ألقى وزير الخارجية سامح شكرى كلمة بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقى حيث بدأت الكلمة بتوجيه التهنئة لرئيس الاتحاد الأفريقي علي اختياره ثم استعرض شكرى خلال الكلمة التحديات التى تواجه القارة السمراء وحالة السلم والأمن بها بالإضافة إلى مخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة العابرة للحدود والنزاعات المسلحة فى عدد من دول القارة. وأكد شكرى خلال الكلمة ضرورة مضاعفة الجهود لتسوية هذه الصراعات، مشددًا على مخاطر الإرهاب، حيث لا تعرف الجماعات الإرهابية حدودًا فاصلة ولا تراعى حرمات أو مقدسات، يستغلون جهل البعض بجوهر الدين الإسلامى الحنيف. وأضاف أن مصر اتخذت موقفًا حازمًا من البداية لمواجهة الإرهاب، وأن الحادث الإرهابى الأخير يزيدنا إصرارًا على مواصلة حربنا لاستئصال هذه الآفة. وأشار إلى أن مصر ترى أن الجهود الأمنية تسير بالتوازى مع برامج توعية للتعريف بصحيح الدين. وفى نهاية الكلمة أكد شكرى إدانة مصر لأى شكل من أشكال العنف واستخدامه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية. فى الوقت الذى تفاعل فيه أعضاء الجالية المصرية فى إثيوبيا مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الاولى لاديس أبابا الخيمس الماضى للمشاركة فى القمة الافريقية الرابعة والعشرين بالاحتشاد وتشغيل الاغانى الوطنية وخاصة «أغنية بشرة خير» عبر مكبرات الصوت أمام مقر اقامة الرئيس، سرعان ما اختفت البهجة من وجوه المصريين والوفد المصرى المشارك للرئيس بعد أنباء عن الحادث الارهابى فى العريش وسقوط شهداء من القوات المسلحة. واضطر الرئيس السيسى لتغيير كثير من جدول أعماله خلال زيارته لإثيوبيا نتيجة لتطورات الوضع فى سيناء، حيث أجرى عدة اتصالات مع وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى ورئيس الأركان الفريق محمود حجازى بعد ساعات من وصوله لأديس أبابا لمتابعة الموقف فى سيناء وعقد اجتماعا مع عدد من أعضاء الوفد المرافق له وبحث معهم آخر تطورات الهجمات الارهابية التى تعرضت لها مدينة العريش. واختصر السيسى مشاركته فى القمة الافريقية بحضور جزء من فعاليات الجلسة الافتتاحية ليغادر قاعة «نيلسون مانديلا» بمقر الاتحاد الإفريقى حيث مكان انعقاد القمة قبل نهاية الجلسة، كما تم تقديم مواعيد اللقاءات الثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة، قبل أن يقطع مشاركته فى جلسات القمة ويغادر للقاهرة بعد 24 ساعة من وصوله فى الثالثة ونصف عصر الجمعة لمتابعة تطورات المشهد فى سيناء. حادث سيناء الإرهابى سيطرت أحداث العريش على الوفد المصرى وبدت حالة الحزن والغضب على وجوه المصريين المشاركين فى القمة رغم الحفاوة الشديدة التى قوبل بها الرئيس عبدالفتاح السيسى والوفد المرافق له من الأوساط الإثيوبية، وتلقى الوفد المصرى نبأ الحادث الارهابى فى سيناء وتداعياته اثناء اللقاءات الثنائية التى أجراها السيسى فى اليوم الاول من زيارته، ليقوم بعدها بإجراء عدة اتصالات مع وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى ورئيس الاركان الفريق محمود حجازى لمتابعة الموقف فى سيناء. وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الخميس الماضى اجتماعا مع عدد من أعضاء الوفد المصرى المرافق له خلال زيارته لإثيوبيا، حيث بحث معهم آخر تطورات الهجمات الارهابية التى تعرضت لها مدينة العريش، خاصة أن من ضمن مرافقيه مستشار الرئيس للأمن القومى فايزة أبوالنجا ورئيس المخابرات العامة خالد فوزى ووزراء الخارجية والرى والبترول. السيسى غاضبا فى القمة كما شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية الرابعة والعشرين صباح الجمعة الماضية قبل أن يقطع زيارته ويعود للقاهرة عصر نفس اليوم، وبدت على الرئيس ملامح الغضب والحزن حدادا على الشهداء الذين سقطوا فى سيناء. وشارك فى اجتماعات القمة الإفريقية وفود 54 دولة أفريقية بمشاركة نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات الافريقية. واستهل السيسى مشاركته فى القمة الافريقية بحضور جلسة مغلقة مع رؤساء الدول والحكومات للتشاور حول تشكيل هيئة مكتب ولجنة الصياغة للقمة، ومشروع جدول الاعمال والمشاركة فى مراسم افتتاح القمة من التقاط صورة جماعية وجزء من الجلسة الافتتاحية. وخلال انعقاد الجلسة الافتتاحية غادر السيسى والوفد المصرى وكل من وزيرى الخارجية والرى والسفير المصرى فى إثيوبيا فتحى إدريس قاعة «نيلسون مانديلا» التى استضافت القمة لاجراء عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الرؤساء والزعماء المشاركين فى القمة الإفريقية. رسالة السيسى للإخوان وقبل مغادرة الرئيس القمة والعودة للقاهرة وجه رسالة شديدة اللهجة لجماعة الإخوان الإرهابية فى تصريحات للوفد الاعلامى المصرى حيث قال الرئيس إن مصر تدفع ثمن محاربتها الإرهاب، وانها تحارب أقوى تنظيم سرى أنشئ خلال القرن الماضى لأن له أفكاراً سرية وأذرع ومجموعات سرية «قاصدا بذلك جماعة الاخوان». وأضاف: المصريون خرجوا على هذا التنظيم فى 30 يونيو ورفضوا أن يستمروا فى حكمه، وأن هذا التنظيم لو كان قد استمر شهرين أو ثلاثة بعد ذلك التاريخ لاشتعلت الاوضاع أكثر ولدفعت مصر ثمنا أكبر. واستطرد السيسى: عارف إنكم زعلانيين.. واحنا زعلانيين مفيش كلام «فى إشارة لحادث سيناء الإرهابى» لكن هذه هى طبيعة الحرب.. والدم أقل ثمن ندفعه لمصر ويدفعه جيشها. ووجه السيسى رسالة إلى الإعلام بقوله: «خلى بالك من دورك ومن توعية الناس وروحهم المعنوية». وشدد السيسى على أن عمليات الإرهاب ومحاولة تحطيم مصر لن تنتهى إلا بانتصار مصر، مؤكدا: «سنتنصر ليس لدى شك فى ذلك». وردا على سؤال عن الاستعداد للمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ أجاب مشيرا إلى ذراعه اليمنى: «المؤتمر الاقتصادى ده دراعى» وأن نجاحنا الاقتصادى مرهون بمجهودات المصريين واعتمادهم على ذاتهم. إدانات دولية رغم أن السيسى لم يلق كلمة خلال القمة إلا أنه كان حاضرا فى كلمات بعض الرؤساء لإدانة الحادث الارهابى الذى وقع فى العريش حيث أدان الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز رئيس الاتحاد الإفريقى فى دورته الحالية حيث قدم التعازى للرئيس السيسى والشعب المصرى فى ضحايا الحادث الارهابى. وفى نفس الإطار أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن الحادث الارهابى وقال إنه على ثقة من انتصار الدولة المصرية فى حربها على الارهاب، وأبدى استعداد السلطة الفلسطينية الكامل للمساعدة فى اجتثاث جذور الارهاب وتجفيف منابعه. فى حين كان لافتا تجاهل شخصيات دولية إدانة الحادث رغم حديثهم عن الإرهاب مثل بان كى مون سكرتير عام الأممالمتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقى. 11 لقاء قمة ورغم قصر الفترة التى قضاها السيسى فى العاصمة الإثيوبية إلا أنه أجرى 11 لقاء قمة مع رؤساء الدول والحكومات المشاركة فى القمة الافريقية حيث استهل السيسى نشاطه فى اليوم الاول بخمسة لقاءات ثنائية مع رؤساء زامبيا ورواندا والسودان وزيمبابوى ورئيس وزراء إثيوبيا. وفى اليوم الثانى وبعد المشاركة فى الجلسة الافتتاحية للقمة الافريقية عقد السيسى 6 لقاءات قمة مع ملك اسبانيا ورؤساء تونس وأوغندا وجيبوتى وجنوب السودان ورئيس وزراء السويد. وتناولت المقابلات التى تم عقدها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول وبحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وكذا الاشادة بالخطوات التى تم اتخاذها لارساء دعائم الديمقراطية وعودة الاستقرار إلى مصر، فضلا عن الإشادة بالدور المصرى فى منطقة الشرق الاوسط والجهود التى تبذلها مصر بين الفلسطينيين والاسرائيليين اضافة الى ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب. وعلى صعيد القمة الإفريقية حققت مصر عدداً من النجاحات على المستوى الافريقى خلال مشاركة الرئيس السيسى فى القمة الرابعة والعشرين وخاصة فى عدد من الملفات الحيوية التى تهم المصالح المصرية والامن القومى المصرى وعلى رأسها سد النهضة الاثيوبى. أولى تلك الخطوات الإيجابية تلك النتائج التى انتهت إليها مباحثات الرئيس السيسى مع رئيس وزراء إثيوبيا هيلى ماريام ديسالين التى عقدت مساء الخميس الماضى فى مقر إقامة السيسى وخاصة فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة. حيث استطاع السيسى أن يحصل على موافقة مهمة من رئيس الحكومة الإثيوبية بشأن أزمة سد النهضة بتشكيل لجنة مشتركة لصياغة وثيقة مبادئ حول سد النهضة، وهو ما يمثل تعهدات يوقع عليها الطرفان بحماية حقوق ومصالح كل دولة من مياه النيل. ولاقت تلك الموافقة ترحيبا من الجانب المصرى ذلك انها تدفع عجلة التفاوض لمرحلة جديدة تحافظ بها مصر على حقوقها التاريخية. وأعرب رئيس وزراء إثيوبيا عن امتنان بلاده لتوجهات السيسى نحو الانفتاح على القارة الافريقية وتعزيز العلاقات الثنائية مع دولها بشكل عام وإثيوبيا بشكل خاص، كما أكد ثقة بلاده فى قدرة الرئيس على قيادة مصر بنجاح نحو تجاوز المرحلة الانتقالية التى تمر بها موضحا أن التطورات التى شهدتها مصر توضح انها تسير فى الاتجاه الصحيح. وأكد الرئيس عدم وقوف مصر فى وجه حق الشعب الاثيوبى فى التنمية من خلال تنفيذ مشروعات على نهر النيل، الا أن هذه المشروعات يجب أن تأخذ فى الاعتبار حقوق مصر المائية لاسيما فى ضوء اعتمادها على نهر النيل كمصدر رئيسى ووحيد لتلبية احتياجات شعبها من المياه. وشدد الرئيس على أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة تحول التوافقات السياسية إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق البلدين وتهدف الى تأمين مصالحهما وتعزيز التعاون المشترك فيما بينهما. المفاجأة الثانية التى تعبر عن ترحيب إثيوبيا بالسيسى دعوة رئيس الوزراء الاثيوبى تطلع بلاده لاستقبال الرئيس فى زيارة ثنائية تعكس المستوى المتميز الذى بلغته العلاقة بين البلدين، موجها الدعوة اليه للتحدث أمام البرلمان الإثيوبى ومخاطبة الشعب الاثيوبى من خلال نوابه، وقد رحب الرئيس بتلبية هذه الدعوة، كما وجه بدوره الدعوة الى رئيس الوزراء الاثيوبى لحضور مؤتمر الاقتصاد المصرى فى شرم الشيخ. مصر تغير استراتيجيتها مع إفريقيا ومثلت مشاركة الرئيس السيسى فى القمة الافريقية للمرة الثانية على التوالى خلال ستة أشهر رسالة مهمة عن تغيير استراتيجية مصر فى التعامل مع الدول الافريقية من خلال المشاركة بأعلى مستوى تمثيل فى الفعاليات الافريقية. وأكد هذا التوجه السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فى تصريحات له على هامش القمة بأن مصر تنظر للأشقاء الافارقة كشركاء لنا ونتعاون معا من أجل تحقيق التنمية المشتركة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية حريصة على التواصل مع الشعوب الافريقية. وأضاف أن نتائج هذا التوجه ظهرت فى القمة الافريقية الماضية عندما استعادت مصر مقعدها فى الاتحاد الافريقى، وفى القمة الحالية باعتماد لجنة الترشيحات الافريقية لترشيح مصر فى عضوية مجلس الأمن غير الدائمة 2016 - 2017. وفى نفس الاطار قال السفير المصرى لدى إثيوبيا إن الاستراتيجية المصرية تجاه أفريقيا تعتمد على نظرة مستقبلية أكثر من الحديث بلغة الماضى ذلك أن أفريقيا لم تعد أفريقيا فى الماضى فى اشارة إلى أنها أصبحت أكثر نضجا وكذلك إثيوبيا ومصر. وبعيدا عن فعاليات القمة كان لمصر حضور آخر بمبنى الاتحاد الإفريقى بالعاصمة الإثيوبية. فيما يعد تعبيرا عن الحضور التاريخى لمصر فى القاهرة الافريقية زين مدخل الرؤساء ورؤساء الوفود بمبنى الاتحاد الإفريقى بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا بجدارية كبيرة تحمل صور كوكب الشرق أم كلثوم وبعضا من معالم مصر التاريخية. وضمت الجدارية صورة كبيرة لكوكب الشرق والنيل فى القاهرة ومكتبة الإسكندرية وبعضا من الآثار الفرعونية. لقطات على هامش القمة ■ انقطعت الكهرباء عن قاعة نيلسون مانديلا فى الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية صباح الجمعة أثناء كلمة زومة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى. ■ قبل افتتاح القمة حرص الرؤساء المشاركون على التقاط صورة جماعية تذكارية أسفل قرص الشمس فى مدخل مقر الاتحاد. ■ بدأت القمة بالوقوف دقيقة حدادا على روح الرئيس الزامبى الراحل مايكيل شلوفيا ساتا. ■ وزير الرى الدكتور حسام المغازى أول من دخل قاعة نيلسون مانديلا من الوفد المصرى وظل جالسا لفترة لحين افتتاح القمة. ■ فايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومى حرصت على متابعة فعاليات افتتاح القمة الإفريقية من المقاعد المخصصة للإعلاميين والوفود الأجنبية فى الدور الثانى للقاعة. ■ وقف رئيس المخابرات اللواء خالد فوزى واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس فى مدخل قاعة نيلسون مانديلا أثناء مشاركة السيسى.