إذا كنت تزور أديس أبابا لأول مرة، فربما يشغل تفكيرك كمصرى زيارة مقر السفارة المصرية بإثيوبيا، ويجذبك الاهتمام لاستكشاف مكانها والمبنى الخاص بها، فى ظل الطابع المعمارى البسيط والفقير أحيانا لأغلب المساكن القديمة والتى بدأت الأبراج العالية التى يتم تشييدها تغير بعضا من معالمها. لكن سرعان ما ينتابك شعور بالفخر، عند الوصول لمقر السفارة المصرية بأديس أبابا، فهى مبنى كبير عريق أنشئ بطابع معمارى مميز كقصر كبير وسط حديقة كبيرة بها مختلف أنواع الشجر والزهور ومحاط بسور خرسانى مرتفع، لتشعر فى النهاية أنك أمام مبنى ذى مكانة. المفاجأة أن مقر السفارة الإثيوبية بأديس أبابا له تاريخ كبير يعكس حجم العلاقات التاريخية بين البلدين، فذلك المبنى أنشئ على أرض كانت ملكا للكنيسة المصرية بأثيوبيا تقدر مساحتها بحوالى 35 فدانا، وبمرور الوقت وتداخل المعمار عليها تضاءلت تلك المساحة حتى أصبحت 5 أفدنة. وربما تحزنك صورة المساكن البسيطة التى تحيط بالسفارة المصرية أو المقابلة لها، لكن بمجرد الدخول لها تشعر وأنك فى جزء من أرض مصر، فكل شىء فى محيط السفارة يعكس الروح المصرية من مبان وزراعات. بيت المصريين عبر محمد فتحى إدريس السفير المصرى بأديس أبابا، عن هذه الروح عند استضافته للوفد الإعلامى المصرى المشارك فى تغطية فعاليات زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإثيوبيا والمشاركة فى القمة الإفريقية الرابعة والعشرين، حينما وصف مقر السفارة وهى مقر اقامته أيضا بأنها «بيت المصريين» فى إثيوبيا. وقال إدريس إن أى مصرى يصل لإثيوبيا يستطيع أن يعزم نفسه هنا، فى مقر السفارة، مشيرا إلى أن حجم زيارات المصريين لأديس أبابا زاد فى الفترة الأخيرة والدليل انه خلال شهر واحد زار 26 وفدا مصريا مختلفا إثيوبيا. وأوضح السفيرالمصرى بأديس أبابا أن عدد المصريين فى إثيوبيا يصل إلى نحو 250 مصريا، 68 منهم يعملون فى شركة المقاولون العرب، والباقى أطباء وعاملون فى الاتحاد الإفريقى، وبعض رجال الأعمال. وقال إن هذا يعكس مجالات التعاون المشتركة بين الجانبين ويعكس حرص مصر لتوثيق العلاقات مع الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن استعادة مصر لمكانتها الإفريقية لاتقتصر على جانب واحد وإنما يجب أن تتم وفق استراتجية تشارك فيها العلاقات «السياسية الاقتصادية الثقافية الشعبية الاجتماعية الدينية الاعلامية». ويؤكد إدريس أن أهم شىء فى التعامل مع الاشقاء الافارقة يجب أن يكون هناك اهتمام واحترام وأن يشعر باهتمامك له دون استعلاء، ويجب أن ننظر لإفريقيا بنظرة المستقبل بمعنى بهدف المصالح المصرية وليس بإرث الماضى لأن الظروف والواقع تغير. وأشار السفيرالمصرى بأديس أبابا إلى أن مصر لديها إرث كبير فى إثيوبيا وإفريقيا ويجب أن نبنى عليه إعلاميا وثقافيا وشعبيا وسياسيا ولا يجب أن ننظر للعلاقات من منظور قضية المياه فقط. وحول دعم الدول الإفريقية لعضوية مصر فى مجلس الأمن عن شمال إفريقيا قال إدريس إنه لا توجد معارضات من الدول الإفريقية على عضوية مصر فى مجلس الأمن، موضحا أن ترشيح مصر لابد أن يحظى بتوافق من دول شمال إفريقيا ثم من الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن هذا الأمر مهم لأن 70% من نشاط مجلس الأمن مخصص عن إفريقيا.