بعد أن قضى 4 سنوات فى نقاشات مع الرقابة على المصنفات الفنية لتمرير فيلمه الذى عانى الكثير لتقديمه على الشاشات انتهت أزمة المؤلف أحمد عاشور مع الرقابة وتم إجازة فيلم «براءة ريا وسكينة» بعد أن أرسلت الرقابة خطابا رسميا برفض العمل وتم اجازة السيناريو عقب الانتهاء من بعض التعديلات البسيطة والتى كان اهمها عدم الافصاح عن اسم أحد قيادات حزب الوفد والذى كان على علاقه بسكينة التى تعد البطلة الرئيسية للفيلم، حيث يكشف العمل الوجه الحقيقى ل«ريا وسكينة» والذى يبتعد تماما عن قصتهم المعروفة لدى الجميع وهى خطف السيدات وذبحهم مقابل الاستيلاء على اموالهم، وتبدأ أحداث الفيلم من خلال احد المخرجين الذين يصدمون فى حياتهم العاطفية ويقرر أن ينشغل بعمله وألا يلتفت الى حياته الماضية ويبدأ فى البحث عن فكرة عمل يطرح من خلاله ريا وسكينة ولكن بشكل جديد ويقرر الذهاب الى الإسكندرية للبحث عن نقطة بداية جديدة فى حياة ريا وسكينة ويتعرف على إحدى الصحفيات التى تجسد دورها الفنانة الشابة «تارا عماد» والتى تعد احد اهم الاسباب الرئيسية فى معرفة المخرج بمطرب سكندرى يطلق عليه «أبوعجوة» ويتقابل معه ويبدأ فى تسجيل حلقات عن حياة ريا وسكينة والتى تبدأ من خلال امتلاكهم لأحد بيوت الدعارة المرخصة والتى تعمل من خلالها سكينة مع الحركة الوطنية فى ذلك الوقت بالإسكندرية وذلك من خلال علاقتها بأحد الضباط الإنجليز فى الإسكندرية والتى كانت تقوم بنقل جميع اخباره الى «محمد خفاجة» الذى يعمل مع احدى قيادات حزب الوفد والذى كان يعمل بالحركة الوطنية قبل اندلاع ثورة 19 وبعد فترة تبدأ ايام الغضب بالإسكندرية ويكتشف الضابط الإنجليزى أن سكينة تتعاون مع هذه الحركة ويقوم بالاتفاق مع «ابراهيم حمدى» نائب مأمور قسم اللبان فى هذا التوقيت بتلفيق قضية اختفاء وقتل سيدات الإسكندرية وبالفعل قامت قوة من قسم اللبان بقيادة الملازم «أحمد أحمد عبدالله» بحملة على أحد البيوت المجاورة لعدد من المقابر وعندما وجد الملازم أحمد أحمد عبدالله عدم وجود أى دليل على ريا وسكينة أمر نائب المأمور الذى كان يشارك فى الحملة بقتله حتى لا يتم الافصاح عن سره وقام احد افراد الامن والذى يدعى «البرقى» بتنفيذ أمر نائب المأمور وقتل الملازم وتم اعداد تقرير عن حالة الوفاة والذى ذكر أن سبب الوفاة ناتج عن اختناق نتيجة رائحة الموتى وتم تكريم الملازم أحمد أحمد عبدالله من الملك فؤاد وتم منحه وسام الواجب الوطنى وهذا ما أكده حفيده «حازم» والذى يعمل بالمحاماة والذى استعان به مؤلف الفيلم ايضا وبعدها يتم تحويل ريا وسكينة الى نيابة الإسكندرية للتحقيق معهما ويتم الافراج عنهما على يد وكيل النيابة «ابراهيم ابو ستت» وذلك لعدم كفاية الادلة وبعدها يتم انتداب رئيس نيابة الجيزة والذى يعد أحد اهم الأعضاء فى الجمعية المصرية البريطانية والتى كانت تؤيد الاحتلال الإنجليزى لمصر واستغل رئيس النيابة صغر سن ابنة ريا والتى تدعى «بديعة» وتقوم بالشهادة الزور لتبرئة والدتها مقابل سجن خالتها وبعد ذلك يصدر حكم بإعدام ريا وسكينة وزوجيهما وإيداع بديعة إحدى دور الايتام وبعدها بعدة اشهر يتم حرق هذه الدار وتتوفى بديعة ويدفن معها السر الحقيقى فى حياة ريا وسكينة وينتهى العمل بجملة من نائب المأمور للضابط الإنجليزى يخبره فيها أن الاخبار التى نشرت فى الصحف والمجلات فى هذا التوقيت قد شغلت الجميع عن أيام الغضب واندلاع ثورة 19 بقضية ريا وسكينة، ومن جانبه اكد السيناريست أحمد عاشور أنه جمع كثيرا من المعلومات وقام ببحث ميدانى استمر 10 سنوات واستدل على فكرته بحقائق تاريخية حتى توصل لحقيقة أن «ريا وسكينة» تم تشويه صورتهما وأنهما بريئتان من جميع التهم التى وجهت ضدهما ووصلت لإعدامهما بينما هما فى الحقيقة أبطال وناضلتا ضد الإنجليز. وقال أحمد عاشور «اريد أن اثنى على دور الرقابة وموقفها على الرغم من رفضها فى البداية دون أسباب واضحة حيث قالوا إن العمل ما هو إلا تزييف للواقع والحقائق على الرغم من أن القضية لو فتحت مجددا امام أى قاض سيبت حكمه فورا ببراءتهما خصوصا مع كمية التناقضات التى يحملها ملف القضية ولم يمنع ذلك الرقابة من التراجع بعد الدراسة والبحث والتدقيق واخذت قرارا جريئا يحسب لها بالتصريح بالفيلم». وأشار عاشور إلى أنه تم التعاقد حتى الآن مع كل من النجمة رانيا يوسف التى ستقوم بدور سكينة وبوسى سمير فى دور ريا كما تم الاتفاق مع كل من أحمد منير للقيام بدور عبدالعال ومحسن منصور للقيام بدور حسب الله وأحمد السعدنى وأحمد فهمى للقيام بأدوار الضابط الإنجليزى ونائب المأمور ومن المنتظر أن يبدأ تصوير الفيلم خلال الأسابيع المقبلة استعدادا لعرضه فى موسم عيد الفطر المقبل وهو من اخراج السورى عبدالقادر الأطرش وإنتاج عبد الله منصور.