طالب الدكتور عاصم الدسوقي بأن يسود مصر في عصرها الجديد نظام "دولة القانون"، وأكد أن مفهوم الجيل لا يتعلق بالعمر علي الإطلاق، ومبديا عدم تفاؤله بتحقيق أهداف الثورة رغم عظمتها؛ لأن ثورات العالم كله استولي قاداتها علي السلطة، لكن ما حدث في مصر أن بعض الجهات "المتحولة" تحاول تقمص دور "أبو الثورة" رغم عداوتها لها. جاء ذلك في ندوة "ثورة 25 يناير.. جيل الوسط يبحث عن نفسه"، التي عقدها "بيت السناري" التابع لمكتبة الإسكندرية، في إطار سلسلة "مصر.. حوارات المستقبل"، والتي أدارها سامح فوزي نائب مدير إدارة منتدي الحوار بمكتبة الإسكندرية. وخشي دسوقي أن تنتهي الثورة إلي "لا شيء" في ضوء التحدث عن المجتمع المدني، فهم في الأساس يقصدون مجتمعا علمانيا، لكنهم يخافون من تكفيرهم فيقولون مدنيا، ولذلك لابد من مناقشة المصطلحات، والاحتكام إلي "دولة القانون" التي تضم تحت جناحها الجميع. ورأي دسوقي أن جزءًا من استثمار ثورة 25 يناير ضرورة تفكيك الطبيعة المركزية للدولة؛ لأنها كذلك عبر التاريخ ولم تتطور، فلابد من وجود حكم محلي وليس إدارة محلية، وأن يتم اختيار المحافظ بالانتخاب، فذلك سيمنع الهجرة للعاصمة. ومن جانبه أشار الدكتور صلاح الجوهري إلي أهمية عملية التواصل بين جيل الشباب وجيل الوسط، وأكد تفاؤله بالوضع القادم لمصر، مشبها ما حدث الثلاثين عاما الماضية بسد كامل أنشئ علي نهر، خلف بعد إزالته مجموعة من النفايات، هي ما نشهده الآن في هذه المرحلة ستأخذ وقتها حتي تستقر الأمور. وأكد الجوهري علي ضرورة إقصاء الفاسدين ورموز الفساد من المجتمع المصري، منبها أن جميع الأحزاب التي نشأت في حكم الحزب الوطني واستمدت شرعيتها منه، لابد أن تستمد شرعيتها من "الثورة"، ونوه أنه لا يوجد ما يسمي ب"حكومة مدنية" أو حكومة "دينية"، لذلك يجب توضيح هذه المصطلحات ومناقشتها، مع عدم استبعاد التيار السلفي المتشدد أو الخوف منه، فالفكر لا يحرم. خالفت الدكتورة ماجدة موريس رأي الجوهري في طريقة التعامل مع التيار السلفي، ورأت أن السلفيين يتبعون تخطيطا كاملا منظما يعملون عليه، لذا يجب الخوف منهم، خصوصا أنه لا يصدر حتي الآن من المجلس العسكري قرار بردع هذه الممارسات. ومن جانبه أكد الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي أن تعبير السلفية التي نراها الآن "وهابية جديدة"، وقال: لابد أن يطمئن الجميع بأن هذا الخطاب سيلفظ قريبا، لأنه يتصادم مع الثقافة الوسطية المصرية، ففلول النظام تعيد إنتاج هذه الفزاعة في شكل السلفيين، فالإقصاء والاستبعاد يؤدي إلي التطرف، وقد يؤدي إلي العنف. ورأي عمار أن تقسيم الحياة إلي أجيال هو تعبير عن خلل اجتماعي، كما أن فكرة النظام والمقاومة ليست مرتبطة بالمسألة الجيلية، فلابد أن يتم التقسيم علي أساس الاتجاهات السياسية. ودعا الصحفي محمد حمدي الطبقة الوسطي التصدي للمد السلفي، وأن يكون لها دور في البرلمان. وضرورة تولية جميع النقابات المهنية تحريك الحياة السياسية في مصر.