هو الآخر علي التعدي علي أنثي رغماً عنها، شيء لا يمكن قبوله أو تصديقه، حتي في الأفلام الواقعية لم يستطع مخرج مثل "صلاح أبوسيف" في مصر أو "فيلليني" (الإيطالي) أو ذلك الفنان الذي أخرج مسلسل (رأي عام) للفنانة "يسرا" وزميلاتها، لم يستطع الفن السابع أن ينقل ذلك الإحساس الضاغط علي كل مشاعر الإنسانية، حيث من تابع هذه القضية (كسيناريو) ، امراة في بيتها تعمل علي إنهاء شئون منزلها (داخل المنزل)، يتم الهجوم عليها من عشرة أشخاص، لكي يقتادوها إلي المزارع ويتم الاعتداء الجنسي عليها بالتناوب، وشهد علي الواقعة كل الجيران، الذين حاولوا منعه، إلا أن عملية إرهابهم تمت بإطلاق أعيرة نارية، وكان الحكم الصادر يوم (5 مارس 2009)، بإعدام العشرة (البلطجية) الذين تضامنوا واقترفوا هذه الجريمة وخمسة عشر عاماً (للحدث المراهق) ، تم تأييد هذا الحكم يوم (26 أبريل2011)، هذا الحكم المؤيد للحكم السابق يستحق للوقوف له وتعظيمه، وتعميم خبره في كل وسائل الإعلام، بل إنني قد طالبت في مقالي منذ عامين بضرورة بثه علي الهواء مباشرة، حتي ولو تم خلسة، كما تم بث إعدام "صدام حسين" في العراق! إن كان هناك قانون يمنع (البث) فأرجو أن يستطيع أحد أن يسرب تسجيل لحالة الإعدام لعرضه علي الشبكة الإلكترونية الاجتماعية، حتي تكون العظة والعبرة للعقول المخدرة، وللبلطجة الهادمة للمجتمع، نرحب بهذا الحكم ونقدر السادة المستشاريين المصدرين له وللمحكمة المحترمة في "كفر الشيخ"!