وصل وفد ميليشيات الحوثى والمخلوع صالح صباح أمس إلى جنيف تمهيدا لانطلاق المؤتمر الذى تأخر لأكثر من 24 ساعة، ويستمر الجدل حول التمثيل فى مشاورات جنيف، حيث أفادت مصار فى الوفد اليمنى أن الميليشيات أرسلت وفدا من 22 شخصا، لكن المحدد وفق لدعوة الأممالمتحدة 7 ممثلين عن كل طرف من أطراف لقاء جنيف، وهما الحكومة الشرعية والانقلابيون. وكان وفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح ماطل مرارا محاولا إفشال اللقاء، سواء عبر مطالبات برفع عدد المشاركين إلى 41 شخصا، أو إلى رفض الصعود للطائرة الأممية بسبب توقفها فى جيزان. وبعد أن أعلن أن اللقاء سيجمع وفد الحكومة الشرعية مع المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح ، رفض الحوثيون المشاركة فى لقاء يحمل هذه الصيغة، مطالبين بتوضيح أممى عن مكونات سياسية تشارك فى جنيف. وقام إسماعيل ولد الشيخ باصدار بيان أرضى الحوثيين بعد إشارته إلى «مكونات سياسية مشاركة»، وهو ما آثار احتجاج الوفد الحكومي، لكن يبدو أن المنظمة الدولية أرادت جمع طرفى الأزمة بأى شكل من الأشكال وربما رأت فى تعديل المسميات إنقاذا للموقف، وتحسب هذه الخطوة لولد الشيخ الذى صمم على جمع الأطراف اليمنية رغم المخاض العسير. فى سياق متصل، اعترف تنظيم «القاعدة» فى اليمن بمقتل قائده ناصر الوحيشى نتيجة استهدافه بطائرة دون طيار فى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية، وتم تعيين قاسم الريمى وكنيته «أبى هريرة» القائد العسكرى لتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب بديلا عنه. ويمثل رحيل الوحيشى ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة، والتى كان يمثل رجلها الثاني، باعتباره قائدا لأحد أفرعها الأكثر نشاطا على الإطلاق، كما كان مساعد لزعيمها الراحل أسامة بن لادن. فيما وصفت صحيفة «وول ستريت الجورنال» الأمريكية الوحيشى ب«مهندس عمليات القاعدة باليمن»، مشيرة إلى دوره البارز فى كل عملياتهم هناك. «الوحيشي» هو جهادى يمنى الجنسية كنيته «أبى بصير»، وعمره 35 عاما، تولى زعامة فرع القاعدة باليمن عام 2007 وتمكن من توسيع عملياته، مستغلا ضعف السلطة اليمنية المركزية وبعدها بعامين فقط تولى زعامة فرع التنظيم بجزيرة العرب بعد أن اندمج فرعا تنظيم القاعدة اليمنى والسعودي. بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011، أعلن الوحيشى ولاءه لخليفته أيمن الظواهري، ووردت أنباء عن مقتله بنفس العام ولكن القاعدة نفتها. وتنظيم «قاعدة الجهاد فى جزيرة العرب» مدرج على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافأة لمن يرشدها إلى ثمانية من قادته وبينهم الوحيشي. قتل 11 من مسلحى ميليشيات الحوثى وأصيب العشرات فى مواجهات مع المقاومة الشعبية فى محافظة مأرب فى وقت نفت قيادات المقاومة الشعبية المزاعم الحوثية بالسيطرة على بعض المناطق هناك. فيما شن طيران التحالف 7 غارات على مواقع ميليشيا الحوثى فى منطقة الجفينة غرب مأرب، واستأنف التحالف قصف مخازن الأسلحة وتجمعات ميليشيا الحوثى شمال صنعاء وفى محافظة شبوة جنوب اليمن. وسيطرت المقاومة الشعبية على مقر المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه المخلوع صالح والذى اتخذه المتمردون مركز عسكرى وسط تعز، حيث حققت المقاومة الشعبية تقدما لافتا إثر معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثى وصالح التى واصلت قصف المدنيين بشكل عشوائى فى مناطق عدة بالمحافظة.