منال عوض: إزالة أدوار مخالفة لرخص البناء ومصادرة مواد البناء واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين    لليوم ال 5.. التموين تواصل صرف المقررات و المنافذ تعمل حتى 8 مساءً    محافظ جنوب سيناء يبحث مع صندوق التنمية الحضرية تعزيز مشروعات الإسكان والمرافق    الفيومي: 7.6% نموًا في التبادل التجاري المصري الأوروبي.. والصادرات تقفز إلى 7.57 مليار دولار    منال عوض تؤكد: وزراء البحر المتوسط يجددون التزامهم بحماية البيئة البحرية والساحلي    وزير الكهرباء: تعظيم مشاركة القطاع الخاص بمجالات الإنتاج والتوزيع واستخدام التكنولوجيا لدعم استقرار الشبكة    القاهرة الإخبارية: جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف رفح وحي التفاح شرق غزة    لقاءات ثنائية مكثفة لكبار قادة القوات المسلحة على هامش معرض إيديكس    قرعة كأس العالم 2026.. منتخب مصر فى مواجهة محتملة ضد المكسيك بالافتتاح    ماكرون يدعو لزيادة الضغوط على روسيا ولموقف موحد أوروبي أمريكي بشأن أوكرانيا    يلا شوووت.. مباراة عمان والمغرب اليوم: موعد قوي وحاسم في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    الأهلي يلتقي «جمعية الأصدقاء الإيفواري» في افتتاح بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات    سلوت: محمد صلاح لاعب استثنائي وأفكر فيه سواء كان أساسيًا أو بديلًا    الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء بالسويس    "Cloudflare" تعلن عودة خدماتها للعمل بكامل طاقتها مجددًا بعد انقطاع عالمي واسع النطاق    العثور على جثة طفلة مجهولة الهوية بالترعة الإبراهيمية فى سمالوط بالمنيا    بدءًا من الغد.. منخفض جوى وعواصف رعدية وثلوج فى لبنان    فيلم السماء بتقع يشارك في مسابقة الأفلام المصرية بمهرجان القاهرة للفيلم القصير    حفل لفرقة "كايرو كافيه" بدار الأوبرا الأحد المقبل    محافظ الجيزة: توريد 20 ماكينة غسيل كلوي ل5 مستشفيات بالمحافظة    قافلة طبية بقرية أبو عدوي في دمياط تقدم خدمات مجانية لأكثر من ألف مواطن    مصر تستضيف النافذة الثانية من تصفيات كأس العالم للسلة    وكيل الجفالي يوضح حقيقة شكوى اللاعب لفسخ عقده مع الزمالك    جهاد حسام الدين تنضم إلى مسلسل عباس الريّس في أول تعاون مع عمرو سعد    وكيل تعليم القاهرة تشارك بفعاليات لقاء قيادات التعليم ضمن مشروع "مدارس مرحبة ومتطورة"    الداخلية تستحدث شهادة المخالفات المرورية الإلكترونية بديلاً للورقية    تفاصيل القصة الكاملة لأزمة ميادة الحناوى وحقيقة لجوئها ل AI    ضبط 1200 زجاجة زيت ناقصة الوزن بمركز منفلوط فى أسيوط    خرست ألسنتكم داخل حناجركم    طريقة عمل السردين بأكثر من طريقة بمذاق لا يقاوم    الحصر العددي يكشف مفاجآت في انتخابات دائرة إمبابة.. مرشح متوفى يحصل على الترتيب الرابع وأصوات إيهاب الخولي تتراجع من 22 ألف إلى 1300 صوت    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب (بث مباشر)    بعد إطلاق فيلم "أصلك مستقبلك".. مكتبة الإسكندرية: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    مصر ترحب باتفاقات السلام والازدهار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقعة في واشنطن    كأس العرب - وسام أبو علي يكشف حقيقة مشاركته مع فلسطين في البطولة    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    إعلام إسرائيلي: انتحار ضابط في لواء جفعاتي بسبب مشكلات نفسية    حوكمة الانتخابات.. خطوة واجبة للإصلاح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    الأنبا رافائيل يدشن مذبح الشهيد أبي سيفين بكنيسة العذراء بالفجالة    بوتين ومودي يبحثان التجارة والعلاقات الدفاعية بين روسيا والهند    طارق الشناوي: الهجوم على منى زكي في إعلان فيلم الست تجاوز الحدود    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    30 دقيقة تأخير على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 5 ديسمبر 2025    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    محافظ المنيا يشهد فعاليات الندوة التثقيفية ال91 لقوات الدفاع الشعبي    الدفاعات الأوكرانية تتصدى لهجوم روسي بالمسيرات على العاصمة كييف    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بشير عبد الفتاح ل كلمة أخيرة: الناخب المصري يعاني إرهاقا سياسيا منذ 2011    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد العجمى النسخة الشيعية فى مصر لمالك ابن الأشتر المتهم بقتل الخليفة عثمان بن عفان
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 01 - 06 - 2015

لا يخلو تراث الشيعة فى مصر من الشخصيات المثيرة للجدل والتى دائما ما يؤكدون أنها جزء من تاريخهم الذى يحاول خصومهم أن يسلبوه ويحرفوا مفرداته تحت دعوى التعصب والعنف ومن أشهر الشخصيات التى يقدسها الشيعة ويحجون إليه فى مصر «مالك ابن الاشتر» الذى عد من الشخصيات البارزة التى شاركت فى قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وهو ما ينكره الشيعة.
«السيد العجمى» هو الاسم المعروف «لمالك ابن الأشتر» ويعتبرونه أحد الأئمة الصالحين ولا يهتمون كثيرا بالأشخاص الذين يأتون فى مجموعات عديدة ويزورون ضريحه للتبرك والصلاة والتغنى ببطولاته وانتصاراته بل وتصوير محاسنه حتى وإن كانت «الأشتر» الذى يعد مفخرة له لأن إحدى عينيه شُتِرَت – أى شُقّت – فى معركة اليرموك وأن شجاعته وبطولاته استمرت بجانب الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، بل ويتهمون المؤرخين بالتقصير فى توثيق أخباره مما جعله عرضة للنسيان وكأنه يدفع ثمن تعصبه للإمام على.
والشيعة لا يكفون عن تصوير مالك بن الحارث الأشتر النخعى بأنه الأسطورة الشعبية الأبرز لهم فى مصر إلى جانب آل البيت بالطبع، ولا يكفون عن ذكر بطولاته وشجاعته والتى بدأت بإسلامه فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم من انتمائه إلى قبيلة يمنية عريقة، وقد بايع على بن أبى طالب وتبعه فى حروبه ضد معاوية وكان قائد الجناح الأيمن فى معركة الجمل وابلى بها بلاء حسنا وكان من أخلص أصحابه ولذلك قال عنه «مالك وما أدراك ما مالك» وهو ما دفعه إلى إرساله إلى مصر كوالٍ عليها ولقتال عمرو بن العاص وطرده منها ولكن معاوية بن ابى سفيان قام بإرسال أحد الأشخاص إليه وقام بدس السم له فمات على الفور وبعد استشهاده حزن عليه أمير المؤمنين على وقال «جزى الله مالك خيراً، كان عظيما مهابا، أكبر من الجبل، وأشد من الصخر، والله لقد تزلزلت بموته عالم وأمة، وفرح بموته عالم وأمة، فلمثل مالك فلتبك البواكى».
وعقب وفاته أختلف حول مكان دفنه فبعض المؤرخين أكد على دفنه فى القلزم «بورسعيد» والعديد منهم أكد على دفنه فى حى المرج وبالتحديد فى قرية «القلج» احد أحياء منطقة المرج والتى تعد المدخل الشمالى الشرقى لمدينة القاهرة والمدخل الجنوبى لمحافظة القليوبية وتم اختيار هذا المكان لبعده عن الفسطاط العاصمة ومقر الحكم آنذاك حتى لا يتم العبث بالقبر من قبل عمرو بن العاص والى مصر فى ذلك الوقت وأنصاره.
«روزاليوسف» بدأت رحلة البحث عن مالك بن الأشتر المقام أو المسجد من منطقة المرج وعند سؤال المتواجدين بالمنطقة لم تصل إلى إجابة أو حتى معرفة بالشخص وبعد عدة محاولات فاشلة وجهنا أحد الأشخاص بمحطة مترو المرج القديمة إلى مدير إحدى الورديات بالمحطة والمقيم بالمنطقة وعندما توجهنا له بالسؤال عن المسجد قال لنا «تقصد ضريح سيدى العجمى هو معروف عندنا بكده محدش يعرف مالك بن الأشتر ده أوصل محطة المرج الجديدة وأركب عربيات القلج الجبل الأصفر وهو فى منتصف الطريق مقام السيد العجمى قول كده عشان مفيش حد عارف مالك بن الاشتر ده» وعندما توجهنا إلى موقف سيارات الأجرة لم يعرف أحد مسجد الأشتر وعندما قلنا «سيدى العجمى رد سائق السيارة الأجرة «اركبوا معايا هخليكم تنزلوا قدامه» السائق الذى يعمل على الخط منذ 20 عامًا على حد تعبيره لا يعرف مسجدًا أو ضريحًا باسم مالك بن الاشتر وانما يعرف فقط مقام «سيدى العجمى».
وعلى مدار 20 دقيقة ولمسافة تقترب من 5كم على طريق المرج –القلج لا تشعر فيها بأى اختلاف عن أى بلدة أو مدينة مصرية أو أى مظاهر للشيعة بخلاف أحد المعارض الشهيرة التى تحمل اسم الإمام العسكرى توقف السائق موجها حديثه لنا «أنزل يا أستاذ مقام الشيخ العجمى أهوه» وعند نزولنا وجدنا سورًا كبيرًا مطليًا باللون الأبيض يمتد لمسافة تزيد على 20 مترًا فى منتصفه بوابة سوداء عملاقة تشبه بوابات قصور الأغنياء فى بلدات الصعيد والدلتا وعلى السور بعض النقوش الدائرية التى لا تدل على شىء مميز بداخله ويواجهه فى الجهة الأخرى مسجد يحمل اسم الرحمن الرحيم وكان الباب العملاق شبه مفتوح وبمجرد دخولنا من البوابة العملاقة وجدنا أنفسنا فى بداية ممر يمتد لمسافة 30 مترًا يتوسط حديقة كبيرة وتعلوه مظلة خشبية تصل بك فى نهايتها إلى مقر الضريح وكأن المقصود من المظلة هو إخفاء من يسير داخل الممر أو عدم إظهار المقام الواقع فى نهايته أو ما يدور بداخله.
ولم نكد نسير لمسافة ثلاثة أمتار من البوابة الحديدية العملاقة فوجئنا بشخص يشير لنا بيديه للعودة مرة أخرى قائلا «هذه ملكية خاصة ولا يجوز لكم الدخول فيها» وعند اعتراضنا على الأمر بالتأكيد على أن هذا المكان مجرد ضريح لاحد الائمة ومن حقنا أن نراه رفض بشدة قائلا «هذه ملكية خاصة أنا مش عاوز مشاكل الأستاذ وائل الإبراشى جيه زيك كده وطلب الدخول أنتم أكيد صحافة وده ممنوع هنا».
وبعد أخد ورد مع من عرفنا فيما بعد أنه خادم المكان وراعيه بدأنا فى التجول فى المكان الذى يعتبر ملكية خاصة لطائفة البهرة على مساحة فدانين فى أرض مصر حيث قامت بشراء المكان وعليه المقام القديم الذى كان عبارة عن غرفة مبنية بالطوب اللبن وكان يكاد ينهار ويندثر وأنفقت عليه ما يقارب 2 مليون جنيه وجعلته تحفة عمرانية هندية متميزة داخل المنطقة فى وسط حديقة بها العديد من أشجار الفاكهة من الليمون والمانجو والعنب والرمان وداخل الحديقة منزل صغير لخادم الضريح وهو من إحدى العائلات الكبيرة فى منطقة القلج ويقوم على خدمته منذ جده الذى خدم مع مالك ابن الاشتر نفسه على حد تعبيره.
وعند النظر الى المقام تصطدم عيناك بقبر صغير على شكل ضريح رخامى صغير على جانب ضريح الاشتر بجوار بابه الخارجى وبالكشف عليه عرفنا أنه لشقيق سلطان البهرة الراحل محمد برهان الدين ويدعى الشيخ يوسف نجم الدين المتوفى فى عام 1407ه وأعلى القبر لوحة رخامية منقوش داخلها «والذين آمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير» وقد تم نقل جثته من الهند بناء على رغبته مما يؤكد على قدسية المكان للطائفة الشيعية الإسماعيلية.
العمارة الهندية بشكل عام هو المسيطر على عمارة المكان فغرفة الضريحة نفسه مربعة الشكل على مساحة تقارب 30 مترًا مربعًا ومكونة من أربعة أبواب وشبابيك علوية (شمالية وجنوبية وشرقية وغربية) وتعلوها قبة على الطراز الهندى مئذنتان صغيرتان أعلى الضريح وتبلغ مساحتها 01-02 مترا.
ويوجد أعلى الباب الرئيسى الخارجى لوحة رخامية تحكى سيرة صاحب الضريح ومكتوب عليها بالنص «هذا مسجد مولانا مالك الاشتر النخعى الذى كان من التابعين بإحسان، الذين وفدوا على النبى صلى الله عليه وسلم وكان من الولاية للوصى عليه السلام الأكيدة وصحة الولاية والعقيدة والعداوة لا عداء الله الشديدة، من لا يقوم أحد فى مقامه لقوته فى ذات الله وشدته على المنافقين الباغين، وجهاده المشهور مع على ابن أبى طالب أمير المؤمنين وهو الذى ولاه مصر فلما وصل مصر لقيه الرجل الذى أرسله معاوية فأنزله وأكرمه ودس إليه السم فمات مالك الاشتر رحمة الله عليه ورضوانه فلما بلغت أمير المؤمنين مولانا الإمام على وفاة المالك الاشتر رضوان الله عليه ورحمته، بلغ ذلك منه مبلغا عظيما وجزع منه جزعا شديدا حتى استبان ذلك فى وجه وقال «رحم الله مالكا فلو كان من الصخر كان جلمودا أو كان من الحديد كان فرندا وما أحسبه قد متنى قدا ولقد هذا المسلمين هذا».
وأسفل اللوحة الرخامية باب خشبى منقوش تدخل منه إلى داخل غرفة الضريح عبر عتبة عالية لتجد الأرض مكسوة بالسجاد الممتاز وجدرانها بيضاء ومزينة بالزخارف والكلمات المذهبة ويقع فى منتصفها تماما القبر المكون من الرخام بالكامل والمكسو بالأقمشة الحريرية الزاهية المنقوشة التى يفوح منها الرائحة الطيبة كدليل على اهتمام خادمه به.
وعندما قمنا برفع القماش عن القبر وجدنا قبرًا من الرخام الأبيض مكونًا من طبقتين فى أعلاه عبارة مفحورة فى الرخام تقول «هذا مقام السيد الجليل والقائد النبيل مالك الأشتر النخعى الشهير بالسيد العجمى من مات غريبا فقد مات شهيداتوفى سنة 37 هجرى»
وبالنظر إلى أعلى الغرفة التى تغلب عليها مظاهر الأبهة والفخامة تجد آية قرانية طويلة مكتوبة بطريق زخرفية على بشكل دائرى على جدرانه الأربعة وأسفلها مباشرة وبشكل دائرى قصيدة عن الامام على كرم الله وجهة وكتبها البهرة الإسماعيليون كدليل على قدسية المكان وأهميته للطائفة والشيعة ونصها كالتالى:
اسمى ذى العرش العظيم عليا ماكنت الانوره الازليا
ان ازعجتك ملمة او كربة ورجوت تنفيسا فنادى يا عليا
الصريح المومنين وحيا اسميا كان الله العلى
أنت يا الله الولى أبن الولى أى خطب فادحا لاينجلى
يدعى حين يا على يا على لافتى الاعلى هكذا اسمعوا فيه من على
أنه والمصطفى المختار فى شيم المختار عديلا يلامحمدا
فقل مولانا على مابه من نطق الكتاب المنزل
القبر يخلو من أى قبة أو تيجان تعلوه فوق قاعدته الرخامية ولكننا اكتشفنا وجود مصحف مخبأ اسفل الكسوة الحريرة وظننا أنه مصحف السيدة فاطمة ولكننا اكتشفنا أن مصحف عادى على الرسم العثمانى وأنه مطبوع فى مطبعة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة برواية حفص عن عاصم ولكن الملفت أنه وقف ومكتوب عليه «وقف لله تعالى الفاتحة الى المغفور له بإذن الله تعالى الحاج محيبس فهد ليج» ومكتوب عليه «الفاتحه إلى روح المرجو من نوره رحمة لله وأسكنه فسيح جناته».
وبجوار القبر توجد لوحة كبيرة مكتوب عليها «زيارة السيد مالك الأشتر النخعى» تعرض فيها سيرته ومكتوب بالنص «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على محمد وال محمد الطيبين،السلام عليكم أيها الشهداء الصابرين ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم أيها الاتقياء الصالحون السلام عليكم يا أنصار الله،السلام عليكم يا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، السلام عليكم يا أنصار أمير المومنين على ابن ابى طالب عليه السلام وأنصار الاسلام وأهله، السلام على من صبر على عظيم البلاء حتى قتل فى سبيل الله وفاز فوزا عظيما فى الدرجات العلى مع الأنبياء والمؤمنين والصالحين فى أعظم مقامهم وأجل ثنائهم،السلام عليك يا قائد جيش أمير المؤمنين المغوار وصاحب البيت البتار والمسلط على المارقين والناكثين والفاسقين والفجار، السلام عليك يا من نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واله فى يده وقلبه ولسانه السلام عليك يا مالك الاشتلر المسموم ظلما وعدونا وصبرا فى سبيل الله ونصرة الحق وأهله لقد والله مع الصابرين المحتسبين غير ناكث ولا حانث لعن الله من قتلك وظلمك واستحل منك المحارم وضاعف عليه العذاب الاليم السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ورزقنا الله موافاتكم مع الصديقين والشهداء والصالحين ومع الصدقين بجوار النبى المختار والائمة الاطهار عليه السلام، والسلام عليكم ورحمته وبركاته».
الحديث مع أقرب الأشخاص معرفة بالمكان يكشف لنا عن العديد من المفاجآت والذى يبدأ حديثه معنا بالقول « ياباشا أحنا حالنا وقف وأنت شايف أهه أنا باكل كشرى وببيع شوية فاكهة أسترزق منها لكن قبل ثورة 25 يناير 2011م كان الحال فل وكنا مهيصين والعيشة حلوة».
وعندما سألناه «إزاى يعنى» قال «قبل الثورة كان بيتعمل هنا كل سنة فى 22 شعبان حفلة كبيرة للبهرة وكانت الدنيا بتتقلب هنا والسلطان بتاعهم جاء 4 مرات وكنا بنسترزق منه ومن الناس اللى بتيجى اما دلوقتى الحال واقف».
وتابع «الحفلة كانت عادية كانوا بيصلوا على سجادات صلاة جيبنها معاهم ويقروا شوية قرآن ويصلوا وبعدين يمشوا لكن كان أمن الدولة متابع الموضوع وكان بياخد أرقام العربيات اللى بييجوا فيها والشارع كان يتقفل لحد ما يمشوا».
عندما سألناه عن جنسيتهم قال «معظمهم من البهرة وبعض الخليجيين وقليل من مصريين بس كانوا دول بيزورو فى غير أوقات وجود البهرة وكنا بنرزق لكن دلوقتى المولد والحفلة واقفة وبقالنا 4 سنين مشفناش حاجة».
وكشف عن أنه بعد الثورة يزور الضريح أعداد قليلة جدا وبعض المجموعات الصغيرة لا تزيد على 5 أشخاص «بييجوا يصلوا فى عشر دقائق ويمشوا والله يا باشا مفيش لطم ولا حاجة زى ما بيعمل الشيعة أنا مشفتش حاجة زى كده».
المثير أنه بعد حصاره بالأسئلة كشف عن أن مجموعات من الإيرانيين جاءت إلى الضريح فى عهد المعزول محمد مرسى «وأنا شفتهم بس كانوا على قد حالهم مش زى البهرة».
وعند سؤاله عن السلفيين أجاب بحزب «ياباشا مفيش حد يقدر يجئ هنا المكان محمى وأى حاجة بنبلغها للامن واحنا هنا عائلات وعائلتنا هى اللى بتحمى الضريح من أيام سيدنا مالك ابن الأشتر وأهل الحته بيجوا يزوروا ومحدش يقدر يهوب هنا».
ليختم حديثه بقوله « محدش بيدخلنا هنا الا بمزاجنا سواء أعلام ولا صحافة وحتى الباحثين».
الغريب أن أهالى المنطقة لا يعرفون مالك ابن الاشتر والمكان بالنسبة لهم مجرد ضريح لاحد الصحابة أولياء الله الصالحين يسمونه الشيخ العجمى على الرغم من أنه مكتوب على سور المقام من الخارج بعد التجديدات «الاشتر».
وقال م.أ صاحب محل فى مواجهة المقام بجوار المسجد «يا باشا ده مقام سيدنا العجمى ومنعرفش مين مالك ابن الأشتر ده أصلا بس فى ناس كتير بتيجى هنا من باكستان والهند بس قلوا اليومين دول بعد الثورة».
وعند سؤاله عن الصلاة فى المكان قال هنصلى فيه ليه ما الجامع بتاع الرحمن الرحيم قدامه آه نصلى فيه وبعدين ده مقام مش ينفع نصلى فيه».
وكشف ص.ح سائق سيارة أجرة عن أن كثيرا ما يرى أتوبسسات كبير لأشخاص غير مصريين ومن جنسيات متعددة تزور الضريح بشكل مستمر قبل الثورة وقال «أما اليومين دول الموضوع قل يا باشا وكلهم من اوزبكستان وهنود بييجوا يزوروا ولم بيكونوا هنا بيقفلوا الدنيا».
وتابع «إحنا عارفين إن المكان له شأن كبير لما بنشوف الهنود والباكستانيين بيزوروه لكن إحنا بالنسبة لنا الموضوع عادى اهو مقام وخلاص».
العاملون بمسجد الرحمن الرحيم المقابل للضريح لا يهتمون كثيرا بالحديث عنه وقال بعضهم «ده مقام زى اى مقام ومالك ابن الاشتر ده منعرفوش ده ضريح السيد العجمى ومن يوم ما أتولدنا وأهلنا بيقولوا ده الشيخ سيد العجمى».
وليد إسماعيل رئيس ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة وآل البيت أكد على انهم يعرفون أن ضريح مالك ابن الأشتر يختفى تحت اسم السيد العجمى ونحن متابعون جميع أنشطته وأن من يترددون على المقام من الصوفية والشيعة ونرفض وجوده.
وشدد على أنه فى حال وجود اى نشاط بارز لهم أو عمليات تشيع فإننا نقوم بإبلاغ الجهات المختصة ولدينا من الآليات التى تمنع انتشار التشيع سواء من هذا الضريح أو غيره.
وحاولت «روزاليوسف» الاتصال بقيادات الشيعة فى مصر لمعرفة وضع الضريح لكنها لم تتلق أى استجابة منه وعلى رأسهم راسم النفيس الذى لم يرد على هاتفه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.