مستشفى بورسعيد العام يسكنه القطط والفئران وتمارس فيه الرذيلة

تحول مستشفى بورسعيد العام إلى كارثة صحية تهدد حياة الأهالى والمرضى بالأمراض، ناهيك عن الإهمال الطبى الموجود به، وسوء الإدارة، وإهدار المال العام للدولة، فى الوقت الذى يتم فيه صرف الحوافز من صندوق المحافظة للعاملين بالمستشفى تقديرًا ولحثهم على العمل لتقديم خدمة صحية أفضل للمواطن البورسعيدى.
بعد شكاو عدة من المواطنين انتقلت «روزاليوسف» لرصد المخالفات والتقصير داخل المستشفى وإليكم التفاصيل..
يستنكر المرضى من تراكم أكياس القمامة والنفايات بالطرقات والسلالم الخلفية، متعجبين من ذلك وكأن المستشفى يحرص على إبقاء المخلفات لكونه تحافظ على حياة المرضى، مستنكرين من ترك أمن المستشفى العاملين بعضهم البعض، وإقامتهم علاقات غير شرعية، خاصة فى الطوابق الثلاثة العلوية.
ويطالب المرضى بتدخل النائب العام لإجراء تحقيقات عاجلة حول إهدار المال العام، للإهمال الموجود بالمستشفي، والحجرات والطوابق العلوية لها تغمرها الأتربة، ومئات الأجهزة من ثلاجات وأجهزة اشاعة مبعثرة داخل أروقة الأدوار الثلاث التى تحتوى على مايقرب من 60 غرفة طبية، واجنحة عالية المستوى غير مستغلة يسكنها القطط والفئران والحشرات، فى الوقت الذى لا يجد فيه المريض مكانًا داخل المستشفى لاستقباله لتلقى العلاج أو إجراء الجراحات.
ويلفت أحدهم إلى أنه تم ضبط 2 من العاملين بالمستشفى واحدى عاملات النظافة يمارسون الرذيلة فى الطابق الخامس وعلى أسرة المستشفى الجديد، وتحرر محضر بالواقعة رقم 3355 جنح الشرق لسنة 2014.
وأكد الرائد تامر سليم، رئيس مباحث قسم شرطة الشرق، التابع له المستشفى بأنه تم تحرير محضر لإحدى عاملات النظافة مع عاملين من الأمن بالجناح المهجور، وتم ضبطهم وحبسهم على ذمة القضية، بالإضافة إلى تحرير زوج العاملة محضر ضدها بالزنا وممارسة الرذيلة.
وتوضح مرافقة لمريض بقسم الرعاية الحرجة أنها دخلت المستشفى فى الثانية ظهرا ولم تجد أى طبيب يناظر حالتها حتى السادسة مساءً، والتى قالت لها الطبيبة الموجودة: «لما يفضى مكان فى الرعاية هندخلوا» بالرغم من سوء حالته الصحية.
ويقول عامل فى شركة أمن، ومصاب بكسر مضاعف فى قدمه: «منذ 12 يومًا ولم يتابع حالتى أى طبيب إلا 3 مرات فقط، كان آخرها عند إجراء العملية، بعد سداد 4000 جنيه، تم جمعها من العاملين فى الشركة لعدم استطاعتى لشراء شرائح العملية من خارج المستشفى.
ويلفت آخر إلى أنه دخل المستشفى وهو يعانى من مغص، وأجريت له عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، والتى تمت عن طريق الخطأ، رغم عدم معاناته وهو ما أكدته التحاليل والفحوصات الأخرى، لافتا إلى أنه قام بتحرير محضر بقسم الشرطة.
فيما يؤكد عمال الأمن أنهم يتعرضون للاعتداءات اليومية من المرضى وأسرهم نظرا لعدم وجود أطباء بالمستشفى اثناء النوتجيات التى يتركونها ويتوجهون إلى عيادتهم الخاصة، وينتظرون تلقى إشارات تليفونية من أتباعهم من العاملين فى الوقت الذى تحضر فيه لجنة تفتيش من مديرية الصحة، منوهين إلى أن الدكتور شريف أبو جندي، مدير المستشفي، يديرها من عيادته الخاصة، ولا يتواجد بها إلا فى أوقات متأخرة، ولم يسمح لأحد بالدخول عليه.
ويشيرون إلى أن هناك مشاكل خاصة بقسم الحوادث والطوارئ، ونوبتجية الجراحة أو العظام مخصص لها 4 أطباء، يتواجد منهم واحد فقط، مستنكرين من ضعف المرتبات، الذى فى الغالب يدفع العمال إلى التراخى والتوانى فى عملهم، فى حين أن طاقم التمريض كان يعمل بادية الأمر 12 ساعة، وتراجعت الآن ل 8 ساعات ولكن كل ذلك دون مقابل.
ومن جانبه يرى المهندس أسامة أنور، السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن بقاء مدير المستشفى الحالى يكمن فى علاقته برجال الأعمال خاصة والمتبرعين منهم لصيانة وإحلال وتجديد المستشفى وتحديث الأجهزة وأجنحة المبنى الغربى الذى يحتوى على أكبر وحدة لغسيل الكلى.
ونوه الدكتور محمد عرنوس، مدير إدارة المستشفيات بمديرية الصحة إلى أنه تقدم باستقالة مسببة إلى الدكتور جمال عبد الناصر مدير المديرية، لتراخى المديرية فى إتخاذ إجراءاتها تجاه مخالفات مدير المستشفى الحالي، منوهًا إلى أن آخر مذكرة تقدم بها طالب فيها بسرعة تشكيل لجنة عاجلة لفحص النواحى المالية والإدارية والمناقصات واللجان الفنية، مستنكرا من تراجع تقييم المستشفى ل 52% ضمن تقييم الطب الوقائى، لإعتبارها أردأ مستشفى.
يذكر أن المستشفى تأسست عام 1856 مع حفر قناة السويس وإنشاء مدينة بورسعيد لتقديم الخدمة الطبية للعاملين فى حفر القناة وأسرهم.